Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

ترامب يلوّح برسوم 100% على الرقائق مع استثناء للشركات التي تستثمر في أمريكا

By آب/أغسطس 07, 2025 14

أعلن الرئيس دونالد ترامب عن خطط لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات أشباه الموصلات، مع تعهّده بإعفاء الشركات التي تُعيد إنتاجها إلى داخل الولايات المتحدة — مثل شركة  آبل وهو ما أثار حالة من الارتباك بين الشركاء التجاريين والشركات العالمية لفهم أبعاد هذا التهديد المفاجئ.

وقد كشف ترامب عن نيّته من المكتب البيضاوي، وإلى جانبه كان الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك، الذي أعلن بدوره عن خطة جديدة لاستثمار 100 مليار دولار إضافية في التصنيع داخل الولايات المتحدة.

وبموجب القرار، سيتم إعفاء أي شركة تُظهر التزامًا مماثلًا بإعادة الإنتاج المحلي من الرسوم المفروضة على أشباه الموصلات. ومع ذلك، فإن البيت الأبيض يعتزم فرض ضريبة منفصلة على واردات المنتجات الإلكترونية — من الهواتف الذكية إلى السيارات — التي تستخدم هذه الرقائق.

أدى إعلان ترامب المفاجئ عن فرض تعريفة بنسبة 100% على واردات الرقائق الإلكترونية إلى زيادة الاضطراب في سلسلة الإمداد العالمية للإلكترونيات، التي تمر أصلاً بتحوّلات جذرية بعد عقود من الاعتماد على الصين. وقد انضمت شركة آبل إلى موجة من الشركات — من بينها TSMC التايوانية وانفيديا  الأمريكية — تعهّدت منذ صعود ترامب إلى الرئاسة باستثمارات تتجاوز سوياً تريليون دولار، في محاولة لتهدئة إدارة تسعى بوضوح إلى إعادة التصنيع إلى الداخل الأمريكي. ورغم أن جزءًا كبيرًا من هذه الاستثمارات يمثل خططًا سابقة أو طويلة الأمد، إلا أنها تبدو فعّالة حتى الآن.

وفي هذا السياق، قال وزير مجلس التنمية الوطني التايواني ليو تشين-تشينغ يوم الخميس إن شركة TSMC ستكون معفاة من رسوم الـ100% على الرقائق الأمريكية، رغم أن بعض الشركات المحلية الأخرى ستتأثر. أما وزير التجارة الكوري الجنوبي يو هان-كو، فقد صرّح لمحطة SBS أن رقائق شركتي سامسونج وSK Hynix لن تشملها الرسوم أيضًا، مشيرًا إلى أن كلا الشركتين قد التزمتا باستثمارات في الولايات المتحدة.

وقال ترامب للصحفيين: "سنفرض تعريفة كبيرة جدًا على الرقائق وأشباه الموصلات، لكن الخبر الجيد لشركات مثل آبل هو: إذا كنت تبني في الولايات المتحدة، أو التزمت بذلك بشكل واضح لا لبس فيه، فلن تُفرض عليك أي رسوم."

ورغم أن الرقم البالغ 100% يتجاوز بكثير تقديرات المحللين، فإن الوعود بإعفاءات واسعة النطاق هدّأت الأسواق: فارتفعت العقود الآجلة الأمريكية في حين شهدت أسهم التكنولوجيا في آسيا أداءً متباينًا. ويمثّل الإعفاء من هذه الرسوم انتصاراً كبيرًا لآبل وتيم كوك، اللذين كانا يستعدان لتحمّل أعباء جمركية ضخمة.

منذ فوز ترامب في انتخابات 2024، أعلنت أكثر من 12 شركة كبرى — من بينها TSMC وإيلي ليلي-- عن خطط استثمارية كبرى، وشارك العديد من الرؤساء التنفيذيين في لقاءات معه في منتجع مارالاجو في فلوريدا ثم في البيت الأبيض بعد تنصيبه.

وقال بيلي ليونغ، استراتيجي الاستثمار في Global X ETFs في سيدني: "تعززت المعنويات بفضل التزام آبل بضخ 100 مليار دولار في التصنيع الأمريكي، بالإضافة إلى الارتياح من أن رسوم ترامب بنسبة 100% على الرقائق لن تعطل سلاسل الإمداد الرئيسية".

لكن السؤال الأكبر الذي يلوح في الأفق يتمثل في نوايا ترامب تجاه قطاع الإلكترونيات، خصوصًا أن الولايات المتحدة تُعد أكبر سوق في العالم للتكنولوجيا الاستهلاكية.

فقد صرّح الرئيس ترامب أنه قد يُعلن الأسبوع المقبل عن تعريفات منفصلة على جميع المنتجات التي تحتوي على رقائق إلكترونية (أشباه موصلات) — وهي خطوة تشمل نظريًا كل شيء من السيارات والأجهزة المنزلية إلى الراديوهات الرقمية.

استثمارات آبل الضخمة

ضمن هذه المعادلة، أعلنت شركة آبل عن استثمار إضافي بقيمة 100 مليار دولار في الولايات المتحدة، ضمن برنامج تصنيع جديد يهدف إلى إعادة جزء أكبر من الإنتاج إلى الداخل الأمريكي. وسيضم البرنامج شركاء صناعيين كبار مثل Corning لصناعة الزجاج و Applied Materials Inc و Texas Instruments Inc..

