جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
اتفقت إسرائيل وتركيا على استئناف العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل، في محاولة لإنهاء فترة إستمرت سنوات من التوترات التي امتدت إلى الأمن الإقليمي والطاقة والتجارة.
وأعلنت إسرائيل اليوم الأربعاء إن كل دولة ستعين سفير لدى الأخرى لأول مرة منذ 2018، بعد مكالمة هاتفية بين رئيس وزرائها، يائير لبيد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ورحب لبيد بهذه الخطوة ووصفها "بإضافة مهمة للاستقرار الإقليمي ونبأ اقتصادي مهم للغاية لمواطني إسرائيل". من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي أصبح في وقت سابق من هذا العام أول مسؤول يزور إسرائيل منذ 15 عامًا، إن أنقرة تهدف إلى تطوير العلاقات الثنائية مع الاستمرار في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين الساعين إلى إقامة دولة خاصة بهم.
وأضاف جاويش أوغلو "في هذا الصدد، سيكون من المهم إيصال رسائلنا مباشرة من تل أبيب".
وكان دعم تركيا لحركة حماس، الجماعة الإسلامية المسلحة التي تحكم قطاع غزة، وانتقادها لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، قد ساعد على التباعد بين دولتين كانتا مقربتين من قبل. لكن لم يتفاعل أي مسؤول إسرائيلي كبير على الفور مع تصريحات جاويش أوغلو.
وتسعى تركيا إلى إعادة ضبط علاقاتها مع إسرائيل والعالم العربي، بما في ذلك السعودية، حيث تتطلع إلى دعم اقتصادها المتعثر الذي يهدد بتآكل معدلات تأييد أردوغان قبل انتخابات موعدها العام المقبل.
والدبلوماسية هي أيضًا جزء من إعادة اصطفاف أوسع نطاقا شهد قيام الخصوم الإقليميين بمعالجة الخلافات بينهما والتراجع عن الصراعات منذ أن تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه.
وبدأت الروابط الوثيقة بين إسرائيل وتركيا في التفكك في عام 2003 عندما فاز أردوغان بالسلطة كرئيس للوزراء، ثم إنهارت بعد عام 2010، عندما هاجمت القوات الخاصة الإسرائيلية أسطولًا تركيًا متجهًا إلى قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 10 مدنيين.
ثم تم إصلاح العلاقات في عام 2016، لكنها انهارت مرة أخرى بعد عامين بعد أن قتل جنود إسرائيليون عشرات الفلسطينيين احتجاجًا على انتقال السفارة الأمريكية إلى القدس.
ولم يبدأ ذوبان الجليد بشكل جدي إلا هذا العام، مدفوعًا بزيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى تركيا. وتبع البلدان ذلك في مايو بتعهدهما باستئناف المفاوضات بشأن رحلات جوية مباشرة لشركات الطيران الإسرائيلية بعد محادثات مشهودة بين وزيري خارجيتهما.
وقالت جاليا ليندنشتراوس، الخبيرة في شؤون تركيا لدى المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، إن عددًا من العوامل الأخرى جعلت استئناف العلاقات الكاملة ممكنًا.
وأضافت إن تركيا قامت بأكثر من بادرة تجاه إسرائيل، مثل المساعدة في إحباط التهديدات ضد الإسرائيليين على الأراضي التركية. في نفس الوقت، يأمل أردوغان أن يساعد التطبيع في محاولته الحصول على طائرات مقاتلة من طراز إف-16 من الولايات المتحدة، وكذلك إقناع إسرائيل بإعادة النظر في خط أنابيب مقترح يمكن أن ينقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر تركيا.
وتستكشف إسرائيل خط أنابيب منفصل لتصدير الغاز يربط بين قبرص واليونان، في وقت أغضب فيه استكشاف أنقرة الأحادي الجانب للطاقة في مياه شرق البحر المتوسط المتنازع عليها جيرانها.
وذكرت ليندنشتراوس "كانت هناك أزمات قليلة خلال العام الماضي استخدمها الجانبان كفرصة لاستعادة الثقة بينهما". وأضافت أن أردوغان ربما قرر التحرك قبل أن تجري إسرائيل انتخاباتها المقبلة في نوفمبر.
وأشاد هرتسوغ بتجديد العلاقات، قائلاً إن "علاقات حسن الجوار وروح الشراكة في الشرق الأوسط مهمان لنا جميعاً. يمكن لأفراد جميع الأديان - المسلمون واليهود والمسيحيون - ويجب عليهم العيش معًا في سلام ".
من جانبه، قال نامق تان، السفير التركي السابق لدى واشنطن وتل أبيب، إن حكومة أردوغان تقر بأن "عزل نفسها لأغراض أيديولوجية له تكلفة كبيرة للغاية".
وتابع تان "إن استعادة العلاقات مع تركيا كان جزءًا من جهود التطبيع الأوسع التي تبذلها إسرائيل في المنطقة، التي تشمل السعودية والإمارات".
ووفقًا لإدارة التجارة الخارجية الإسرائيلية، بلغت تجارة السلع والخدمات بين إسرائيل وتركيا 7.7 مليار دولار في عام 2021.
وقالت وزيرة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية أورنا بارفيفاي إنها تخطط لعقد قمة اقتصادية مع تركيا في أوائل سبتمبر. وقال تان إن التجارة الثنائية "يمكن بسهولة زيادتها إلى 25 مليار دولار".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.