جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
يخطط الزعيم الصيني شي جين بينغ لزيارة السعودية قبل نهاية العام، حسبما علمت صحيفة وول ستريت جورنال من مصادر مطلعة على الاستعدادات للرحلة، حيث تسعى بكين والرياض إلى تعميق العلاقات وتعزيز رؤية لعالم متعدد الأقطاب فيه لا تهيمن الولايات المتحدة على النظام العالمي.
ويستكمل المسؤولون التفاصيل الخاصة بقمة بين شي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي من شأنها أن تؤكد نفوذ بكين المتنامي في الشرق الأوسط، الذي فيه لطالما هيمنت الولايات المتحدة، والروابط المتنامية بين السعوديين الغنيين بالنفط وأكبر منافسي واشنطن في العالم.
وأضافت المصادر إنه الزيارة الجاري الترتيب لها منذ أشهر، مقرر لها مبدئيًا أن تتم في الأسبوع الثاني من ديسمبر.
من جهته، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي أواخر الشهر الماضي إن بكين "تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الصنية السعودية، وتضع السعودية كأولوية في السياسة الدبلوماسية الشاملة للصين". وتتعمق العلاقات الصينية السعودية في السنوات الأخيرة في المجال الاقتصادي، بما في ذلك احتمال شراء الصين حصة في شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة أرامكو السعودية، وعسكريًا من خلال مبيعات الأسلحة.
ويأتي الاجتماع في وقت تحجم فيه أجزاء كبيرة من العالم النامي عن الإنحياز لطرف في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي تتلقى دعما غربيًا، على الرغم من حث واشنطن وعواصم أوروبية.
وأعربت الرياض، على وجه الخصوص، عن رغبتها في وضع مصالحها الخاصة أولاً حول السياسة النفطية، بطريقة تقول إنه لا يقصد منها إفادة روسيا. وضغطت المملكة من أجل خفض كبير في الإنتاج من قبل مجموعة أوبك+ من الدول المنتجة للنفط في محاولة لمنع أسعار الخام من الانخفاض.
وتساعد أسعار النفط المرتفعة - أحد الصادرات الروسية الرئيسية - موسكو على تمويل حربها. كما أدى خفض الإنتاج الشهر الماضي إلى ارتفاع أسعار النفط الخام في وقت يشهد ارتفاع التضخم قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، مما أدى إلى توتر علاقة المملكة بواشنطن.
ويرفض المسؤولون السعوديون تأكيدات الولايات المتحدة بأنهم متحالفون مع موسكو ويقولون إنهم لا يريدون أن يُجبروا على الانحياز إلى جانب بين القوى العالمية كما فعلوا خلال الحرب الباردة، عندما وقفت المملكة بشكل صريح في صف المعسكر الأمريكي.
وقالت حليمة كروفت، المدير العام لقسم أبحاث استراتيجيات السلع العالمية في آر بي سي كابيتال ماركتز"هناك نوع من إعادة الإصطفاف يحدث: أين يكمن مستقبلك؟". بالنسبة للسعوديين، قالت "إنه يدفعهم أكثر نحو مجموعة متعددة الأوجه من العلاقات. إنهم يرون مستقبلهم في الشرق ".
والصين كصاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم ولديها مصلحة مشتركة في مواجهة الغرب، قد تكون أهم شريك لموسكو بينما يتحمل الكرملين العقوبات الاقتصادية الغربية وتراجع صادرات النفط إلى أوروبا. ولم تدن بكين الغزو واتهمت الولايات المتحدة بإشعال الأزمة لكنها قالت إنها لن تبيع أسلحة لروسيا.
وأدانت السعودية الغزو وأرسلت مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا، لكنها حافظت أيضًا على تحالفها النفطي مع روسيا.
وقال إيان بريمر، رئيس مجموعة أوراسيا للمخاطر السياسية، إن إعادة التقييم الاستراتيجي للسياسة الخارجية السعودية أكبر من الخلاف الأخير مع إدارة بايدن بشأن إنتاج النفط، حيث تبحث الرياض عن ثقل موازن للاعتماد على الولايات المتحدة.
وأضاف بريمر "هذا التوجه للسعوديين والصينيين تجاه بعضهما البعض هو تحول طويل المدى سيكون له أهمية اقتصادية، وليس فقط لدورة الانتخابات هذه".
كان السعوديون يبيعون للولايات المتحدة في الماضي أكثر من مليوني برميل من النفط يوميًا، لكن ذلك انخفض إلى أقل من 500 ألف برميل يوميًا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. فقد أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم، والصين الآن هي أكبر مشتر للخام السعودي، تليها الهند.
