
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
التزم مسؤولو بريكس الصمت صباح الاثنين بعد تهديد مفاجئ أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ساعات الليل، توعّد فيه بفرض عقوبات على الدول التي تعتمد ما وصفه بـ"السياسات المعادية لأمريكا".
وفي اليوم الختامي لقمة بريكس في ريو دي جانيرو، والتي تستضيفها البرازيل برئاسة الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، تجنّب ممثلو الدول العشر الناشئة الرد المباشر على تحذيرات ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10%.
ورفض الرئيس البرازيلي التعليق للصحفيين، مكتفيًا بالقول إنه سيتحدث فقط بعد انتهاء أعمال القمة. أما كبير مستشاريه للسياسة الخارجية، سيلسو أموريم، فآثر الرد بحذر وتجنّب التصعيد في تصريحه.
الموقف الجماعي الصامت يُظهر حرص قادة بريكس على تفادي صدام مباشر مع واشنطن في خضم توتر تجاري متصاعد، بينما تبقى الأنظار على ما سيصدر من بيانات ختامية قد تتضمن ردًا جماعيًا على تحركات ترامب.
قال سيلسو أموريم، كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس البرازيلي، في مقابلة صحفية: "التهديدات تُظهر فقط الحاجة إلى منظمة مثل البريكس، التي تمتلك القدرة على التفاعل والاجتماع والتوصل إلى استنتاجات"، مضيفًا أن مجموعة البريكس "لم تهدد الولايات المتحدة بشيء على الإطلاق."
عدد من المسؤولين من دول مختلفة ضمن التكتل أشاروا إلى أن من غير الممكن التنبؤ بما قد يُقدم عليه ترامب، فتصريحه على وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون تهديدًا مباشرًا، أو مجرد خطاب شعبوي. واتفقوا على أن الخيار الوحيد حاليًا هو "الانتظار والترقب".
أحد المسؤولين وصف ترامب بأنه "لا يمكن التنبؤ به"، مرجّحًا أنه قد ينسى أصلًا أنه أطلق هذا التهديد. أما رئيس جنوب أفريقيا، فقد غادر القمة مبكرًا بسبب أزمة داخلية في بلاده، وكان من المقرر أن يعقد زيارة دولة إلى البرازيل، لكن طبيعة الزيارة كانت رمزية أكثر منها عملية، مما يعكس أن معظم القادة لا يرغبون في التصعيد أو مواجهة الولايات المتحدة في هذه المرحلة الحساسة من المفاوضات.
"قلق بالغ"
قادة البريكس، الذين يمثلون 49% من سكان العالم و39% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، اتفقوا على بيان مشترك تبنّى مواقف مناقضة لتوجهات إدارة ترامب في قضايا الحرب والسلام والتجارة والحوكمة العالمية.
ورغم أن البيان عبّر عن "قلق بالغ" من تصاعد الرسوم الجمركية، وانتقد الارتفاع الكبير في الإنفاق العسكري، وأدان الضربات الجوية على إيران (عضو البريكس)، إلا أنه تجنّب صراحة توجيه اللوم للولايات المتحدة بالاسم.
وفي رد فعل مباشر، هدّد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على أي دولة "تنخرط في سياسات بريكس المعادية لأمريكا"، وهو ما تسبب في تراجع عملات وأسهم الدول النامية في تعاملات صباح الاثنين.
الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا يستعد لاستضافة الدول العشر الأعضاء في بريكس اليوم، بالإضافة إلى ممثل عن السعودية التي لا تزال تتردّد في حسم انضمامها الكامل إلى التكتل، فضلًا عن عشر دول "شريكة" أخرى بينها ماليزيا ونيجيريا وفيتنام.
ورفض وزير الخارجية السعودي الإدلاء بأي تصريح عند سؤاله من قبل الصحفيين.
أما أموريم، فأكد أن "الجميع اليوم يتمسكون بالبريكس باسم التعددية القطبية".
من جانبها، قالت وزارة الاستثمار والتجارة والصناعة الماليزية في بيان رسمي إنها تلتزم بسياسة خارجية واقتصادية مستقلة، مؤكدة أن "انخراطنا في أي منصة متعددة الأطراف يركّز على تسهيل التجارة والتنمية المستدامة، ويسترشد بالمصلحة الوطنية لا بالاصطفافات الأيديولوجية." وأضاف البيان: "الولايات المتحدة تبقى واحدة من أهم الشركاء الاقتصاديين لماليزيا".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.