Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

أمريكا وأوكرانيا تبرمان صفقة الموارد الطبيعية بعد أسابيع من المفاوضات الشائكة

By أيار 01, 2025 158

توصلت الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية في أوكرانيا، مما وفر قدراً من الطمأنينة للمسؤولين في كييف، الذين كانوا يخشون من أن الرئيس دونالد ترامب قد يسحب دعمه في محادثات السلام مع روسيا.

وينص الاتفاق على منح الولايات المتحدة أولوية الوصول إلى مشاريع استثمارية جديدة لتطوير موارد أوكرانيا الطبيعية، بما في ذلك الألمنيوم والجرافيت والنفط والغاز الطبيعي. ويُنظر إلى هذا الاتفاق على أنه أمر حاسم لتعزيز حسن النية لدى ترامب، في الوقت الذي تسعى فيه إدارته إلى إنهاء الحرب التي بدأت قبل أكثر من ثلاث سنوات حينما شنت روسيا غزواً شاملاً لأوكرانيا.

وقال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، في بيان: "هذا الاتفاق يوجّه رسالة واضحة إلى روسيا مفادها أن إدارة ترامب ملتزمة بعملية سلام تركز على أوكرانيا حرة وذات سيادة ومزدهرة على المدى الطويل". وأضاف: "ولن يُسمح لأي دولة أو فرد موّل أو زوّد آلة الحرب الروسية بالاستفادة من إعادة إعمار أوكرانيا".

من جهتها، نشرت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية، يوليا سفيريدينكو، منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي قالت فيه: "نحن والولايات المتحدة نؤسس صندوقاً سيجذب الاستثمارات العالمية إلى بلدنا".

وفي فعالية جماهيرية نظّمتها شبكة نيوز نيشن NewsNation مساء الأربعاء، قال ترامب إنه أخبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عندما التقيا خلال جنازة البابا فرانسيس في الفاتيكان الأسبوع الماضي، بأن "من الجيد جداً أن نتوصل إلى اتفاق توقع عليه".

أنهى حفل توقيع الاتفاق يوم الأربعاء أسابيع من مفاوضات شائكة، وأنقذ العلاقات بين البلدين من هوة خلاف حاد. وكان زيلينسكي قد زار واشنطن في فبراير لتوقيع اتفاق الموارد، لكنه غادر خالي الوفاض بعد مشادة كلامية مع ترامب ونائب الرئيس جيه دي فانس داخل المكتب البيضاوي وأمام عدسات الكاميرات.

وجاء التوصل إلى الاتفاق بالتزامن مع مرور 100 يوم على بدء ولاية ترامب الحالية، وسط ضغوط متزايدة لتحقيق إنجازات، في وقت أظهرت فيه استطلاعات الرأي تراجع شعبيته، خاصة بسبب القلق من سياساته الاقتصادية. كما يشعر ترامب بالإحباط حيال عدم تمكنه من تنفيذ وعوده بحل الصراعين في أوكرانيا وغزة بسرعة.

وأثار تركيز ترامب على موارد أوكرانيا تساؤلات حول ما تمتلكه البلاد فعلياً. فعلى الرغم من وصفه الاتفاق سابقاً بأنه "صفقة معادن نادرة"، لا تملك أوكرانيا احتياطيات كبيرة من هذه المعادن معترف بها دولياً على أنها مجدية اقتصادياً. لكنها تُعد منتجاً رئيسياً للفحم وخام الحديد واليورانيوم والتيتانيوم والمغنيسيوم – وهي قطاعات قد تكون مربحة للولايات المتحدة.

وبموجب شروط الاتفاق، ستحصل الولايات المتحدة على أولوية في الأرباح التي تُحوّل إلى صندوق استثمار خاص بإعادة الإعمار، تتم إدارته بشكل مشترك بين البلدين. ويهدف الاتفاق جزئياً إلى تعويض الولايات المتحدة عن المساعدات العسكرية المستقبلية المقدّمة لأوكرانيا. وسيتم تمويل الصندوق من 50% من عائدات التراخيص الجديدة في مشاريع المواد الأساسية والنفط والغاز.