وأوضحت آبل أن شركة كورنينغ ستخصص مصنعًا كاملاً في ولاية كنتاكي لإنتاج الزجاج المخصص لأجهزة آبل، ما سيرفع عدد موظفيها في الولاية بنسبة 50%. يُذكر أن كورنينغ كانت موردًا لزجاج آيفون الأول منذ البداية، من نفس المصنع.

كانت آبل قد تعهّدت سابقًا بإنفاق 500 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال أربع سنوات — بزيادة طفيفة عن التزاماتها السابقة — مضيفة حوالي 39 مليار دولار سنويًا و1000 وظيفة جديدة سنويًا، ليصل إجمالي تعهداتها إلى 600 مليار دولار.

تشمل هذه الالتزامات: منشأة جديدة لتصنيع الخوادم في هيوستن وأكاديمية تدريب للموردين في ميشيغان وتوسعات مع مورّدين حاليين داخل البلاد

تأثير غير محسوم

قد يكون لتطبيق قرار ترامب الجمركي، الذي قال أنه لم يُبلغ تيم كوك بخصوص نية فرض الرسوم قبل الإعلان عنها، تأثيراً ضخماً على صناعة التكنولوجيا.

الكثير من الشركات التي تُعرف بـ"مصنّعي الرقائق" لا تملك مصانع خاصة بها في الواقع، بل تُفضّل الاستعانة بمصادر خارجية، خاصة شركة TSMC التايوانية، وبدرجة أقل سامسونج.

وقد أعلنت شركة آبل يوم الأربعاء أن مصنع سامسونج في أوستن، تكساس، سيتولى توريد الرقائق لها كجزء من برنامج التصنيع الجديد الذي تسعى آبل لتنفيذه داخل الولايات المتحدة.

أما شركات مثل انفيديا — التي التقى رئيسها التنفيذي بالرئيس ترامب الأربعاء — وAdvanced Micro Devices (AMD)، فقد أكدت التزامها بتأمين احتياجاتها من الرقائق من مصانع TSMC الجديدة قرب فينيكس بولاية أريزونا.ومع ذلك، لا يزال الإنتاج المتقدّم خارج شرق آسيا غير كافٍ، ناهيك عن أن القدرات المحلية الأمريكية لا تفي حتى الآن بمتطلبات هذه الشركات.

ورغم أن شركة انفيديا، مثل آبل، تعهدت بإنفاقات ضخمة داخل الولايات المتحدة وتعزيز الشراء المحلي، إلا أنها تبقى ضمن سلسلة توريد عالمية معقّدة لا يمكن نقلها بالكامل أو استنساخها بسهولة داخل الولايات المتحدة.

تزامنًا مع تصعيد الرئيس دونالد ترامب لحملته الجمركية، تعهّدت شركة آبل بزيادة استثماراتها داخل الولايات المتحدة، في وقت تُواجه فيه تكاليف متزايدة عبر سلاسل توريدها الدولية.

يعتزم ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات القادمة من الهند — وهي سوق إنتاج رئيسية لأجهزة آيفون — حيث يدخل النصف الأول من هذه الرسوم حيّز التنفيذ بعد منتصف الليل، إلى جانب حزمة تعريفات جمركية على دول أخرى تهدف إلى تقليص اختلالات الميزان التجاري. أما النصف الثاني من هذه الرسوم، والذي يُعد عقوبة على نيودلهي بسبب شرائها الطاقة من روسيا، فسيُطبق في وقت لاحق من الشهر الجاري.

الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك — الذي سبق أن حضر حفل تنصيب ترامب وتبرّع للجنة الافتتاح الرئاسية — سعى للحصول على إعفاءات جمركية لأجهزة الآيفون التي تصنّعها شركته. فمعظم أجهزة الآيفون المبيعة في السوق الأمريكية يتم تصنيعها في الهند، بينما يُنتج الجزء الأكبر من أجهزة Apple Watch وiPad وMacBook في فيتنام، والتي فُرضت عليها بالفعل تعريفة جمركية بنسبة 20%.

ورغم أن تفاصيل تلك الرسوم وشروط الإعفاءات لم تُكشف بعد، إلا أن ترامب أشاد بشركة آبل كنموذج يُحتذى به في كيفية تفادي هذه الزيادات الجمركية عبر تعزيز التصنيع المحلي.

ورغم أن التزامات آبل الاستثمارية الجديدة تُعدّ ضخمة، إلا أنها لا تصل إلى مستوى النقل الكامل لعمليات التصنيع إلى داخل الولايات المتحدة، وهو ما يطمح إليه ترامب وكبار المسؤولين في البيت الأبيض.

في وقت سابق من هذا العام، هدّد ترامب بفرض رسوم لا تقل عن 25% على شركة آبل إذا لم تنقل تصنيع أجهزة الآيفون إلى الأراضي الأمريكية — وجاء هذا التهديد بعد يوم واحد فقط من لقائه مع كوك في البيت الأبيض.

وقد رد كوك على ذلك بقوله إن التجميع النهائي لجهاز الآيفون "سيظل في الخارج لبعض الوقت"، لكنه أشار إلى أن عدة مكونات تُصنّع بالفعل في الولايات المتحدة.

وبدا أن ترامب راضٍ عن هذه التطمينات، إذ قال: انظروا، إنه لا يقوم بهذا النوع من الاستثمارات في أي مكان آخر في العالم، ولا حتى قريبًا من ذلك. إنه يعود. أعني، شركة آبل تعود إلى أمريكا."

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.