جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
1/ الفيدرالي يجتمع وترامب يغرد
يستعد المستثمرون حول العالم لثاني تخفيض على التوالي لأسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماع لجنته للسياسة النقدية يومي 17 و18 سبتمبر.
وقال مؤخرا رئيس الفيدرالي جيروم باويل إن البنك المركزي يبقى ملتزما بمواصلة دعم دورة نمو الاقتصاد الأمريكي ملمحا أنه وزملائه سيخفضون على الأرجح أسعار الفائدة خلال 2020. ولكن على الرغم من ذلك، يجعل الرئيس دونالد ترامب الأمور أصعب على باويل.
فقد جدد ترامب هجومه على الفيدرالي بعد تخفيض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس الذي قاد اليورو للإنخفاض في باديء الأمر، مغردا ان المركزي الأوروبي "ينجح" في تخفيض قيمة اليورو مرة أخرى مقابل الدولار القوي جدا، مما يضر الصادرات الأمريكية" بينما الفيدرالي "يجلس ساكنا".
وأقر باويل بوجود "أراء متنوعة" بين صانعي السياسة وتعكس صياغته المتأنية إنقساما داخل البنك المركزي الأمريكي حول الطريقة المثلي للتجاوب مع اقتصاد فيه سوق العمل وإنفاق المستهلك يصمدان بينما أمور من بينها التوترات التجارية بين بكين وواشنطن واحتمال خروج بريطانيا بشكل فوضوي من الاتحاد الأوروبي وتباطؤ عالمي واسع النطاق تشكل مخاطر.
وخفض الفيدرالي أسعار الفائدة لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات في يوليو. ويشير تسعير السوق إلى ان المستثمرين يتوقعون تخفيضا جديدا بمقدار ربع نقطة مئوية الاسبوع القادم.
2/ الخميس الكبير
بعد حزمة تحفيز كبيرة من البنك المركزي الأوروبي، ينتظر المستثمرون ليروا ما هي الرسالة من بنوك مركزية أخرى. سيخفض الفيدرالي بالطبع أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية يوم الاربعاء. لكن يشهد الخميس اجتماعات سياسة نقدية في اليابان وبريطانيا والنرويج وسويسرا.
وتقول مصادر إن بنك اليابان سيناقش مزيدا من التيسير النقدي وربما حتى يقرر التحرك لتفادي ضرر اقتصادي أكبر، بحسب ما يتنبأ به ثلث المحللين الذين استطلعت رويترز أرائهم. وقد تظهر بيانات قادمة استمرار هبوط صادرات اليابان وتسجيل التضخم هناك أدنى مستوى في عامين. ولكن المشكلة التي تواجه بنك اليابان هي نفس المشكلة في أماكن أخرى: ألا وهي كيف يضخ تحفيزا بدون الإضرار بالبنوك على نحو أكبر، وكيف يجعل التحفيز فعالا.
وتلتزم سويسرا، بسعر فائدة سالب 0.75%، الصمت حتى الأن بشأن احتمال الإحتذاء بتحفيز المركزي الأوروبي لكنها قلقة بشأن صعود الفرنك إلى أعلى مستوياته في عامين مقابل اليورو. وعلى الجانب الأخر، لم تعد محتملة الزيادة المتواصلة في "الودائع عند الطلب" لدى المركزي السويسري إذ بلغت حوالي 600 مليار فرنك حيث يتدخل البنك المركزي للحد من مكاسب العملة.
ويخيم البريكست بظلاله على إستراتجية بنك انجلترا لكن النرويج، واحدة من البنوك المركزية القليلة جدا التي لازالت تمضي في زيادة أسعار الفائدة، قد ترفع الفائدة مجددا يوم 19 سبتمبر. ولكن مع تسارع التيسير النقدي في كل مكان، فمن المرجح جدا ان يكتب هذا نهاية لدورة النرويج من التشديد النقدي.
ويوجد اهتمام أيضا بالأسواق الناشئة، حيث من المتوقع ان تخفض البرازيل 50 نقاط أساس يوم الاربعاء. ويجتمع أيضا البنك المركزي لجنوب أفريقيا يوم الخميس، لكن ليس من المتوقع ان يتحرك. لكن في هذه الأيام، كل شيء وارد.
