Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

جيروم باويل بدأ يتقن فن المواربة لتفادي تفسيرات خاطئة من الأسواق

By أيلول/سبتمبر 20, 2019 640

عند سؤاله يوم الاربعاء متى سينتهي الاحتياطي الفيدرالي من تخفيض أسعار الفائدة، رد رئيس البنك جيروم باويل "عندما نعتقد أننا فعلنا ما يكفي".

وفي تذكير بتعريف قاض المحكمة العليا بوتر ستيوارت للأعمال الإباحية—"أعرفها عندما أشاهدها"—كان رد باويل مصاغا بطريقة تنقل عدم اليقين وتجنبه تقديم تفاصيل.

وفي واقع الأمر، بسؤاله طوال مؤتمره الصحفي حول ما قد يفعله الفيدرالي بعد ذلك، أعطى أشكالا من عدم الإجابة. هل لدى الفيدرالي "إنحياز"  للمسار الذي ستتحرك فيه أسعار الفائدة في الفترة القادمة؟ رد "إتخذنا قرارا بتخفيض سعر الفائدة ربع نقطة مئوية".

والسبب المباشر لهذا الموقف غير  المفيد عن قصد  هو ان الخطر الرئيسي على الاقتصاد—المتمثل في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين—من المستحيل توقع تطوراته. ولكن يوجد غرض أكبر أيضا : الحديث أقل عن نوايا الفيدرالي يحد من فرصة سوء التواصل بينما يعزز المرونة عندما تتغير التطورات الاقتصادية والخاصة بالحرب التجارية.

وكان باويل تعرض في السابق لأصعب اللحظات عندما سعى لشرح خطط الفيدرالي، مما أثار ردة فعل عنيفة في الأسواق مثل قوله أسعار الفائدة "بعيدة عن مستواها المحايد" وإن تقليص محفظة السندات يحدث "على أساس تلقائي" وإن تخفيض سعر الفائدة في يوليو "تخفيض في منتصف دورة". ولم تكن هذه التصريحات خاطئة أو مضللة، لكنها جعلت باويل مستهدفا عندما لم يرق الرد للأسواق أو عندما أجبرته الأحداث على تغيير المسار.

وقبل عقود تفادت البنوك المركزية  التدقيق في نواياها بعدم قول شيء. وكان "لا تشرح ولا تعتذر" الشعار غير الرسمي لبنك انجلترا . وبدأ هذا يتغير في التسعينيات حيث خلص الفيدرالي وبنوك مركزية أخرى إن شرح ما فعلوه وسببه يحقق الشفافية ويضمن عمل الأسواق مع السياسة النقدية، وليس ضدها.

وتطورت الشفافية إلى "إرشادات مستقبلية"، مثل الإنحياز حول التحرك القادم للبنك المركزي، وفي النهاية إلى رسوم بيانية وشبه الإلتزامات بشأن المسار الذي ستتحرك فيه أسعار الفائدة .

ومع ذلك يوجد خطر من الحديث أكثر من اللازم. وإذا جعلت الشفافية الأسواق متماشية بشكل أفضل مع فكر الفيدرالي، إلا إنها تزيد أيضا الضرر  إذا ساءت الأسواق الفهم، أو إذا تطورت الأحداث بشكل مختلف عن المتوقع.

ويبحث باويل عن التوازن الصحيح بين الشفافية والمواربة.

وسيعود دون شك إلى الإرشادات المستقبلية إذا كان مسار التحرك واضح أو ان الأسواق تسيء قراءة الفيدرالي بشكل خطير.

وليس ممكنا أو حتى مرغوبا إلتزام الصمت. ويطلب المستثمرون شفافية من الفيدرالي أكبر من المطلوب في الثمانينيات. ويقدم باويل ثمانية مؤتمرات صحفية متلفزة سنويا. ويعطي هو وزملائه عدد لايحصى من الخطابات والمقابلات. ولكن لا يمكنك ان تتحدث كثيرا بدون ان تقول في بعض الأحيان شيئا تندم عليه.

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.