جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
نالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي موافقة الحكومة على اتفاقها للإنسحاب من الاتحاد الأوروبي مساء الاربعاء متجاوزة عقبة مهمة لكن ممهدة لمعركة في البرلمان قد تسقط حكومتها وتقضي بفشل الاتفاق مع الاتحاد على خروج مرتب لبريطانيا.
وعقب اجتماع دام لخمس ساعات، أعطى وزراء ماي الضوء الأخضر لخطة ستبقى بريطانيا مرتبطة بالاتحاد الأوروبي لسنوات عديدة بعد ان تغادر الدولة رسميا التكتل في مارس. وبدا ان رئيسة الوزراء تفادت تمردا عاجلا من وزرائها، البعض منهم إنتقد بشكل صريح خطتها للإنسحاب.
وقالت وهي تقف خارج 10 دوانينج ستريت مقر الحكومة البريطانية "هذا قرار سيتعرض لتدقيق مكثف". "هذا قرار في مصلحة المملكة المتحدة بأكملها".
ويفسح قرار الحكومة الطريق أمام تقديم الاتفاق رسميا لزعماء الاتحاد الأوروبي في قمة منتظرة في وقت لاحق من هذا الشهر. ولكن معارك أصعب بكثير تنتظر ماي حيث يمضي الوقت سريعا نحو موعد 29 مارس لخروج بريطانيا من التكتل. ولازال لابد ان تضمن ماي الموافقة على الاتفاق في البرلمان البريطاني، الذي فيه تواجه عداءا صريحا حول الخطة من حزب العمال المعارض وأعضاء بحزب المحافظين الذي تنتمي له.
ويسمح الاتفاق بأن تحتفظ بريطانيا بعلاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي، أكبر شريك تجاري لها، وفي نفس الوقت تستعيد أيضا السيطرة على حدودها.
لكن هذا يترك الاتفاق عرضة للإنتقاد من نواب بريطانيين على طرفي النقيض من النقاش الذين يرون أنه أسوأ الخيارين فليس منه يسمح بالتحرر من الاتحاد الأوروبي أو بالبقاء بالكامل داخله. وبينما لم يستقل وزراء يوم الاربعاء، إلا ان التوتر حول اتفاق الإنسحاب لازال قد يقود بعض الوزراء للإستقالة. وبينما هذا لن ينهي تلقائيا على الاتفاق، غير أنه سيخلق مشكلة سياسية لماي ويضعف بشكل أكبر فرص الاتفاق في البرلمان.
وتفتقر حكومة ماي للأغلبية في مجلس العموم مما يعني ان الاتفاق لازال قد يتم رفضه أو تعديله. وفي مثل هذا الحال، تواجه ماي خطر ان تفقد السلطة من خلال تحد لزعامتها من داخل صفوف حزب المحافظين. ويعتمد الحزب على تحالف هش مع الحزب الديمقراطي الوحدودي وهو حزب ايرلندي شمالي من أجل الحكم، وهذا التحالف بدا مهددا يوم الاربعاء حيث إنتقد عدد من نواب الحزب الاتفاق.
وقالت أرلين فوستر، زعيمة الحزب الديمقراطي الوحدوي ، إن حزبها "لا يمكنه تأييد اتفاق قد يفكك المملكة المتحدة". وفي نفس الأثناء، نددت مجموعة من المحافظين المناهضين للاتحاد الأوروبي بمقترح بقاء بريطانيا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاتحاد الأوروبي ووصفه النائب المحافظ جاكوب ريس-موج "بفشل في الوفاء بقرار الإنسحاب من الاتحاد الأوروبي".
واستمر المستثمرون ينظرون للاتفاق بشعور من عدم اليقين حيث ارتفع الاسترليني بشكل طفيف فقط مقابل الدولار بعد بيان ماي.
ولم يتضح بعد متى قد يصوت البرلمان على الاتفاق. وتحتاج ماي إلى موافقة حوالي 320 من أعضاء البرلمان المؤلف من 650 مقعدا لإقرار الاتفاق.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.