جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تُشهر إدارة ترامب السلاح الأكبر في مسعاها لإبطاء صعود الصين بما في ذلك من عواقب قد تكون مدمرة لبقية العالم.
وإستهل البيت الأبيض يوم الاربعاء هجوما مزدوجا على الصين، بمنع الشركات التي تعتبر تهديدا على الأمن القومي من البيع إلى الولايات المتحدة والتهديد بإدراج هواوي تكنولوجيز على قائمة سوداء لحظر شراءها مكونات أساسية أمريكية. وإذا نفذت واشنطن هذا التهديد، فقد تقيد تلك الخطوة أكبرشركة تقنية صينية وتخنق نشاط شركات أمريكية عملاقة للشرائح الإلكترونية من كوالكوم إلى مايكرون تكنولوجي، وربما تعطل الكشف عن شبكات اتصالات الجيل الخامس الحيوية حول العالم.
وكتب محللون لدى يوراسيا جروب في رسالة بحثية "قرار إدارة ترامب هو تصعيد خطير مع الصين"، مشيرين إلى أنه إذا تم تطبيقه بالكامل، فسيعرض الشركة نفسها وشبكات عملاء هواوي حول العالم للخطر حيث ان الشركة ستكون غير قادرة على تحديث البرمجيات وإجراء صيانة روتينية وإحلال للمعدات".
ومن المتوقع ان يزيد التهديد المخاوف في بكين من ان الهدف الأكبر للرئيس دونالد ترامب هو إحتواء الصين مما يؤدي إلى حرب باردة طويلة بين أكبر اقتصادين في العالم. وبالإضافة لحرب تجارية أثارت إضطرابات في الأسواق العالمية على مدى أشهر، تضغط الولايات المتحدة على الحلفاء والخصوم لتجنب إستخدام هواوي في شبكات الجيل الخامس التي ستشكل العمود الفقري للاقتصاد المعاصر.
وقالت وزارة التجارة الأمريكية يوم الاربعاء إنها ستدرج هواوي على "قائمة الكيانات" مما يعني ان أي شركة أمريكية ستحتاج رخصة خاصة لبيع منتجاتها إلى أكبر شركة تصنيع معدات شبكات في العالم. ولأن الشركات الأمريكية تهيمن على نشاط أشباه الموصلات، هذا قد يخنق إنتاج هواوي لكل شيء من محطات أساسية للجيل الخامس إلى الهواتف المحمولة. وربما لا تتمكن حتى من إستخدام نظام أندرويد الخاص بجوجل ، أشهر نظام تشغيل في العالم للهواتف الذكية. وأدت خطوة مشابهة العام الماضي ضد زد.تي.إي كورب—ثاني أكبر شركات مصنعة لمعدات الاتصالات في الصين—إلى توقف نشاط الشركة تقريبا.
وقال سكوت كينيدي، الخبير المختص بالصين لدى مركز الدراسات الاستراتجية والدولية، "هذا ربما يؤدي إلى تدمير هواوي". وتابع "لا يمكنكم الإستهانة بخطورة ذلك. إنها أهم شركة وتهديدها بهذا الشكل سيخلق رد فعل ضخم على المستوى الشعبي وأيضا من الحكومة الصينية. وتبقى المحادثات التجارية الثنائية في مهب الريح وهذا من شأنه التسبب في إنهيارها بالكامل".
ويدخل في صميم الحملة المنسقة لترامب شكوك في ان هواوي تساعد بكين في التجسس وفي نفس الوقت تقود طموحات الصين ان تصبح قوة عظمى في التكنولوجيا. وتتهمها وزارة العدل أيضا بإنتهاك عن قصد للعقوبات على إيران، ورتبت العام الماضي لإعتقال الابنة الأكبر لمؤسس هواوي.
وقالت هواوي، التي أنكرت هذه التهم، يوم الخميس إنها "مستعدة وراغبة" في التعاون مع الولايات المتحدة لضمان أمان المنتجات. وذكرت في بيان إن تقييدها من ممارسة عملها "سيخدم فقط في إقتصار الولايات المتحدة على بدائل أدنى في الجودة وأغلى".
وقالت الحكومة الصينية إنها ستتخذ "كل الإجراءات الضرورية" للدفاع عن شركاتها.
ويعد غياب بدائل أحد أسباب انه من غير المؤكد ان الولايات المتحدة ستنفذ تهديدها بحظر هواوي. وإستبعد مراقبون على مدى أشهر هذا الاحتمال، وهو ما يرجع جزئيا إلى أنه سيضر بعض من أكبر شركات التقنية الأمريكية. وتضغط إدارة ترامب أيضا على الحلفاء لحظر معدات هواوي من شبكات اتصالاتهم من أجل أسباب أمنية. ولكن فشل هذا المسعى إلى حد كبير، حيث حتى بريطانيا رفضت الإنضمام لدعوة الولايات المتحدة إلى مقاطعة الشركة.
وإذا أعاقت الولايات المتحدة هواوي بحرمانها من موردين، فأن الدول وشركات الاتصالات حول العالم التي تنفق بالفعل المليارات لبناء شبكات الجيل الخامس ربما تضطر للجوء إلى معدات أغلى من نوكيا وإيريكسون. وسيؤدي تقييد أغلب إمدادات العالم من معدات اتصالات الجيل الخامس إلى إبطاء بناء تقنية تدعم خدمات المستقبل من السيارات ذاتية القيادة إلى المنازل الذكية والأدوية المتطورة.
ويبدو ان هواوي كانت تتوقع هذا الاحتمال. فهي تطور وتصمم شرائحها الإلكترونية منذ سنوات، التي تستخدمها الأن في الكثير من هواتفها الذكية. وأفادت أنباء بأنها حتى تطور برمجيات خاصة بها لتشغيل الهواتف والخوادم.
ولكن في الوقت الحالي، تبقى معتمدة بشكل مكثف على التكنولوجيا الأمريكية.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.