3/ الحرب التجارية وبوادر تصالحية
سارعت الأسواق المالية في إنتهاز بوادر تصالحية مؤخرا بين بكين وواشنطن وإعتبرتها علامة تدعو للتفاؤل بإتفاق وشيك في الحرب التجارية الممتدة. ولكن ربما يكون هذا نتيجة لإنهاك من التغريدات والتصريحات أكثر منه تفاؤل حقيقي.
ويظهر استطلاع أجرته رويترز شمل 60 خبيرا اقتصاديا إن 80% منهم يتوقعون ان تتدهور العلاقات بين بكين وإدارة ترامب أو في أحسن الأحوال تبقى على حالها حتى نهاية 2020.
وشهد هذا الاسبوع إعفاء بكين بعض المنتجات الزراعية الأمريكية من رسوم إضافية وتأجيل ترامب زيادة رسوم على بضائع صينية معينة لمدة أسبوعين. ويجتمع مسؤولون أمريكيون وصينيون على مستوى متوسط في الأسبوع المقبل تمهيدا لمحادثات بين المفاوضين التجاريين الكبار في أوائل أكتوبر.
وفي نفس الأثناء، أصدر صندوق النقد الدولي تحذيرات صارمة من انخفاض في نمو الاقتصاد العالمي العام القادم. وترى الدول المجاورة للصين تراجعا في معدلات النمو مع إنهيار صادراتها إلى البر الرئيسي الصيني.
وعلى الجانب المشرق، كانت فيتنام مستفيدا من سعي الشركات للإنتقال أو تغيير مساراتها التجارية. كما أعلنت تايلاند حزمة حوافز ضريبية ومناطق استثمارية وتشريعات جديدة قد تجذب شركات من الصين واليابان وتايوان وكوريا الجنوبية. ولكن إذا كانت التوترات تقلص كعكة التجارة العالمية، فإن أي إحتفال في جنوب شرق أسيا ربما يكون قصير الآجل.
وستعلن الصين أيضا بيانات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة لشهر أغسطس يوم الاثنين.
4/ معارك البريكست
من المتوقع ان تزداد دراما البريكست التي لا تنتهي في بريطانيا سخونة –هذه المرة في المحكمة العليا للبلاد.
سيطعن رئيس الوزراء بوريس جونسون على حكم من أعلى محكمة طعون في إسكتلندا بأن قراره تعليق عمل البرلمان لخمسة أسابيع غير قانوني ويجب إبطاله. وستطعن جينا ميلر على رفض طلبها بمراجعة قضائية لقرار جونسون تعليق عمل البرلمان. ومن المقرر ان تستمع المحكمة العليا في بريطانيا يوم الثلاثاء للقضيتين.
وتم النظر لتعليق عمل البرلمان حتى 14 أكتوبر كخطوة تكتيكية من جونسون لضمان الإحتفاظ بموقف تفاوضي قوي مع بروكسل.
وأراد جونسون ان يظهر إنه قادر على تنفيذ بريكست بدون اتفاق يوم 31 أكتوبر. وصدقه مستثمرون كثيرون مما قاد الاسترليني لإنخفاض حاد إلى مستويات لم تتسجل منذ 1985 في أوائل سبتمبر.
ولكن يبدو ان الطاولة قد إنقلبت عليه في الوقت الحالي حيث تمكن البرلمان من إقرار قانون يجبر جونسون على تمديد موعد البريكست إذا لم يتم التوصل لإتفاق بحلول 19 أكتوبر. ويقول متعاملون إن هذا حد بشكل أكيد من إحتمالية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق يوم 31 أكتوبر، لكن مخاطر البريكست بدون اتفاق بعد هذا الموعد لازالت مرتفعة.
5/ المستفيدون من تيسير الفيدرالي
إذا أجرى الفيدرالي تخفيضا كبيرا لأسعار الفائدة يوم الاربعاء سيكون ربما المكان الذي تتوجه إليه هو الأجزاء التي تنطوي على مخاطر أكبر في العالم تلك التي لازال لديها أسعار فائدة بوسعك ان تراها بالعين المجردة.
فيعني انخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأسعار الفائدة السالبة في قلب أوروبا واليابان ان السندات مرتفعة العائد من دول مثل تركيا أو أوكرانيا أو الإيكوادور أو مصر أو البرازيل أو أجزاء من دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تبدو أكثر جاذبية.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.