Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

تقرير لوول ستريت جورنال: ماكرون ينال الإشادة في الخارج، ويواجه عزلة في الداخل

By تشرين1/أكتوير 09, 2018 481

وصلت رئاسة إيمانويل ماكرون إلى نقطة فاصلة.

بالنظر إليه من الخارج، يعتبر المصرفي السابق البالغ من العمر 40 عاما رمزا للتعاون الدولي الذي ينال الإشادة على خطب مثل خطابه الأخير بالأمم المتحدة الذي فيه ندد بالحماية التجارية والقومية.

ولكن في الداخل، يواجه ماكرون عزلة متزايدة. فتتجه حكومته نحو تعديل وزاري بعد ان إستقال وزيران بارزان، من بينهما حليف مهم، على نحو مفاجيء من الحكومة. ويتخلف الاقتصاد الفرنسي، الذي ينمو بمعدل 1.6% هذا العام، عن بقية أوروبا. ولم يحقق إصلاح بسوق العمل أمر به ماكرون قبل عام ما يذكر في تخفيض البطالة المرتفعة بشكل مزمن في فرنسا.

وتمثل تلك الأزمة تهديدا خطيرا للقضية الرئيسية التي يتبناها ماكرون-- وهي تحقيق تكامل أكبر للاتحاد الأوروبي من أجل التصدي للحركات القومية المتزايدة عبر التكتل—لأن الزعيم الفرنسي نفسه قال ان فرنسا يمكنها فقط زعامة الاتحاد الأوروبي إذا سطع نجمها كنموذج للدول الأعضاء الأخرى. وهذا أيضا يقوض روح السوق الحرة والتجارة الحرة التي جاء ماكرون لتمثيلها في فرنسا وخارجها.

ودافع مسؤولون فرنسيون كبار عن أجندة ماكرون ووصفوها "بثورة ثقافية" ستستغرق وقتا كي ترفع معدلات نمو الاقتصاد، الذي إعتاد على حكومات تمارس تدخلا قويا على مدى عقود. ومن المنتظر العام القادم تخفيضات بنحو 6 مليار يورو في ضرائب الرواتب، كما يناقش البرلمان أيضا حزمة إجراءات للحد من البيروقراطية.  

وقال وزير الاقتصاد والمالية برونو لومير خلال مقابلة "تلك ربما أصعب لحظة من وجهة النظر السياسية، لكن في مثل تلك اللحظة عليك ان تبقى قويا".

والمكون الغائب عن ثورة ماكرون هو القدرة على كسب القلوب والعقول. فقد هوت معدلات تأييده إلى 29% في سبتمبر من 50% في بداية العام.ورغم إن حزبه الوسطي الناشيء "الجمهورية إلى الأمام" يحتفظ بأغلبية قوية في البرلمان، إلا أن الرئيس يفقد مؤيدين بارزين من اليسار.

وكان أحد الوزيرين اللذين إستقالا مؤخرا وزيره للأمن والهجرة، جيرارد كولومب الذي له ثقل سياسي وكان من بين أول من إنشقوا عن الحزب الاشتراكي وأيدوا ترشح ماكرون للرئاسة في 2017.

وقبل ان يستقيل، وضع كولومب إصبعه على ما يعتبره كثيرون العيب الرئيسي في ماكرون وهو الثقة الزائدة.

وقال كولومب خلال مقابلة على التلفزيون الفرنسي "في اللغة اليونانية، توجد كلمة تعني الغطرسة، وهي لعنة الألهة عندما تصبح في لحظة ما واثقا جدا من نفسك، وتعتقد إنك قادر على كسب كل شيء".

وبالإستشهاد بالأساطير القديمة، ألمح كولومب إلى تعليق أدلى به ماكرون قبل انتخابه عندما دعا لرئاسة تسمو فوق العراك السياسي على غرار جوبيتر ملك الألهة الرومانية".

وبعد توليه الحكم، تحرك ماكرون لتجسيد هذا النموذج بإحياء مقر الملوك الفرنسيين، قصر فرساي، كمقر للقمم. ووصف المعارضون ماكرون "برئيس الأغنياء" المنفصل عن الواقع.

