جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
ألقي القبض على المديرة المالية لشركة هواوي تكنولوجيز في كندا حول إنتهاكات محتملة للعقوبات الأمريكية على إيران مما أثار موجة غضب في الصين وعقد مفاوضات تجارية شائكة بين واشنطن وبكين في وقت تدخل فيه مرحلة حرجة.
وطلبت سفارة الصين في كندا من الولايات المتحدة وجارتها "تصحيح الأخطاء" وإطلاق سراح "وانزهو مينج"، التي هي أيضا نائبة رئيس هواوي وابنة مؤسسها "رين زتشنغفي". وهوت الأسهم الأمريكية ونظيرتها الأسيوية حيث ان هذا الحادث أشعل من جديد المخاوف حول التوترات الأمريكية الصينية.
ومن المرجح ان ينظر الصينيون لإعتقال مينج كهجوم على أحد أهم رموزهم. ورغم ان علي بابا جروب وتينسنت هولدينجز تهيمنان على الأخبار بفضل النمو الفائق ومؤسسيهما الذين تحولوا إلى مليارديرات، غير ان شركة رين هي أهم شركة تقنية عالمية للصين إلى حد بعيد حيث تمتد أنشطتها عبر أفريقيا وأوروبا وأسيا.
وقال جينج شوانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية يوم الخميس في إفادة صحفية إن الصين تريد من الولايات المتحدة وكندا "أن يوضحا أسباب الإحتجاز والإفراج عن المحتجزة وضمان الحقوق والمصالح القانونية للشخص الموقوف".
وقال إيان مكليود، المتحدث باسم وزارة العدل الكندية، إن مينج تواجه الترحيل إلى الولايات المتحدة، رافضا الخوض في تفاصيل. وألقي القبض عليها يوم الأول من ديسمبر بعد أن فتحت وزارة العدل الأمريكية في أبريل تحقيقا فيما إن كانت الشركة الرائدة في تصنيع معدات الاتصالات قد باعت معدات لإيران رغم عقوبات حظر التصدير لها.
ولم ترد على الفور وزارة العدل الأمريكية على طلب للتعليق يوم الخميس.
وجاء إعتقال مينج في اليوم الذي فيه اجتمع دونالد ترامب وشي جين بينغ في بوينس أيريس، متوصلين إلى هدنة من التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين. لكن هواواي نفسها كانت نقطة خلاف بين واشنطن وبكين.
فتشمل طموحات هواوي الذكاء الإصطناعي وصناعة الشرائح الإلكترونية وصولا إلى اتصالات الجيل الخامس. وأثار المسعى الأخير، الذي يمثل إنطلاقة ضخمة في مستقبل اتصالات المحمول والإنترنت، ضيق الولايات المتحدة وأصبح نقطة مهمة في الممحاولات الأمريكية لإحتواء صعود الصين. وهبطت أسهم عدد من مورديها، من "صني أوبتيكال تكنولوجي" و"لارجان برسيسشن" وصولا إلى "ميديا تك".
وينال رين زتشنغفي، المهندس السابق بالجيش الصيني، الإشادة في الداخل على الإطاحة بأبل من على عرش الهواتف الذكية وتحويل شركة بيع الإلكترونيات إلى منتج لمعدات شبكات الاتصالات بإيرادات تتخطى بوينج. ويأتي اسمه بشكل معتاد بين كبار المديرين التنفيذيين في الصين، وكان من بين 100 رئيس شركة تم تكريمهم على مساهماتهم أثناء إحتفال الدولة بالذكرى ال40 على فتح اقتصادها. وتضاهي تقريبا مكانته في الداخل بيل جيتس أو مايكل ديل في الولايات المتحدة.
وبإستهداف هواوي، تهدد الولايات المتحدة واحدة من الشركات التي تدخل في صميم حملة طويلة الأمد يقودها شي لإنتزاع الريادة في تقنيات المستقبل وإنهاء إعتماد الصين على خبرة الأجانب.
وبعد ان كانت مزود عادي لمعدات الاتصالات، الأن هواوي ثاني أكبر شركة في العالم تصدر هواتف ذكية وتطمح للريادة في شبكات اتصالات الجيل الخامس وفي نفس الوقت تستعد للتفوق على أكبر مصنعي الشرائح الإلكترونية في الولايات المتحدة. وبحسب بعض التقديرات هي أكبر مزود لمعدات الاتصالات لشركات المحمول متفوقة على أمثال إيريكسون مع تنامي مبيعاتها في أوروبا. وأعلنت نيتها التفوق على سامسونج إلكترونيكس في الهواتف أيضا. وتستهدف الشركة مبيعات قياسية تبلغ 102.2 مليار دولار هذا العام.
وفي أغسطس، وقع ترامب على مشروع قانون يحظر إستخدام الحكومة للتكنولوجيا الخاصة بهواوي مستندا إلى مخاوف أمنية، ويفرض حلفاء للولايات المتحدة أو يدرسون تحركات مماثلة. وفي نفس الشهر، حظرت استراليا إستخدام معدات هواوي لشبكات الجيل الخامس في الدولة وفعلت نيوزيلندا الاسبوع الماضي نفس الأمر، مستشهدة بمخاوف أمنية. وتناقش بريطانيا حاليا ما إن كانت تحذو نفس الحذو. وفي نوفمبر، قالت هواوي إن التحركات ضدها ستعوق تطوير الجيل الخامس في الولايات المتحدة وترفع الأسعار على المستهلكين.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.