جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
أعلنت شركة هواوي تكنولوجيز الصينية انخفاضاً بنسبة 38% في إيراداتها الفصلية يوم الجمعة، في ظل تفاقم الضرر الذي ألحقته عقوبات أمريكية بمبيعاتها من الهواتف الذكية ومعدات الاتصالات.
وهذا الانخفاض هو الثالث على التوالي في الإيرادات الفصلية لهواوي، أكبر شركة مصنعة لمعدات الاتصالات في العالم وفي السابق أحد أكبر بائعي الهواتف الذكية في العالم، وقد تسارعت وتيرة التراجعات منذ نهاية 2020.
وتنخفض بحدة مبيعات هواوي من الهواتف الذكية، التي كانت في السابق مصدر رئيسي لإيرادات الشركة، منذ أن فرضت إدارة ترامب قيوداً العام الماضي تمنع الشركة من شراء أشباه الموصلات الأكثر تطوراً. وانخفضت أيضا الإيرادات من معدات الاتصالات، لكن بوتيرة أقل حدة، وسط حملة أمريكية تضغط على الدول الحلفاء للتخلي عن الشركة الصينية كمورد لمعدات اتصالات الجيل الخامس.
وقد هوت إيرادات الربع الثاني إلى 168.2 مليار يوان، حوالي 26 مليار دولار، من 271.8 مليار يوان في نفس الربع السنوي قبل عام، وفقاً للتقديرات بناء على أرقام كشفت عنها الشركة التي مقرها Shenzhen يوم الجمعة. وكان الانخفاض بمثابة تسارع حاد عن انخفاض في الإيرادات بنسبة 16.5% في الربع الأول وانخفاض بنسبة 11.2% في الربع الرابع من 2020.
وتعطي الشركة المملوكة ملكية خاصة نظرة محدودة لأوضاعها المالية كل ثلاثة أشهر. ولم تعلن أرباحها خلال تلك الفترة لكن قالت أن صافي هامش ربحها ارتفع إلى 9.8% خلال النصف الأول من العام من 9.2% قبل عام.
وأقر إريك شو، نائب رئيس هواوي، بتأثير العقوبات التي تفرضها واشنطن. وقال شو "حددنا أهدافنا الاستراتجية للسنوات الخمس القادمة...هدفنا هو البقاء وتحقيق ذلك بشكل مستدام".
وتابع أن نشاط الشركة من الهواتف الذكية تضرر بفعل "عوامل خارجية"، لكن تنبأ بأن تنمو بإطراد أنشطة تستهدف شركات الاتصالات والشركات الكبرى.
وقال محللون أن مبيعات الشركة من معدات الاتصالات قد تتحسن في وقت لاحق من هذا العام إذ تسرع الصين إطلاق شبكتها للجيل الخامس ومن المرجح حصول هواوي على حصة كبيرة من الأعمال. لكن من المتوقع أن تسوء مبيعات الهواتف الذكية بسبب القيود على الرقائق الإلكترونية التي تواجهها الشركة.
وتضررت هواوي جراء عدد من الإجراءات الأمريكية في السنوات الأخيرة، ضمن مساعي واشنطن لكبح هيمنة عملاق الاتصالات الصينية، الذي تعتبره وسيلة تجسس. ونفت هواوي مراراً أن منتجاتها تشكل مخاطر على الأمن القومي.
وكانت الإجراء الأشد ضرراً هو قيود فرضتها وزارة التجارة الأمريكية أغسطس الماضي تمنع هواوي من الحصول على أي رقائق إلكترونية مصنعة بإستخدام تكنولوجيا أمريكية ، بما يحرمها من المكونات الحيوية المستخدمة على نطاق واسع في منتجاتها.
وأبقت إدارة بايدن عقوبات إدارة ترامب قائمة ولم تعط إشارة تذكر على أنها ستكون أكثر تساهلاً تجاه عملاق التقنية الصيني.
وتعد هذه السياسة نقطة توتر شديد في العلاقة المضطربة بين الولايات المتحدة والصين. فخلال زيارة مؤخراً قامت بها ويندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للصين، قدم لها مسؤولون صينيون قائمة بخطوات مطلوبة لتحسن العلاقات، من بينها طلب أن تتوقف الولايات المتحدة "عن قمع الشركات الصينية"، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الصينية.
وإضطرت هواوي للاعتماد على مخزون لديها من الرقائق الإلكترونية للاستمرار في تصنيع كثير من منتجاتها. وشهد نشاطها للهواتف الذكية، الذي يستهلك أحجام ضخمة من الرقائق الإلكترونية المتطورة، المعاناة الأكبر بين أنشطتها الرئيسية. وقالت هواوي أن الإيرادات الإجمالية من المنتجات الاستهلاكية، التي تشمل هواتفها الذكية، هوت 47% في النصف الأول مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
وكانت هواوي أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم في الربع الثاني من العام الماضي. لكن انخفاض الشحنات هبط بالشركة إلى الترتيب العاشر بحلول نفس الربع السنوي هذا العام—وهو انخفاض يرجع جزئياً إلى بيع الشركة علامتها التجارية للهواتف الذكية ذات التكلفة المنخفضة "أونور" في نوفمبر.
والشهر الماضي، كشفت هواوي عن هاتفها الرئيسي الأحدث، P50. لكن بسبب القيود على الرقائق الإلكترونية، لن يتمكن الهاتف من الاستفادة من شبكات اتصالات الجيل الخامس الأسرع.
وقالت نيكول بينغ، المحللة لدى شركة Canalys، أن نقص المكونات الذي تعاني منه الشركة يعني أن مبيعات هواوي من الهواتف الذكية من المرجح أن تبقى عند مستوى منخفض في المستقبل المنظور.
وتابعت "في العامين أو الثلاثة أعوام القادمة، سيبقون في السوق لكن عند مستوى منخفض جداً".
وتعمل هواوي على بدائل للتكنولوجيا الأمريكية. وفي وقت سابق من هذا العام أطلقت نظام تشغيل طورته ذاتياً للهواتف الذكية للتكيف مع فقدان خدمات الأندوريد التي توفرها جوجل. ويعمل الأن نظام التشغيل البديل، المسمى هارموني أو.إس، على 50 مليون من هواتفها في الصين، مع قيام الشركة تدريجياً بتقديمه لمزيد من المستخدمين الحاليين لهواتف هواوي عبر الدولة، وفقاً للشركة.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.