جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
في الوقت الذي تضع فيه الولايات المتحدة قيودا جديدة أمام التجارة العابرة للحدود، تضاعف الصين، شريكها التجاري الأكبر، جهودها لإبرام اتفاقيات تجارة حرة.
من اتفاقيات مع تكتلات من بينها رابطة دول جنوب شرق أسيا (إسيان) وصولا لاتفاقيات ثنائية مع دول مثل الملديف، تغطي اتفاقيات التجارة الحرة للصين 21 دولة. ويقارن ذلك مع 20 دولة تغطيها الاتفاقيات الأمريكية. وبحسب وزارة التجارة الصينية، أكثر من اثنى اتفاقية إضافية يتم التفاوض عليها أو مناقشتها.
وبينما فرض الرئيس دونالد ترامب هذا الاسبوع رسوما على الألواح الشمسية والغسالات في إطار سياساته التي تحمل شعار "أمريكا أولا"، تأمل الصين "بعام مزدهر" من الاتفاقيات التجارية الجديدة حسبما أضافت وزارة التجارة.
وقال هي وايوين، نائب مدير "مركز الصين والعولمة" في بكين والمسؤول السابق بوزارة التجارة، إن نهج الصين تجاه اتفاقيات التجارة الحرة يرتبط أيضا بأهداف أوسع نطاقا مثل مبادرة "الحزام والطريق الذي يعرف بمشروع طريق الحرير " وصولا إلى بناء روابط تجارية جديدة وبنية تحتية عبر أوراسيا.
وقال "هذا سيعطي بعض المساعدة للصين في التصدي لصدمات سببها التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، لكن هذا ليس الغرض". وتابع "الصين تريد ان تكون أكثر انفتاحا، و2018 مهم حيث أنه يشهد الذكرى ال40 على الإصلاح التاريخي والانفتاح".
ويبدو ان شريكا تجاريا جديدا يستعد للدخول في شراكة مع بكين هذا الاسبوع. فقد أعلن رئيس أوروجواي تاباري فاسكويز في مونتفيديو يوم الاربعاء أن دولته تريد اتفاق تجارة حرة مع الصين وأنه يرغب في المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق"، وفقا لتقرير من وكالة شينخوا الصينية الرسمية للأنباء.
وفي نفس الأثناء، تخطط 11 دولة للحفاظ على اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي التي انسحب منها ترامب. وهذا ربما يحفز الصين، التي هي ليس ضمن هذا الاتفاق، ان تواصل السعي وراء اتفاقيات خاصة بها مثل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، التي ربما تربط الصين بمنافستها الاستراتجية الهند بالإضافة لشركاء متنوعين من استراليا إلى كمبوديا.
وقال ويندي كاتلر، المفاوض التجاري الأمريكي السابق الذي هو أيضا نائب رئيس "معهد سياسات المجتمع الأسيوي" في واشنطن، يوم الاربعاء خلال مقابلة مع تلفزيون بلومبرج من سول " في الوقت الذي تنسحب فيه الولايات المتحدة اقتصاديا من أسيا، تتجه بقية دول أسيا بنشاط لإبرام اتفاقيات بين بعضهم البعض".
وقد يساعد هذا التقدم في تقوية طموحات بكين وضع نفسها في قلب العولمة—الذي جرت الإشارة إليه في خطاب الرئيس شي جين بينغ أمام منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس قبل عام—خصوصا إذا أعقب ترامب انسحابه من "اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي" بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا). وتستمر المفاوضات حول اتفاقية نافتا هذا الاسبوع.
وتهيمن الصين بالفعل على التجارة الدولية بنحو 14% من الصادرات العالمية وفقا لبيانات وكالة بلومبرج، وتشير تقديرات مؤسسة "تشينا انترناشونال كورب" انها ستتفوق على الولايات المتحدة كأكبر مستورد خلال خمس سنوات. وعلى الرغم من ذلك، إذا وقعت حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة هذا العام، عندئذ ربما تبحث بكين عن حلفاء أينما يمكن ان تجدهم.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.