جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
واصلت السلع صعودها الهائل حيث لازال غزو روسيا لأوكرانيا يعصف بالأسواق العالمية ويثير المخاوف من حدوث نقص في المعروض.
وقفزت أسعار كل شيء من النفط الخام والنيكل إلى الالمونيوم والقمح، لتشهد المواد الأولية زيادة أسبوعية في الأسعار هي الأكبر منذ 1974، إبان أزمة النفط وقتها.
وتخنق العزلة المتزايدة لروسيا مصدراً رئيسياً للطاقة والمعادن والمحاصيل الزراعية، الذي يؤجج المخاوف من نقص يطول أمده في المعروض وتسارع التضخم العالمي. ويتجنب على نحو متزايد التجار والبنوك وأصحاب السفن إجراء تعاملات مع روسيا بسبب صعوبة الدفع، بينما تتفادى خطوط الشحن حجوزات من المنطقة.
وتصاعدت التوترات في وقت مبكر من يوم الجمعة بعد أن هاجمت روسيا محطة طاقة نووية أوكرانية، هي الأكبر من نوعها في أوروبا، وفق مسؤولوين أوكرانيين. وبينما إحتلت القوات الروسية المنطقة، فإن الجهة التنظيمية المعنية بالطاقة النووية في أوكرانيا قالت أن فحصها الأخير قبل أن توقف المراقبة أظهر مستويات إشعاع طبيعية.
وقفز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 5.7% اليوم الجمعة قبل أن يقلص المكاسب مع تقييم المتعاملين حدة الهجوم على المحطة النووية. ولا تزال ترتفع الأسعار حوالي 22% هذا الأسبوع مع تجنب كثير من المشترين الدوليين الخام الروسي ومشتقاته، الذي يشعل سباقاً على إمدادات بديلة.
وحذرت وكالة الطاقة الدولية من أن أمن الطاقة العالمي مهدد، وأن سحباً من الاحتياطيات النفطية الطارئة تخطط له الولايات المتحدة واقتصادات رئيسية أخرى فشل في تهدئة المخاوف حول المعروض. وقال بنك جي بي مورجان تشيس أن خام القياس العالمي برنت قد ينهي العام عند 185 دولار للبرميل إذا إستمرت تعطلات المعروض الروسي. وبلغت الأسعار حوالي 114 دولار اليوم الجمعة.
فيما قفز القمح إلى أعلى مستوى منذ 2008 جراء مخاوف متزايدة من نقص عالمي حيث تقطع حرب أوكرانيا حوالي ربع صادرات العالم من هذه السلعة الرئيسية المستخدمة في كل شيء من الخبز إلى الكعك والمعكرونة. ووصل قمح الطحين في بورصة باريس إلى مستوى غير مسبوق عند 400 يورو (438 دولار) للطن.
وعززت المعادن الأساسية صعودها بعد أن قفز مؤشر LMEX للمعادن، الذي يتتبع ستة معادن رئيسية، إلى مستوى قياسي يوم الخميس. وتضيف القفزة في أسعار الطاقة للزخم الصعودي من خلال رفع التكاليف. فارتفع الألمونيوم، أحد أكثر المعادن إستهلاكا للطاقة، 4% إلى 3,876 دولار للطن في بورصة لندن للمعدن، وهو مستوى قياسي، بينما قفز بحدة النيكل، معدن رئيسي أخر يستخدم في البطاريات، ليتداول لوقت وجيز فوق 30 ألف دولار للطن لأول مرة منذ 2008.
هذا وأنهى النحاس أيضا تعاملاته عند أعلى مستوى على الإطلاق. وإنكمشت المخزونات من المعدن الأحمر التي تتبعها بورصة لندن إلى أدنى مستوى منذ 2005.
وقلبت الحرب وتداعيات العقوبات الأمريكية والأوروبية الشاملة ضد روسيا أحوال إمدادات البحر الأسود رأسا على عقب في وقت يشهد بالفعل نقصاً في المخزونات العالمية من المواد الخام. وروسيا مورد رئيسي للنفط الخام والغاز الطبعي والحبوب والأسمدة والمعادن مثل الألمونيوم والنحاس والنيكل.
ومن الممكن أن يؤدي ارتفاع أسعار السلع إلى إضعاف النمو وإشعال التضخم، بما يخلق معضلة للبنوك المركزية على مستوى العالم حيث توازن الحاجة لزيادة تكاليف الإقتراض أمام خطر خنق التعافي الاقتصادي.
ومن بين السلع الأخرى، ارتفع الغاز القياسي الأوروبي 33% إلى أعلى مستوى جديد على الإطلاق ويتجه نحو الزيادة بمقدار الضعف هذا الأسبوع.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.