جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
قبل عشرين عاما تساءل رئيس الاحتياطي الفيدرالي انذاك ألان جرينسبان عما إذا كانت الولايات المتحدة ممكن ان تبقى واحة من الرخاء وسط اقتصاد عالمي محفوف بالمخاطر على نحو متزايد. الأن جيروم باويل يواجه للمرة الأولى هذا السؤال في ظل تهاوي الأسواق الناشئة.
ودفعت موجة بيع في أسهم وعملات الدول الناشئة خبراء اقتصاديين من جي.بي مورجان وبلاك روك للتحذير من عدوى تنتشر عبر الأسواق. وبدأت أيضا تثير شكوكا حول إستدامة إنتعاشة في الاقتصاد العالمي كان يتم الإحتفاء بها قبل عام فقط على أنها الأوسع نطاقا منذ عقود.
والتحدي هو ان باويل وزملائه يواجهون مفارقة في السياسات. فكلما بدا الاقتصاد الأمريكي أكثر قوة، كلما كان ملحا رفع أسعار الفائدة. لكن تزايد احتمال المخاطر الائتمانية يفرض ضغوطا على الأسواق الناشئة، خاصة تلك التي تعتمد بشكل مكثف على التمويل الأجنبي.
وقال روبن بروكز كبير الخبراء الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي "جاي يواجه مشهدا معقدا"، مشيرا إلى الرئيس الحالي للاحتياطي الفيدرالي باسم شهرته. "الاقتصاد الأمريكي قوي لكن التوترات تتزايد في الأسواق الناشئة".
ويراهن المستثمرون ان لجنة السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي ستمضي في إجراء ثالث زيادة في أسعار الفائدة هذا العام عندما تجتمع هذا الشهر. ولكنهم أقل يقينا بما سيحدث بعدها على الرغم من ان صانعي السياسة نفسهم يتنبأون بشكل مبدئي بزيادات تدريجية في أسعار الفائدة خلال العام القادم وفي عام 2020.
وقال نيل كاشكاري رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في منيابوليس يوم الاربعاء "توجد دول مثل تركيا وغيرها تواجه تحديات سياسية وتحديات اقتصادية". "هذا قد يفضي ربما إلى نوع ما من العدوى حول العالم. وبعدها ربما إذا كان لدينا شركات تصدر للأسواق الناشئة، قد تتأثر بذلك على نحو مباشر.
وبرزت القوى المتضاربة التي تواجه الاحتياطي الفيدرالي يوم الثلاثاء عندما عززت بيانات أقوى من المتوقع لقطاع التصنيع الأمريكي التكهنات بزيادات إضافية لأسعار الفائدة الذي يغذي معنويات من العزوف عن المخاطر في الأسواق الناشئة.
وربما تحدث مزيد من الاضطرابات إذا رسمت أرقام بيانات الوظائف الأمريكية الشهرية صورة قوية مماثلة للاقتصاد. وهذا ربما يكون الحال خاصة إذا أظهر نمو الأجور أخيرا علامات على التسارع.
ومن المتوقع ان ترتفع الوظائف 198 ألف الشهر الماضي بعد زيادتها 157 ألف في يوليو بحسب متوسط توقعات الخبراء الاقتصاديين الذين استطلعت بلومبرج أرائهم. ومن المتوقع ان ينخفض معدل البطالة إلى 3.8% من 3.9% بينما تشير التقديرات إلى استقرار النمو السنوي للأجور عد 2.7%.
وليس فقط سحب الاحتياطي الفيدرالي للتحفيز من الاقتصاد العالمي الذي تواجهه الأسواق الناشئة. فتعاني هذه الأسواق من صدمات أخرى أيضا بما في ذلك زيادات الرئيس دونالد ترامب للرسوم الجمركية على واردات أمريكية يفرضها إنتقائيا وعقوباته على روسيا. وتوجد أيضا عوامل داخلية—مثل الغموض السياسي في البرازيل.
وقال مارك تشاندلر، رئيس استراتجية العملات في براون براثرز هاريمان، إن موقف الاحتياطي الفيدرالي مهم. وأبلغ تلفزيون بلومبرج يوم الرابع من سبتمبر "لا أتوقع تغير أحوال الأسواق الناشئة حتى نقترب من نهاية دورة التشديد النقدي للاحتياطي الفيدرالي".
وهذا قد يكون بعيدا.
وقال بيتر هوبر، كبير الاقتصاديين في دويتشة بنك، "في المرحلة الحالية ما نراه في الأسواق الناشئة ليس كافيا على الإطلاق لجعل الاحتياطي الفيدرالي يتوقف عن التشديد النقدي".
وأشار هوبر، الذي قضى 26 عاما في الاحتياطي الفيدرالي، إنه من النادر جدا ان تؤثر التطورات في الخارج على السياسة النقدية الأمريكية. وحدث ذلك في 1998 عندما خفض جرينسبان أسعار الفائدة ثلاث مرات في تعاقب سريع مع إنتشار الأزمة الأسيوية التي استمرت عاما إلى روسيا وبدأت تصيب الأسواق المالية في الولايات المتحدة.
وتعد اضطرابات اليوم محدودة إذا ما قورنت بالوضع وقتها. فلازال هوبر يتوقع نموا عالميا قويا هذا العام والعام القادم، لكن ربما ليس بنفس القوة التي كانت قبل توترات الأسواق الناشئة.
وقال بروكز، الذي كان كبير محللي العملات لدى جولدمان ساكس قبل إنضمامه لمعهد التمويل الدولي العام الماضي، إن الاحتياطي الفيدرالي ربما لن يكون لديه ردة فعل إلا إذا امتدت الاضطرابات إلى الصين.
وكان هذا أسلوب عمل البنك المركزي الأمريكي في السنوات الأخيرة. فبدا الاحتياطي الفيدرالي مستعدا لرفع أسعار الفائدة في سبتمبر 2015 لكن إنتهى به الحال يؤجل هذا التحرك بعد تخفيض صغير من الصين لعملتها الذي أحدث هزة في الأسواق المالية.
وحدث نفس الأمر في 2016 حيث ساعد تراجع أخر في عملة الصين في إقناع الاحتياطي الفيدرالي بتأجيل زيادة سعر الفائدة المخطط له في مارس.
وقال ديفيد هينسلي، مدير قسم الاقتصادات الرئيسية لدى جي بي مورجان في نيويورك "المهم تماما ما سيحدث للصين". "إذا بدا إنها تتباطأ بشكل كبير أو لديها بعض المشاكل الحقيقية في الاستقرار المالي، فهذا سيغير المعادلة".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.