
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
في تقريره الذي يصدر مرتين في العام بعنوان "آفاق الاقتصاد العالمي"، خفض البنك الدولي يوم الثلاثاء توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لعام 2025 بمقدار 0.4 نقطة مئوية إلى 2.3%، محذرًا من أن الرسوم الجمركية المرتفعة وحالة عدم اليقين المتزايدة تشكلان "عقبة كبيرة" أمام معظم الاقتصادات حول العالم.
وقد خفض البنك توقعاته لما يقرب من 70% من اقتصادات العالم — بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وأوروبا، بالإضافة إلى ست مناطق من الأسواق الناشئة — مقارنة بالتقديرات التي نشرها قبل ستة أشهر فقط، أي قبل تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه.
وأفاد التقرير بأن ترامب أحدث اضطرابًا في التجارة العالمية من خلال سلسلة من الزيادات الجمركية، رفعت متوسط الرسوم الجمركية الأميركية من أقل من 3% إلى ما بين 13% و15% — وهو أعلى مستوى منذ ما يقرب من قرن — ما دفع الصين ودولًا أخرى إلى الرد بالمثل.
ويُعد البنك الدولي أحدث مؤسسة دولية تقوم بخفض توقعاتها للنمو نتيجة للسياسات التجارية المتقلبة التي ينتهجها ترامب، على الرغم من أن مسؤولين أميركيين يصرّون على أن الآثار السلبية ستُعوَّض بطفرة استثمارية وتخفيضات ضريبية لم يتم إقرارها بعد.
ورغم أن البنك لم يذهب إلى حد التنبؤ بركود اقتصادي، إلا أنه أشار إلى أن النمو العالمي هذا العام سيكون الأضعف في فترات خارج ركود منذ عام 2008. ووفقًا لتقديراته، فإن متوسط النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي العالمي حتى عام 2027 سيبلغ 2.5% فقط، ما يجعله الأبطأ لأي عقد منذ ستينيات القرن الماضي.
كما توقع التقرير أن يبلغ نمو التجارة العالمية 1.8% في عام 2025، انخفاضًا من 3.4% في 2024، وهو حوالي ثلث متوسط نموها البالغ 5.9% خلال العقد الأول من الألفية. وتعتمد هذه التوقعات على الرسوم الجمركية السارية حتى أواخر مايو، بما في ذلك رسوم أميركية بنسبة 10% على الواردات من أغلب الدول، ولا تشمل الزيادات التي أعلن عنها ترامب في أبريل والتي تم تأجيل تنفيذها إلى 9 يوليو لإفساح المجال للمفاوضات.
وأشار البنك إلى أن معدل التضخم العالمي يُتوقع أن يصل إلى 2.9% في 2025، لتبقى أعلى من مستويات ما قبل الجائحة، مدفوعًا بارتفاع الرسوم الجمركية وضيق أسواق العمل.
قال البنك الدولي في تقريره: "لا تزال المخاطر المحيطة بالآفاق الاقتصادية العالمية تميل بوضوح إلى الهبوط."
وأوضح أن نماذجه الاقتصادية تُظهر أن زيادة إضافية بنسبة 10 نقاط مئوية في متوسط الرسوم الجمركية الأميركية — تُضاف إلى المعدل الحالي البالغ 10% — مع ردود فعل انتقامية مماثلة من الدول الأخرى، قد تُخفض التوقعات الاقتصادية لعام 2025 بمقدار نصف نقطة مئوية إضافية.
وأضاف التقرير أن مثل هذا التصعيد في الحواجز التجارية سيؤدي إلى "شلل في حركة التجارة العالمية في النصف الثاني من هذا العام، مصحوب بانهيار واسع في الثقة وتصاعد في حالة عدم اليقين واضطرابات في الأسواق المالية."
ومع ذلك، أشار البنك إلى أن احتمال حدوث ركود عالمي لا يزال أقل من 10%.
في سياق متصل، يعقد مسؤولون كبار من الولايات المتحدة والصين محادثات في لندن هذا الأسبوع لمحاولة نزع فتيل النزاع التجاري المتفاقم، والذي لم يعد مقتصرًا على الرسوم الجمركية بل توسع ليشمل قيودًا على المعادن النادرة، مما يُهدد بصدمة في سلاسل الإمداد العالمية وتباطؤ في النمو.
وقال أيهان كوسه، نائب كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، في مقابلة مع وكالة رويترز: "لا تزال حالة عدم اليقين تمثل عبئًا ثقيلًا، تمامًا كضباب على مدرج الطائرات — تُبطئ من الاستثمار وتُعتم الرؤية المستقبلية."
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.