
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تهاوت الأسهم الأمريكية، بما يضع مؤشر اس آند بي 500 في طريقه نحو أطول سلسلة خسائر له منذ أغسطس، مع ظهور علامات تصدّع في موجة الصعود المستمرة منذ ستة أشهر، عقب انهيار بقيمة 1.2 تريليون دولار في سوق العملات المشفّرة وتصاعد المخاوف بشأن تقييمات الذكاء الاصطناعي المبالغ فيها.
وتراجع المؤشر القياسي لليوم الرابع، منخفضًا بنسبة 1.2% في الساعة 10:08 صباحًا بتوقيت نيويورك (5:08 مساءً بتوقيت القاهرة) يوم الثلاثاء، مع إعادة المستثمرين تقييم توقعاتهم المتفائلة بشأن خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. وهبط مؤشر ناسداك 100 المثقل بأسهم التكنولوجيا بنسبة 1.5%. كما انخفضت سلة شركات "السبعة الكبار" بنسبة 2.2%. وتراجعت إنفيديا، التي هي صميم موجة الذكاء الاصطناعي، بنحو 3% إضافية قبل تقرير أرباحها المنتظر يوم الأربعاء. كما هبطت أسهم أمازون ومايكروسوفت بأكثر من 2% بعد خفض تصنيفهما.
وتجاوز مؤشر الخوف في وول ستريت، المعروف بمؤشر التقلبات Cboe، مستوى 25 — أعلى من مستوى 20 الذي يثير القلق بين المتداولين — ليصل إلى أعلى مستوى له خلال شهر. وتخلّى المستثمرون عن أكثر أجزاء السوق مخاطرة. فانخفض مؤشر لشركات التقنية غير المربِحة الذي يعده جولدمان ساكس — والذي يضم شركات مثل Roku وPeloton — بنحو 2%.
وتراجعت مؤشرات الأسهم عالمياً. وتتصدّر قائمة المخاوف تقييمات الذكاء الاصطناعي وما إذا كان الفيدرالي سيُقدِم على خفض الفائدة الشهر المقبل. وقد تراجعت قناعة المتداولين بخفض إضافي لتكلفة الاقتراض، إذ تُظهر عقود المقايضات الآن احتمالاً يقل عن 50% لخفض الفائدة في ديسمبر. وقد حذّر عدد من صانعي السياسات مؤخراً من التسرّع في الخفض، رغم أن عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر جدّد دعمه لتخفيض الفائدة.
وقالت إيبك أوزكارديسكايا، كبيرة المحللين في Swissquote: “شهية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي تتعرض لضغوط بسبب مخاوف الدائرية (القلق من أن ارتفاع الأسعار أو الاستثمار في سوق معين يغذي نفسه بطريقة غير مستدامة) ومخاطر حدوث فقاعة. والخبر السيّئ هو أن بعض العوامل الأكثر تفاؤلاً — مثل حماس الذكاء الاصطناعي والتحفيز الحكومي الضخم وتوقعات السياسة النقدية التيسيرية — بدأت تتلاشى.”
من بين الأسهم الفردية الأخرى، تراجعت شركة هوم ديبوت بنسبة 2.8% بعد خفض توقعاتها لأرباح العام بالكامل، محذّرة من أن بعض المستهلكين غير المستقرين ماليًا يجمّدون خطط شراء المنازل. وستصدر شركتا تارجت ولوويز نتائجهما يوم الأربعاء، تليهما وولمارت وغاب يوم الخميس.
وتراجعت البيتكوين لفترة وجيزة دون 90,000 دولار للمرة الأولى منذ سبعة أشهر — فيما يراهن المتداولون على مزيد من الهبوط. وفي الوقت نفسه، أظهر مسح لبنك أوف أمريكا أن حيازات مديري الصناديق من النقد وصلت إلى مستويات كانت قد أطلقت سابقًا إشارات بيع في السوق.
وانخفض مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات بنسبة 2.6%. وتراجعت معظم أسهم شركات الرقائق، حيث هبطت أسهم ميكرون تكنولوجي وإنتل وكوالكوم بين 2% و4.5%.
