رفع البنك المركزي التركي أسعار الفائدة في اجتماع طاريء يوم الاربعاء وتعهد الرئيس رجب طيب إردوغان بإحترام المباديء العالمية للسياسة النقدية راضخا لضغوط من الأسواق المالية بعد ان تسبب في إنزلاق دولته في أزمة عملة.

ورفع البنك المركزي سعر فائدة رئيسيا بواقع 300 نقطة أساس إلى 16.5% بعد اجتماع طاريء للجنة سياسته النقدية يوم الاربعاء. وأبقى سعرين أخرين للفائدة دون تغيير واصفا هذه الخطوة "بالتشديد النقدي القوي" وقال أنه مستعد لمواصلة إستخدام كافة الأدوات المتاحة لديه. وتخلت الليرة عن خسائرها بعد ان هوت في تعاملات سابقة 5.5% مسجلة مستوى قياسي منخفض.

وتحرك البنك المركزي بعد ثلاثة أسابيع من اضطرابات في الأسواق التركية. وكان إردوغان، الذي يسعى لإعادة انتخابه رئيسا للبلاد الشهر القادم، يعارض بشكل متكرر أي خطوات لرفع أسعار الفائدة مشيرا إليها "بأم كل الشرور"، في وقت رأى فيه المستثمرون وخبراء الاقتصاد أنها الطريقة الوحيدة لوقف موجة الخسائر.

وفي خطاب تلفزيوني بعد قرار يوم الاربعاء، لم يشر إردوغان بشكل خاص لزيادة سعر الفائدة لكن سعى لطمأنه المستثمرين بقوله ان تركيا ستتبع المباديء العالمية بشأن السياسة النقدية. وكان قد صرح لوكالة بلومبرج خلال مقابلة هذا الشهر في لندن ان أسعار الفائدة المرتفعة تسبب تضخما—وهو عكس ما يؤمن به السواد الأعظم من الاقتصاديين—وإنه سيسعى للسيطرة بشكل أكبر على السياسة النقدية إذا فاز بانتخابات يوم 24 يونيو.

وفي مقابلة استمرت أكثر من ساعة مع قناة تي.ار.تي المملوكة للدولة واستمرت لما بعد منتصف الليل،  لم يتلق إردوغان أسئلة عن الاقتصاد أو الليرة أو أسعار الفائدة. وقدمت وسائل إعلام داعمة للحكومة قرار البنك المركزي على أنه "تدخل ضد الدولار" متجنبه وصفه بزيادة في أسعار الفائدة.

وتعرض الرئيس، الذي يحكم تركيا على مدى 15 عاما، لضغوط متزايدة من بعض الوزراء والمسؤولين الماليين للسماح برفع أسعار الفائدة. ومن المقر ان يطلق حملة إعادة انتخابه يوم الخميس حيث تشير استطلاعات الرأي أنه ربما يواجه تحديا أصعب من الانتخابات السابقة.

وقال محمد شمشيك نائب رئيس الوزراء وأكبر مسؤول اقتصادي في الحكومة على تويتر بعد اجتماع البنك المركزي يوم الاربعاء "حان الوقت لإستعادة مصداقية السياسة النقدية وإستعادة ثقة المستثمرين". وأعرب عن تأييده للبنك في "فعل ما يلزم لوقف هبوط الليرة وتحقيق استقرار الاسعار".

وربحت الليرة 0.6% إلى 4.5505 للدولار في الساعة 1:10 صباحا بتوقيت إسطنبول يوم الخميس. وكانت قد هوت العملة 5.5% مسجلة 4.9235 يوم الاربعاء قبل ان تغلق مرتفعة 2% بعد تدخل البنك المركزي. ويعرض إنهيار الليرة هذا العام شركات تركية كثيرة إقترضت بالعملات الأجنبية لخطر التخلف عن السداد.

وقالت أوزليم بايركتار جوكسن، كبير الاقتصاديين في شركة تاسيرلر للأوراق المالية في إسطنبول، بعد القرار إن الزيادة 300 نقطة أساس يوم الاربعاء هو "الحد الأدنى".

وأضافت "ستظل رغم ذلك التوقعات بزيادات جديدة في أسعار الفائدة حيث يتسارع تضخم أسعار المستهلكين بسبب ضعف الليرة مؤخرا". "ضرر كبير بالفعل لحق بالاقتصاد".