وإجتمع قادة شركات التقنية العملاقة من سيليكون فالي في فرساي أواخر يناير حيث أعلنت حكومة ماكرون استثمارات من شركات تتنوع من فيس بوك وألفابيت الشركة الأم لجوجل وصولا لتويوتا واس.ايه.بي تعادل 3.5 مليار يورو وتخلق 2.200 وظيفة على مدى خمس سنوات.

ولكن هذه القمم لم تحسن أوضاع سوق العمل. فالبطالة بلغت 9.1% في يوليو مقارنة ب9.4% في مستهل فترة ماكرون التي مدتها خمس سنوات.

وبرزت صورة ماكرون كرئيس منفصل عن الواقع هذا الصيف بعد ان دافع عن ألكسندر بينالا، الموظف بالرئاسة الذي إنتحل صفة ضابط شرطة وتعدى بالضرب على متظاهرين خلال مظاهرة بمناسية عيد العمال يوم الأول من مايو.

وقال ماكرون إنه "فخور" بتوظيف بينالا ووصف الفضيحة "بزوبعة في فنجان". وفي نفس الأثناء دققت لجان برلمانية في المزايا التي حصل عليها بينالا كمعاون للرئيس من بينها منزل في وسط باريس وإستخدام سيارة حكومية وتصريح بحمل سلاح ناري.

وبعد عودته من عطلة صيفية، كشف ماكرون عن إنفاق بالمليارات على حزمة لمكافحة الفقر. لكن فشلت مجددا جهود تحسين صورته في نظر العامة عندما تم تصوير ماكرون يلقي محاضرة على بستاني عاطل. وفي مشهد تناقلته وسائل الإعلام الفرنسية، حاول البستاني ان يوضح كيف من الصعب إيجاد وظيفة قبل ان يقاطعه ماكرون قائلا "حقا—فنادق، مقاهي، مطاعم—سأعبر إلى الجانب الأخر من الشارع وأجد لك واحدة".

وبإرتكاب هذه الذلة، كان ماكرون ينقل شكوى شائعة لدى أرباب العمل وهي انهم لا يجدون عمالة مؤهلة تشغل وظائف شاغرة.

ويقول بينوا ويلوت إن المتجريين الكبيرين اللذين يمتلكهما على ضواهي مدينة ديجون بهما وظائف متاحة لا تجد من يشغلها منذ أشهر، وهو ما يرجع جزئيا إلى ان نظام التعليم في فرنسا يُخرج شباب من جامعات بدلا من برامج مهنية تدرس مهارات يحتاجها مثل الخبز.  

ويقول إن نظام إعانة البطالة في فرنسا يشكل عقبة أخرى لأن الحصول على إعانة قد يعادل رواتب عند بدء التعيين.

وقضى فرانس باري، صاحب شركة مراهنات عبر الإنترنت، أشهر يبحث عن مطورين إلكترونيين قرب مكاتبه في جنوب غرب فرنسا قبل ان يقرر توظيف ستة أشخاص عبر الحدود في إسبانيا، التي خففت قيود سوقها للعمل قبل سنوات. وقال المالك المشترك هيرفي شلوسر إنه يخطط لتوظيف ستة أشخاص اخرين في مكاتب الشركة في برشلونه بنهاية الشهر.

وقال شلوسر "الأمر صعب في فرنسا، لأننا نفتقر لمطوري تكنولوجيا المعلومات (أي.تي)".

والبيروقراطية تمثل مشكلة أخرى حيث تشترط فرنسا على الشركات ان تدفع ضرائب أكثر وتوفر حماية أكبر للعاملين إذا تخطت مستوى معين من الموظفين. ويهدف مشروع قانون يضغط لومير لتمريره عبر البرلمان إلى إلغاء بعض من الاشتراطات القانونية الخاصة بالتوظيف التي تجبر الشركات على تحمل المزيد من التكاليف.

وأحد أسباب ان شلوسر يرفض توظيف أي عاملين إضافيين في فرنسا هو إنه لا يريد تخطي حاجز الخمسين موظف الذي يجيز للموظفين إجراء انتخاب داخل الشركة لإختيار لجنة تراقب اوضاع العمل.

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.