جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
صور الرئيس دونالد ترامب هدنته التجارية في عطلة نهاية الأسبوع الماضي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ على إنها "اتفاق مذهل" إلا أن اجتماع عشاء الزعيمين يهدد بإطالة الحرب التجارية بدلا من إنهائها.
ولاقى تأجيل زيادة مخطط لها في نسبة الرسوم الأمريكية على بضائع صينية لمدة ثلاثة أشهر ترحيبا من المحللين واتحادات الشركات كإنفراجة محل ترحيب إذ أن ذلك يجنب الأن تدهورا أكبر في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم. وكان المستثمرون متفائلين أيضا لتقفز الأسهم وتهبط السندات الأمريكية يوم الاثنين.
ولكن رغم كل هذا التفاؤل، تبقى الخلافات حول قضايا صعبة مثل سياسة الصين الصناعية والخاصة بالملكية الفكرية كبيرة، ومنتظر الأن مفاوضات صعبة قبل ان تنتهي الهدنة المؤقتة يوم الأول من مارس. وسيظل الغموض يلاحق الشركات والأسواق.
وقال إيسوار بارساد، الخبير من جامعة كورنيل في السياسة الاقتصادية والتجارية للصين، "بمجرد ان يتلاشى وهج هذا الاجتماع، سيبدأ الواقع يترسخ سريعا". "لا أتوقع مسارا سهلا خلال مهلة ال90 يوما لحل الخلافات القائمة بينهما".
وتبقى بنود الهدنة نفسها غامضة. فرغم ان الصين والولايات المتحدة قالا في البيانات الرسمية إنه الهدنة تدعو لتأجيل الولايات المتحدة زيادة مخطط لها يوم الأول من يناير في نسبة رسوم قائمة على واردات سنوية بقيمة 200 مليار دولار من الصين إلى 25% من 10% حاليا، إلا إنهما قدما روايات مختلفة عما تم الاتفاق عليه.
في مقابل الهدنة، أعلنت الولايات المتحدة إن الصين تعهدت بشراء "كميات، لم يتفق عليها بعد، لكنها كبيرة جدا، من المنتجات الزراعية والصناعية والخاصة بالطاقة وغيرها. ولم يذكر المسؤولون الصينيون أي مشتريات.
وكتب ترامب في تغريدة يوم الأحد إن الصين إتفقت أيضا على خفض رسومها على واردات السيارات القادمة من الولايات المتحدة، التي بفضل رسوم إنتقامية فرضتها بكين في وقت سابق من هذا العام تبلغ الأن 40% مقابل 15% للسيارات من أي دولة أخرى.
وقال الجانبان أيضا إنهما سيبدأن مفاوضات حول "قضايا هيكلية" أكبر قالت الولايات المتحدة إنها "ستسعى" لإستكمالها خلال ال90 يوما. ولم تشر الصين إلى أي مهلة نهائية في تصريحاتها.
وبعيدا عن تلك التفاصيل، على ترامب وشي الإجابة على تساؤلات أكبر إلى حد بعيد.
يزعم ترامب إن الرسوم التي فرضها هذا العام على واردات صينية بقيمة نحو 250 مليار دولار—وتهديده فرض المزيد—خلقت نفوذا في حربه ضد الممارسات التجارية غير العادلة التي يعتقد إنها ساهمت في الصعود الاقتصادي للصين. لكن لم تتسبب الرسوم حتى الأن في أي تنازلات حقيقية من شي أمام المطالب الأمريكية.
ومن المقرر ان تمضي المفاوضات الأن كمفاوضات قال ترامب نفسه في السابق إن الصينيين يرغبون فيها منذ أشهر والتي نظر لها دائما المتشددون داخل إدارته بتشكيك.
وبعد مغادرة الأرجنتين، لدى كل زعيم قاعدة ناخبين في الداخل يريد إرضائها.
بالنسبة لشي، السؤال الأهم هو كيف يوازن بين المطالب الأمريكية التي في بعض الحالات لها جدوى اقتصادية للصين—مثل فتح الاقتصاد أمام منافسة أكبر—ورفض شعبي للرضوخ للقوى الخارجية.
وبالنسبة لترامب، قال ماثيو جودمان، الذي عمل كمستشار حول أسيا في مجلس الامن القومي تحت حكم الرئيسين باراك أوباما وجورج دبليو بوش، إنه أظهر نوازع متضاربة حول التجارة في أول عامين له في الحكم والتي تأكدت على ما يبدو في نهجه تجاه الصين.
فيستمتع ترامب بقدرته على تعطيل الوضع القائم منذ عقود في التجارة العالمية وإستخدام أدوات لطالما كانت مرفوضة مثل الرسوم الجمركية. وكانت إتفاقية التجارة الحرة المعدلة لأمريكا الشمالية، التي وقعها يوم الجمعة بعد ان هدد في السابق بإلغاءها، مثالا على ذلك، بحسب جودمان. كما كان المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي واليابان التي أسفرت عن هدنة من الرسوم المفروضة عليهما.
وقال جولدمان، الذي يعمل الأن في مركز الدراسات الاستراتجية والدولية، "في مرات كثيرة عندما يقترب من شفا الهاوية حول التجارة يتراجع ترامب خوفا من ردة الفعل". ومع إضطراب الأسواق المالية من احتمال تصاعد الحرب التجارية، كانت هدنة عطلة نهاية الأسبوع مع الصين "مثالا فيه قيدت ردة الفعل المحتملة من السوق يديه".
وربما حتى تضعف يد الرئيس حيث أن إجماع الأراء بين الخبراء الاقتصاديين على ان نمو الاقتصاد الامريكي قد بلغ ذروته هذا العام وهذا يعني ان القدرة على إمتصاص التداعيات من المناوشات التجارية بدون عواقب سياسية ربما تتلاشى. وعلاوة على ذلك، بعد خسائر الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي الشهر الماضي، لم يعد ترامب يتحكم في السياسة الداخلية كما كان في السابق.
وأظهر الديمقراطيون، الذي يستعدون للسيطرة على مجلس النوا بدءا من يناير، علامات يوم الأحد على التدقيق المكثف الذي سيطبقونه على اي اتفاق بين ترامب والصين قبل انتخابات 2020.
وكان النائب بيل باسريل، الديمقراطي من ولاية نيوجيرسي الذي يترأس اللجنة الفرعية للموازنة في مجلس النواب، صريحا في تقييمه. وقال "يتضح ان الحروب التجارية ليس سهلا الفوز بها". "سأشاهد ما إن كانت الهدنة تحقق فعليا نتائج، أم أن ترامب سيفسد الأمور من جديد".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.