وتزايدت التحذيرات بشأن احتمال وجود فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي يوم الثلاثاء، بعدما حذّر دانييل بينتو، نائب رئيس جيه بي مورجان تشيس، من أن تقييمات هذا القطاع قد تكون على وشك تصحيح. وقال بينتو خلال قمة بلومبرغ للأعمال في إفريقيا في جوهانسبرغ: “هذا التصحيح سيؤدي أيضًا إلى تصحيح في بقية القطاع، وفي مؤشر اس آند بي، وفي الصناعة ككل.”
وتعرّضت الأسهم الأمريكية لضغوط هذا الشهر مع تزايد مخاوف المستثمرين من أن موجة الصعود المدفوعة بالذكاء الاصطناعي قد تجاوزت حدودها. ويتداول مؤشر اس آند بي 500 عند نحو 22 ضعف الأرباح المتوقعة، مقارنة بمتوسطه خلال 10 سنوات البالغ 19 ضعفاً. كما تتصاعد المخاوف بشأن الأثر الاقتصادي لأطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة.
الشراء من التراجعات
لا يزال المستثمرون حتى الآن يسارعون إلى الشراء من تراجعات في السوق، اعتماداً على توقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة ودعم الاقتصاد. ويحصل المستثمرون على بيانات اقتصادية طال انتظارها يوم الخميس، عندما يُنشر تقرير الوظائف لشهر سبتمبر — بعد أكثر من شهر من التأخير بسبب الإغلاق الحكومي. ويأتي ذلك ضمن سيل من البيانات التي ستوجّه توقعات وتيرة تيسير السياسة النقدية.
وبدأت بعض البيانات بالتدفق تدريجياً. فقد بلغت طلبات إعانات البطالة الأولية 232,000 خلال الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر، وفقاً لبيانات تاريخية على موقع وزارة العمل الأمريكية. وفي الوقت نفسه، تخلّت الشركات الأمريكية عن 2,500 وظيفة أسبوعياً في المتوسط خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 1 نوفمبر، وفق بيانات صدرت الثلاثاء عن ADP Research.
وفي سياق منفصل، سجّل مؤشر ثقة شركات بناء المنازل الأمريكية ارتفاعاً طفيفاً هذا الشهر، إذ تكافح تلك الشركات لجذب المشترين الحذرين رغم الحوافز البيعية المكلفة.
مع ذلك، يرتفع الطلب على الرهانات الهبوطية في أسهم التكنولوجيا، ما يشير إلى تراجع الثقة في قدرة السوق على الحفاظ على موجة الصعود.
كما يثير الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي مخاوف بشأن قدرة الشركات على تمويل هذه الفاتورة المتضخمة. فقد قفزت فروق العائد على سندات شركة أوراكل إلى أعلى مستوى لها في ما يقرب من ثلاث سنوات. وفي إشارة إضافية إلى تنامي القلق حول القطاع، تمّ خفض تصنيف مايكروسوفت وأمازون من “شراء” إلى “محايد” لدى Rothschild & Co Redburn، التي قالت إن دوافع الصعود للذكاء الاصطناعي التوليدي لم تعد واضحة.
اختبار إنفيديا
وتتجه الأنظار الآن إلى تقرير أرباح إنفيديا الفصلي المنتظر صدوره الأربعاء، كونها المؤشر الأبرز على أداء قطاع الذكاء الاصطناعي.
ويتداول مؤشر اس آند بي 500حالياً منخفضاً بنحو 3% عن ذروته في أكتوبر. وفي يوم الاثنين، أغلق المؤشر دون متوسطه المتحرك لـ50 يوماً — للمرة الأولى منذ أبريل. كما تقلص نطاق حركة السوق، إذ يتداول فقط 54% من مكونات المؤشر فوق متوسطها المتحرك لـ200 يوم، وفق بيانات مجمعة من بلومبرج.
ورغم ذلك، يرى مات بريتزمان، كبير محللي الأسهم في شركة هارغريفز لانسداون، أن النظرة طويلة الأجل لأسواق الأسهم لا تزال قائمة.
وقال: “عمليات التراجع ليست ممتعة أبداً، لكنها غالباً ما تكون صحية، خصوصاً في سوق تظهر عليها علامات المبالغة في التقييم.”
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.