جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
إنتهت قمة لزعماء دول أسيا والمحيط الهادي بمرارة يوم الأحد حيث إتهمت البلد المضيف بابوا غينيا الجديدة الصين بإستخدام سلوك تهديدي وحالت الخلافات بين الولايات المتحدة الصين دون توصل المندوبين لتوافق حول التجارة والأمن والاستثمار.
وقال مسؤولون كبار من البلد المضيف إن مسؤولين صينيين يطلبون اجتماعا مع وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة إقتحموا مكتبه يوم السبت وتعين على الشرطة إصطحابهم بعد مشاحنة. ونفت الصين حدوث تلك الواقعة ووصفت تلك الروايات "بشائعات مغرضة" ولم ترد الشرطة المحلية على طلب للتعليق.
وقال مسؤول على دراية بهذه الواقعة إن المسؤولين الصينيين متوسطي المستوى سعوا لهذا الاجتماع من أجل الإعراب عن استيائهم من صياغة مقترحة للبيان الختامي.
وإختتمت هذه المشادة الكلامية عطلة نهاية أسبوع متوترة في قمة التعاون الاقتصادي لدول أسيا والمحيط الهادي (أبك) في بورت مورسبي، التي هيمن عليها خلافات بين الولايات المتحدة والصين. وكانت بابوا غينيا الجديدة محل جهود قوة ناعمة من جانب الصين حيث تحاول بكين جذب الدول الصغيرة في المحيط الهادي بعيدا عن شركائهم الغربيين التقليديين من خلال قروض بنية تحتية واستثمار.
ولأول مرة في تاريخ القمة على مدى 29 عاما، إختتم المسؤولون الاجتماعات بدون إصدار بيان ليقدم زعيم بابوا غينيا الجيدة ملخصا فقط بالمحادثات الفاشلة. وقال رئيس الوزراء بيتر أونيل للصحفيين "كلكم تعلمون من هما العملاقين الكبيرين في هذه الغرفة، بالتالي ماذا أقول".
وقال مسؤول كبير بإدارة ترامب يوم الأحد ان الخلاف نتج إلى حد كبير عن جملة واحدة مقترحة هي "اتفقنا على مكافحة الحماية التجارية بما في ذلك الممارسات التجارية غير العادلة".
ولم توافق الصين على الصياغة، معتقدة إنها تعد إنتقادا موجها للممارسات التجارية الصينية، حسبما أضاف المسؤول الأمريكي. وأشار المسؤول إن كافة الدول العشرين الأخرى بأبك فضلت إضافة هذه الجملة إلى البيان الختامي.
وقال المسؤول إن الامر لم يكن "الصين في مواجهة الولايات المتحدة الذي نسف بيان الزعماء، بقدر ما كان "الصين في مواجهة الأعضاء الأخرين بأبك".
وتصادم الرئيس الصيني شي جي بينج يوم السبت مع الولايات المتحدة حول التجارة والأمن داعيا المسؤولين "برفض العجرفة والتحامل" حيث تتنافس بكين وواشنطن على النفوذ العالمي.
وحذر مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي من أن الصين تشكل تهديدا على سيادة ومكانة الدول الصغيرة. وفي سنغافورة يوم الخميس، أجرى بنس محادثة صريحة على إنفراد مع رئيس الوزراء الصيني لي كيجيانج. وبالعودة إلى مقاعدهما بعد صورة من أجل القمة، أبلغ لي نائب الرئيس الأمريكي إن الصين لازالت "دولة نامية"، وفقا لمسؤول أخر بالإدارة الأمريكية. ورد بنس، مشيرا إلى الممارسات التجارية للصين، قائلا "الأمور يجب ان تتغير".
وإمتد الصدام بين أكبر اقتصادين في العالم إلى اجتماع مغلق للزعماء في بابوا غينيا الجديدة يوم الأحد.
وقال المسؤول إن الرئيس شي لم يذكر اسم الولايات المتحدة لكنه تحدث عن "السياسات الأحادية الجانب" و"الحماية التجارية"، في إنتقاد واضح لسياسات الرئيس ترامب. ولم يقدم بنس أي إعتذار وقال إن الولايات المتحدة "ستستمر في إتخاذ مواقف لمحاسبة الدول على الممارسات الاقتصادية غير العادلة، مثل الرسوم الجمركية وحصص الاستيراد وسياسات أخرى...تقف في طريق التجارة".
وتنطبق المواجهة الواضحة مع مسؤولي بابوا غينيا الجديدة على نموذج-- يصبح أكثر بروزا حيث تكثف الصين إنخراطها الدولي-- من مطالبة بكين بالخضوع الكامل لمصالحها مقابل التجارة والاستثمار. وفي سبتمبر، إشتبك مندوبون صينيون مع مسؤولين في دولة ناورو البالغة الصغر بعد ان رفضت سلطات حرس الحدود قبول جوازات سفرهم في اجتماع لزعماء دول المحيط الهادي في الجزيرة. وناورو أحد ست دول في المنطقة تعترف بتايوان.
وقال جوناثان بريكي، مدير برنامج معهد لووي للمحيط الهادي الذي مقره سيدني، "من الممكن في أوقات كثيرة ان يكونوا أسوأ أعدائهم. إنخراطهم في المنطقة يتسم فعليا بالعداء، وهذا غالبا ما يعكسه الدبلوماسيين التابعين لهم".
وربما يرتبط هذا الموقف أيضا بالبيئة السياسية الداخلية في الصين حيث يتعرض المسؤولون لضغط متزايد لتقديم نتائج تبهر شي وسط قلق في بكين من احتمال تعثر مبادرته العالمية للبنية التحتية حزام وطريق.
وبذلت الصين جهودا كبيرة لتصوير نفسها كصديق لبابوا غينيا الجديدة، التي لديها بنية تحتية ضعيفة واحتياجات تنموية ضخمة. وتظهر مئات الأعلام الصينية بطول طريق عام جديد من ست حارات شيدته الصين ويقود إلى مبنى برلمان الدولة.
وتدخل منطقة جنوب المحيط الهادي، التي تضم ممرات بحرية مهمة ومصائد سمكية، من جديد في الحسابات الاستراتجية حيث تحدث الصين جيشها وتوسع نفوذها الاقتصادي. وأزعجت تصرفات الصين الولايات المتحدة وحلفاءها، القلقين من احتمال ان تواجه الدول الجزر عبء ديون متزايد لبكين.
وتواجه بشكل متزايد الولايات المتحدة وحلفاءها مبادرات بكين. وقد وقعت بابوا غينيا الجديدة يوم الأحد اتفاقية مع استراليا واليابان ونيوزيلندا والولايات المتحدة تهدف إلى ربط 70% من سكانها بالكهرباء بحلول 2030. حاليا فقط 13% من سكان بابوبا غينيا الجديدة الذين لديهم كهرباء يمكن الاعتماد عليها.
وهذا الإعلان هو الأول بموجب شراكة ثلاثية وقعت هذا الشهر بين الولايات المتحدة واليابان واستراليا للاستثمار في مشاريع بنية تحتية في منطقة الهند والمحيط الهادي. وقال بنس يوم الأحد إن المشروع "يلبي الاحتياجات الحقيقية لشعب بابوا غينيا الجديدة ويجنب أعباء ديون غير قابلة للاستمرار".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.