جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
بدأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وزعيم حزب العمال المعارض عملية صياغة توافق حول البريكست يوم الاربعاء، وهو مسار محفوف بخطر سياسي على الجانبين.
وقبل قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي بعد أسبوع فقط، يزداد الضغط على الحكومة البريطانية لإيجاد اتفاق بريكست يمكن ان يحظى بتأييد البرلمان ويجنب بريطانيا مغادرة التكتل بدون اتفاق يوم 12 أبريل.
ولفعل ذلك، غيرت ماي إسترتجيتها. وأعلنت يوم الثلاثاء إنها ستتواصل مع زعيم حزب العمال جيريمي كوربن بعد فشلها المتكرر في إقناع المشرعين المناهضين للاتحاد الأوروبي داخل حزب المحافظين الذي تتزعمه وحلفاءها من الحزب الديمقراطي الوحدودي من أيرلندا الشمالية، بالتصويت لصالح الاتفاق الذي تفاوضت عليه.
ويمثل هذا التحول نهاية لجهود مضنية على مدى أشهر لدفع مجلس العموم لتأييد الاتفاق، ويشير ان رئيسة الوزراء ستكون راغبة في بقاء بريطانيا على صلات وثيقة بالاتحاد الأوروبي بعد البريكست من أجل تمرير اتفاقها.
وأوضحت ماي إنها تريد تأجيلا جديدا للبريكست لكنها تحتاج ان تظهر لزعماء الاتحاد الأوروبي إن البرلمان قد يلتف حول شكل ما لاتفاق بريكست يبرر التمديد.
ومن المقرر ان تجري اجتماعا لمدة ساعة يوم الاربعاء مع كوربن، الذي رحب "برغبتها في التوافق لإيجاد سبيل لكسر جمود البريكست".
ولكن في ضوء الإنقسامات الأيدولوجية العميقة بين الحزبين، النتيجة الأرجح هي ان تتعثر المحادثات وتنتهي بإعادة الحكومة طرح سلسلة من خيارات البريكست على المشرعين. وتعهدت ماي بإحترام نتيجة تلك التصويتات. وقالت لمجلس العموم يوم الاربعاء "أتطرق لذلك بروح بناءة".
وقبل المحادثات، كان يحاول الجانبان إدراك ما إذا كانت تلك الإنفراجة تمثل فرصة أم مكيدة. وبالنسبة لماي، تعطي سبيلا لتحقيق البريكست. وبالنسبة لكوربن، من الممكن ان تستبعد البريكست من أجندة الحزب وتوجه النقاش السياسي نحو عدم المساواة والخدمات العامة، الموضوعان المفضلان له.
ولا توجد قواسم مشتركة تذكر بين الزعيمين. فكل يوم الاربعاء يوبخان بعضهما البعض في مجلس العموم. وتتناقض ماي، القيادية المتحضرة بحزب المحافظين، مع كوربن، الراديكالي الاشتراكي. ولكن يخوض الزعيمان معارك داخلية لمنع حزبيهما من التشرذم بسبب البريكست.
وأعطت ماي، حتى هذا الاسبوع، أولوية للحفاظ على وحدة حزبها محاولة إرضاء مجموعة متشددة من المشرعين المناهضين بقوة للاتحاد الأوروبي الذين صوتوا باستمرار ضد اتفاقها لأنهم يقولون إنه يبقي بريطانيا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاتحاد الأوروبي.
وكوربن في حيرة أيضا. كيساري مشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي، يترأس حزبا لديه أغلبية من الأعضاء يؤيدون بقوة الاتحاد الأوروبي ويضغطون من أجل استفتاء ثان على البريكست بالإضافة لمجموعة من المشرعين من دوائر صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016. وكانت سياسته حتى الأن رفع يده عن القضية بترك النواب المحافظين يتحملون مسؤولية البريكست.
ويخشى كثير من المشرعين داخل حزبه من السقوط في مصيدة ينصبها حزب المحافظين بمساعدة ماي على تمرير اتفاقها بالموافقة على خطة مع الاتحاد الأوروبي تبقي بريطانيا على صلات وثيقة بالتكتل بعد البريكست، فقط ليأتي رئيس وزراء محافظ في المستقبل يلغيها.
وهذا قد يكون ممكنا لأن اتفاق ماي يتضمن عنصرين—اتفاقية إنسحاب ملزمة قانونيا حول قضايا الانفصال مثل تسوية مالية ستدفعها بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وإعلان سياسي يوضح العلاقات المستقبلية. والإعلان السياسي غير ملزم قانونيا.
وإذا وافق كوربن على التعاون، فمن المرجح ان يضغط على الأقل لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الجمركي للتكتل الأوروبي بعد البريكست وإتباع الكثير من قواعد السوق الموحدة.
وإذا وافقت ماي على ذلك، فمن المتوقع ان تزيد المعارضة بين مشرعيها على الاتفاق. بالنسبة لهم، البقاء داخل اتحاد جمركي يعني إتباع رسوم الاتحاد الأوروبي ومنع بريطانيا من توقيع اتفاقيات تجارية مع دول خارج التكتل، مثل الولايات المتحدة.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.