جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
وسط إنتقادات حادة لتأخرهم في الاستجابة لارتفاع التضخم، تعهد صانعو سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في أحد أول المؤتمرات في زمن كوفيد-19 الذي يشاركون فيه حضوريا بالتوحد خلف استراتيجية الرئيس جيروم باويل لخفض الأسعار.
وفي حديثه في مؤتمر الأسواق المالية السنوي لبنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا بجزيرة أميليا في فلوريدا، دافع رئيس البنك المضيف رفائيل بوستيك عن قرار إبقاء أسعار الفائدة قرب الصفر لمدة عامين ومضاعفة ميزانية البنك إلى 9 تريليون دولار، في حين تعهد بالتصدي بقوة للتضخم الأعلى منذ نحو 40 عاما.
من جانبها، لوريتا ميستر رئيس بنك الفيدرالي في كليفلاند بسؤالها عن الدروس المستفادة لم تشر إلى أي دروس وإنما في المقابل قالت إن التركيز ينصب على المستقبل.
وفيما يبرز طبيعة التحدي، أظهر تقرير اليوم الأربعاء أسعار مستهلكين أكثر سخونة من المتوقع، بزيادة إجمالية 8.3٪ على أساس سنوي، من بين أعلى القراءات منذ عقود.
وقال بوستيك "أول شيء يدور في خاطري هو أن التضخم مرتفع للغاية ونحن بحاجة إلى التحرك بشكل حازم لمحاولة السيطرة على ذلك". وقال أمام الحاضرين في المؤتمر مساء الثلاثاء إن الهدف هو تقليص الفجوة بين المعروض والطلب. وقال "إذا رأينا أشياء تعمل على تضييق هذه الفجوة، فقد نكون قادرين على الإستعانة بسياستنا بدرجة أقل".
وأيد المسؤولان إشارة باويل إلى أن اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة تخطط لرفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في يونيو ويوليو بعد تحرك مماثل الأسبوع الماضي - والذي كان أكبر زيادة منذ عام 2000 - بالإضافة إلى تقليص الميزانية المتضخمة بحوالي تريليون دولار سنويا.
ولم يستبعد أي منهما تحرك بمقدار 75 نقطة أساس في المستقبل، وقالا إن النقاش حول البيع المستقبلي لحيازات بنك الاحتياطي الفيدرالي من الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري مبرر.
لكن نبرتهم تتناقض مع مستويات متفاوتة من الانتقادات من قبل مجموعة من المتحدثين في المؤتمر الذي انتهى يوم الأربعاء، الذين زعموا بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان بطيئًا في الاستجابة لارتفاع الأسعار وأبقى أسعار الفائدة عند صفر لفترة طويلة جدًا وعزز الميزانية أكثر من اللاازم.
وقال سكوت أندرسون كبير الاقتصاديين في بنك اوف ذا ويست خلال مقابلة على هامش المؤتمر الذي بدأ مساء الأحد "سيكون هناك وقت للتأمل في الماضي ومن الواضح أنهم سوف ينظرون إلى الوراء ويحاولون التعلم من الأخطاء التي ارتكبوها".
"عليهم أن ينظروا إلى الأمام. إنهم يحاولون رسم مسار للخروج من هذه الفوضى التي وجدنا أنفسنا فيها ".
وأثبتت ضغوط الأسعار أنها ليست مؤقتة كما توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي في البداية. وعلى الرغم من تحوله بشكل حاد في الأشهر الأخيرة نحو سياسة نقدية أكثر تشديدا، يقول المراقبون إنه لا يزال يعتمد في استجابته على افتراض خاطئ بأن التضخم سوف ينحسر دون اتخاذ إجراءات أكثر جراءة. وقد ارتفع مؤشره المفضل لضغوط الأسعار 6.6٪ في مارس – أحدث قراءة متاحة. وهذا أكثر من ثلاثة أضعاف مستهدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪.
وتحدث تشارلز جودهارت، العضو السابق في لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، بصراحة قائلا إن بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى "متأخرين جدًا جدًا" في مكافحة التضخم و "هناك دوامة من زيادات في الأسعار والأجور تحدث بالفعل" في الولايات المتحدة. وقال إن الاعتقاد بأن توقعات التضخم مستقرة هو "مفرط في التفاؤل".
وعُقد الحدث حضوريا آخر مرة في عام 2019 عندما كان باويل المتحدث الرئيسي. ويستقطب بانتظام هذا الحدث كبار مسؤولي البنوك المركزية، مما يجعله من بين أبرز المؤتمرات في روزنامة الاحتياطي الفيدرالي السنوي بعد منتدى جاكسون هول الذي ينظمه بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي في أغسطس.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.