جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
قبل شهر، كان المستثمرون يراهنون على ان البنك المركزي الأوروبي سيعلن عن حزمة تحفيز كبيرة. والأن ليسوا متأكدين.
ويتوقع الخبراء الاقتصاديون على نطاق واسع ان يخفض البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس سعر فائدته على الودائع 10 نقاط أساس على الأقل، أو عُشر نقطة مئوية، من مستواها الحالي سالب 0.4%. ولكن تتضاءل التوقعات الخاصة بحجم برنامج شهري لشراء سندات الذي ربما أيضا يتم إعلانه، وهو ما ساعد في استقرار عوائد السندات هذا الشهر بعد ان كانت في حالة سقوط حر.
وتعكس التقلبات مؤخرا وجهات نظر متفاوتة حول الرغبة في حزمة تحفيز كبيرة بين مسؤولي المركزي الأوروبي، بينما يستعد رئيس البنك ماريو دراغي لترك منصبه يوم الأول من نوفمبر.
وقال كولين هارتي، رئيس البحوث في بنك بي.ان.بي باريبا، "السوق متحمسة إلى حد زائد" بشأن حجم إجراءات التحفيز وإحتمالية ان تكون فعالة في تعزيز النشاط الاقتصادي عبر منطقة اليورو. ومثل مستثمرين كثيرين حول العالم، يعتقد هارتي ان الاقتصادات الغربية المتباطئة من المستبعد ان تستعيد نشاطها السابق بدون خطة إنفاق حكومي نشط قد تدعم إلى حد كبير بمرور الوقت التوظيف والأجور والطلب على السلع والخدمات.
وأضاف "نشك في مدى فعالية السياسة النقدية، بدون توسع مالي".
وتعافى العائد على السندات الحكومية الألمانية لآجل عشر سنوات إلى سالب 0.538% يوم الاربعاء بعد ان هبط إلى مستوى قياسي سالب 0.742% يوم الثالث من سبتمبر. وهذا أقل بكثير من عائد سالب 0.405% يوم 25 يوليو، عندما قال البنك المركزي إنه "عازم على التحرك" لدعم التضخم. وتنخفض العوائد عندما ترتفع أسعار السندات.
وعلى ترقب حزمة التحفيز التي تشمل خطة شراء أصول، ما يعرف على نحو شائع بالتيسير الكمي، تطرح بالفعل شركات أوروبية سندات. وفي الأسبوعين منذ 26 أغسطس، أصدرت الشركات في المنطقة ديون ذات درجة استثمارية بقيمة 33.58 مليار دولار، بحسب بيانات "ديل لوجيك"، ارتفاعا من 9.36 مليار دولار في فترة الأسبوعين السابقين.
ولكن في الأيام الأخيرة، بدأ بعض المستثمرين يشككون ما إذا كان دراغي سيحجم هذا الأسبوع عن تقديم تفاصيل محددة عن برنامج التيسير الكمي، بينما تكهن أخرون أن المركزي الأوروبي سيفاجيء السوق بتفضيل ان تشمل الخطة ائتمان البنوك والأسهم وصناديق المؤشرات. ويوجد توقع أيضا ان المركزي الأوروبي سيتخذ خطوات لجعل أسعار الفائدة السالبة أقل ضررا على البنوك.
ومع تزايد الآمال ببرنامج شراء أصول جديد، أقبل المستثمرون على السندات الحكومية الإيطالية والإسبانية، التي تقدم عوائد فوق الصفر. وهبط عائد السندات الإيطالية لآجل عشر سنوات إلى 0.801% يوم الرابع من سبتمبر، من 1.526% عندما اجتمع البنك المركزي أخر مرة، بينما تراجع العائد على السندات الإسبانية الموازية إلى 0.031% يوم 16 أغسطس من 0.365%. ورغم ذلك، صعدت العوائد بشكل طفيف في الايام الأخيرة مع تقليص السوق توقعاتها.
وقد يكون لقرارات المركزي الأوروبي تداعيات كبيرة على الاقتصاد المتعثر لمنطقة اليورو، الذي يعانى من الغموض حول البريكست وتوترات التجارة العالمية وتباطؤ الصين وركود محتمل في ألمانيا وإضطرابات سياسية في إيطاليا.
وفي نفس الأثناء، لازال يتوقع المحلون لدى بي.ان.بي باريبا ان يقدم المركزي الأوروبي تخفيضا بمقدار 15 نقطة أساس لسعر الفائدة الرئيسي وشراء سندات بقيمة تتراوح بين 300 و400 مليار دولار على مدى عام. وقال هارتي إن هذا التوقع كان يعتبر منخفضا جدا قبل أسابيع قليلة، لكن الأن يبدو متماشيا مع إجماع أراء السوق.
ويخشى ديفيد زهان، رئيس قسم الدخل الثابت الأوروبي في فرانكلين تيمبلتون، من ان تواجه لجنة صناعة القرار بالمركزي الأوروبي صعوبة في الإتفاق على حزمة إجراءات تحفيز—والحاجة لبرنامج شراء سندات جديد، بشكل خاص—حيث يستعدون لتولي خليفة دراغي، كريستين لاجارد.
وتعهدت لاجارد، التي تعيينها ينتظر موافقة رسمية من زعماء الاتحاد الأوروبي، بمراجعة تكاليف ومزايا أدوات السياسة النقدية المثيرة للجدل مثل أسعار الفائدة السالبة ومشتريات سندات واسعة النطاق.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.