
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تراجع التوظيف الأمريكي إلى أبطأ وتيرة له منذ عامين، مع فقدان قطاعات منها الخدمات التجارية والتعليم والرعاية الصحية للوظائف، ما يشير إلى ضعف في الطلب على العمالة.
وارتفعت الوظائف في القطاع الخاص بمقدار 37 ألف وظيفة فقط خلال الشهر الماضي، وفقاً لبيانات "ايه دي بي ريسيرش"، وهو رقم أقل من جميع التقديرات في استطلاع أجرته "بلومبرج" لآراء الاقتصاديين. وتمثل هذه القراءة الشهر الثاني على التوالي الذي تأتي فيه الأرقام دون التوقعات بكثير.
وقالت نيلا ريتشاردسون، كبيرة الاقتصاديين في "أيه دي بي"، في بيان صدر يوم الأربعاء: "بعد بداية قوية للعام، بدأ الزخم في سوق العمل يتلاشى".
تشير الأرقام إلى أن حالة القلق الشديد خلال الشهرين الماضيين بشأن السياسات الاقتصادية المتقلبة للرئيس دونالد ترامب قد أثرت سلبًا على قرارات التوظيف لدى الشركات. فقد تباطأت وتيرة التوظيف، وأصبح من الصعب على العاطلين عن العمل العثور على وظائف جديدة بسرعة. ويتوقع الاقتصاديون أن يظهر سوق العمل مزيدًا من علامات التباطؤ في الأشهر المقبلة.
أظهرت البيانات أن قطاعات التجارة والنقل والتصنيع فقدت وظائف في مايو، بينما شهد قطاعا الترفيه والضيافة، إلى جانب الأنشطة المالية، زيادة في التوظيف. وسجل شمال شرق الولايات المتحدة أعلى معدل لفقدان الوظائف، ومن حيث حجم الشركات، خفضت المؤسسات الصغيرة والكبيرة على حد سواء من قوائم موظفيها.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، جدد الرئيس ترامب دعوته لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لخفض أسعار الفائدة، وذلك عقب صدور تقرير "أيه دي بي". وكان ترامب قد استدعى باول إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضي، وضغط عليه من أجل تخفيض الفائدة.
ورغم أن الاقتصاد الأمريكي تماسك هذا العام، إلا أن التضخم لا يزال أعلى من مستهدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، وهو ما يبرر، بحسب صناع السياسات، الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير بانتظار اتضاح تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب. وفي المقابل، خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة سبع مرات منذ يونيو 2024، ومن المتوقع أن يخفضها مجددًا هذا الأسبوع، مع تباطؤ النمو في منطقة اليورو بفعل الرسوم الأمريكية وتراجع التضخم.
وتوفر بيانات "أيه دي بي" نظرة مكمّلة حول أوضاع سوق العمل قبيل صدور التقرير الحكومي الشهري للوظائف، لكنها ليست مصممة للتنبؤ به. ويتوقع الاقتصاديون أن يُظهر تقرير الوظائف المنتظر يوم الجمعة تباطؤًا في نمو وظائف غير الزراعيين مقارنة بوتيرة التوظيف القوية في أبريل، مع استقرار معدل البطالة الأمريكي.
وكتب أوليفر ألين، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في "بانثيون ماكرو إيكونوميكس"، في مذكرة: "كالعادة، نوصي بعدم الالتفات إلى دلالات تقرير التوظيف الصادر عن أيه دي بي، نظرًا لسجله الضعيف في السنوات الأخيرة". وأضاف: "الوظائف لديها دائمًا مجال للمفاجأة"، لكن "بانثيون" لا تزال متمسكة بتوقعاتها بأن ترتفع وظائف القطاع الخاص بمقدار 110 ألف وظيفة في تقرير مايو، وهو ما يمثل تباطؤًا تدريجيًا مقارنة بمتوسط النمو خلال السنوات الست الماضية.
في بيانها، أشارت نيلا ريتشاردسون إلى أنه رغم تباطؤ التوظيف، فإن نمو الأجور لا يزال قويًا. فقد حصل العاملون الذين انتقلوا إلى وظائف جديدة على زيادة في الأجور بنسبة 7%، في حين سجل الذين بقوا في وظائفهم الحالية زيادة بنسبة 4.5%. ويستند تقرير "أيه دي بي"، الذي يُنشر بالتعاون مع ستانفورد ديجيتال ايكونومي لاب، في نتائجه إلى كشوف عاملين تشمل أكثر من 25 مليون موظف في القطاع الخاص الأمريكي.
في الوقت نفسه، لا تزال غالبية المستهلكين، بحسب استطلاع أجرته جامعة ميشيغان، تتوقع تدهور الظروف الاقتصادية خلال العام المقبل وارتفاع معدلات البطالة.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.