كما اعترفت واشنطن برغبة كييف في تجنّب أي تعارض بين هذا الاتفاق وخطط انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما يُعدّ خطاً أحمر لطالما تمسكت به كييف.

ولا تزال هناك أسئلة كثيرة حول مدى استمرار الدعم الأمريكي في المستقبل، بما في ذلك ما إذا كان ترامب سيرسل المزيد من الأسلحة والذخيرة التي تعتمد عليها أوكرانيا في قتالها ضد روسيا. وعلى الرغم من أن الاتفاق لا يتضمن أي ضمانات أمنية مباشرة من الولايات المتحدة، فقد قالت سفيريدينكو عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنه "يؤكد التزام الولايات المتحدة بأمن أوكرانيا وتعافيها وإعادة إعمارها".

وكانت إدارة ترامب قد علّقت لفترة وجيزة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا عندما فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق بشأن الموارد الطبيعية في فبراير. وقال تشارلز ليتشفيلد، نائب مدير مركز الجغرافيا الاقتصادية التابع لمجلس الأطلسي في واشنطن: "أي خطوة إيجابية، وأي شيء يُبقي الولايات المتحدة منخرطة، يستحق الترحيب".

وكان رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، قد صرّح بأن واشنطن تراجعت عن إصرارها السابق على أن يتضمن الاتفاق بنداً لسداد المليارات من المساعدات التي قدمتها منذ بدء الغزو الروسي. وقد اعتُبر ذلك إنجازاً، خاصة أن ترامب كان قد طالب في وقت سابق بما يعادل 500 مليار دولار من المعادن النادرة.

الاهتمام الآن سينتقل إلى مفاوضات السلام. فقد التقى مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأسبوع الماضي، لكنه لم يتمكن حتى الآن من تأمين وقف إطلاق نار دائم.

وفي تطور ميداني، شنّت روسيا هجمات على ست مناطق أوكرانية ليلًا باستخدام 170 طائرة مسيّرة، استهدفت 21 منها مدينة أوديسا على البحر الأسود، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 15 آخرين، بحسب جهاز الطوارئ الأوكراني.

وأفاد مسؤولون في البيت الأبيض أن ترامب بات يشعر بالإحباط المتزايد من كلا الجانبين – أوكرانيا وروسيا – لعدم توصلهما إلى اتفاق سلام، وهو ما وعد بتحقيقه في "اليوم الأول" من ولايته.

وهدّد ترامب بالتخلي عن جهود الوساطة إذا لم يتحقق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار، ما أثار مخاوف لدى حلفاء أوكرانيا من أن تُحمّل كييف مسؤولية انهيار المفاوضات. إلا أن صفقة الموارد تبدو وكأنها أعادت زيلينسكي وأوكرانيا إلى دائرة الرضا لدى ترامب – على الأقل في الوقت الراهن.

وقال ترامب في اجتماع لمجلس الوزراء بالبيت الأبيض يوم الأربعاء: "أبرمنا صفقة تضمن أموالنا، وتسمح لنا بالبدء في التنقيب والقيام بما يجب علينا فعله"، مضيفاً: "وهذا جيد لهم أيضاً، لأن وجود أمريكيين في مواقع العمل سيمنع الكثير من الأطراف السيئة من دخول البلاد، أو على الأقل من الاقتراب من المناطق التي نعمل فيها".

وكان مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون قد وقعوا مذكرة نوايا في وقت سابق من أبريل، ثم واصلوا التفاوض بشأن التفاصيل الفنية للاتفاق. وبعدها التقى زيلينسكي بالرئيس الأمريكي وجهاً لوجه في الفاتيكان.

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.