ومن المرجح أن يجتمع أكبر مستورد للنفط وأكبر مصدر للنفط في العالم في لحظة مهمة لأسواق الطاقة العالمية قد تحدد مستقبل الحرب الروسية.
وقبل قليل من وصول الزعيم الصيني إلى السعودية، سيتخذ تحالف أوبك+ بقيادة الرياض وموسكو قرارًا مرتقبًا للغاية بشأن إنتاج الخام يوم 4 ديسمبر ، بعد خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل الشهر الماضي. وسيلي ذلك التنفيذ المخط له لسقف على أسعار النفط الروسي من قبل مجموعة الدول السبع الغنية وحظر الاتحاد الأوروبي على الخام الروسي.
ومن المتوقع أن يجتمع شي، الذي رسخ الشهر الماضي دوره كزعيم للصين لولاية ثالثة، مع زعماء دول الخليج والدول العربية الأخرى في زيارة من المرجح أن تتضمن مظاهر احتفال واتفاقيات تظهر الشراكة المتعمقة بين الدول.
وعندما زار الرئيس بايدن المملكة في يوليو، التقى الأمير محمد وانضم إلى قمة شملت الدول العربية الصديقة، لكنه واجه تدقيقًا مكثفًا في الداخل الأمريكي بشأن سجل حقوق الإنسان في الرياض ولم يعد بإنجازات ملموسة تذكر.
ومن المرجح أن يكون إستقبال الزعيم الصيني أشبه بزيارة عام 2017 التي قام بها الرئيس آنذاك دونالد ترامب، الذي رحب به الأمير محمد في أول رحلة له إلى الخارج ثم دعم السعوديين إلى حد كبير، وفقًا لأشخاص مطلعين على الاستعدادات.
وبدأت العلاقات الرسمية بين الصين والسعودية فقط في عام 1990 وكانت مقتصرة بشكل أساسي على النفط: المملكة هي أكبر مورد للخام للصين والصين هي أكبر زبون للمملكة، حيث تشتري واحدًا من كل أربعة براميل نفط تبيعها السعودية.
وفي الآونة الأخيرة، زاد التقارب مع مناقشات حول بيع حصة في شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية، بما في ذلك عقود آجلة مقومة باليوان في نموذج تسعير أرامكو، وربما تسعير بعض مبيعات النفط السعودي إلى الصين باليوان.
ودافعت السعودية، الوصّية على أقدس المواقع الإسلامية، علنًا عن سياسات الصين في منطقتها الغربية شينجيانغ، مما أعطى غطاءً لحملتها ضد أقلية الإيغور المسلمة. وفي الداخل، يتم تقديم لغة الماندرين في المناهج الدراسية السعودية.
ويقول المحللون إن الصين لم تظهر رغبة أو قدرة على استبدال الدور الأمريكي الواسع في الشرق الأوسط، ولا يريد السعوديون حقًا استبدال الولايات المتحدة كضامن رئيسي لأمنهم.
لكن بكين باعت طائرات بدون طيار للسعودية وساعدتها في تصنيع صواريخ باليستية بعد أن رفضت الولايات المتحدة القيام بذلك بسبب مخاوف انتشار الأسلحة وساعدت في بناء منشأة في المملكة لتصنيع كعكة اليورانيوم الصفراء (اليورانيوم قبل تخصيبه)، وهي خطوة مبكرة على الطريق نحو برنامج للطاقة النووية المدنية أو قدرة على تصنيع أسلحة نووية. كما ناقشت الدولتان بناء قاعدة بحرية على البحر الأحمر، أحد أهم الممرات المائية في العالم.
وتحافظ بكين على علاقات دافئة مع إيران، غريمة السعودية، والتي قد تسعى الرياض للاستفادة منها إذا وافقت طهران على إحياء اتفاق نووي مع الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى.
وقال جوناثان فولتون، الأستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة زايد ومقرها أبوظبي والذي يدرس علاقات الصين مع دول الخليج، إن الشعور بتزايد نفوذ الصين في الشرق الأوسط يغير حسابات صانعي السياسة في واشنطن، الذين يرغبون في توجيه الاهتمام إلى آسيا لكنهم لا يرغبون في السماح لبكين بموطئ قدم في مفترق الطرق الاستراتيجي المؤدي إلى أوروبا وأفريقيا.
وقال "إذا وجدت الولايات المتحدة من الأصعب مغادرة الخليج، فسيكون ذلك في صالح الصين".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.