جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
قالت أربعة مصادر مطلعة إن تركيا تدرس نشر منظومة دفاع صاروخي روسية بطول الساحل الجنوبي للدولة، قرب بارجاتها الحربية التي تصاحب السفن التي تستكشف عن الطاقة.
وأضافت المصادر التي طلبت عدم نشر أسمائها لأن القضية حساسة إن بطارية الأس-400 طويلة المدى، التي ربما يتم تسليمها خلال أسابيع، ستعزز بشكل كبير القدرات العسكرية لتركيا في شرق البحر المتوسط، التي فيها تدخل في خلاف مع قبرص البلد العضو بالاتحاد الأوروبي حول إستكشاف الغاز قبالة سواحلها.
والبحر المتوسط ليس فقط الموقع الوحيد قيد النقاش حيث يتم أيضا بحث خيارات أخرى، بحسب ما أشارت المصادر. وإذا تمت الموافقة، سيبعث نشر منظومة الصواريخ في جنوب رسالة قوية لخصوم وحلفاء تركيا بأنها عازمة على حماية مصالحها الأمنية والاقتصادية. ولم يرد المتحدث باسم الحكومة التركية على دعوات للتعليق.
ومن المتوقع ان يناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوجان والرئيس دونالد ترامب منظومة الصواريخ على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان الشهر القادم.
وهددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على أنقرة إذا مضت قدما في صفقة الصواريخ، قلقا من ان إضافة عتاد روسي إلى جيش تركيا العضوه بحلف الناتو قد يمكن موسكو من جمع معلومات إستخباراتية عسكرية حرجة. وحذرت أيضا من ان طموحات تركيا ببدء أعمال تنقيب بحري في منطقة تعتبرها قبرص منطقة اقتصادية حصرية لها "يثيرخطر إثارة التوترات في المنطقة".
وقال محمد سيف الدين إيرول، رئيس معهد البحوث الذي مقره أنقرة ANKASAM، "تركيا تعتبر صواريخ الأس-400 رادع للدفاع عن مصالحها الخاصة بالطاقة في شرق البحر المتوسط التي فيها تصاعد التوترات قد يجعل علاقات تركيا بالولايات المتحدة تصل إلى نقطة الإنهيار". وأضاف "هي تشعر بتهديد متزايد في البحر المتوسط من الدعم الأمريكي والإسرائيلي لقبرص".
وقال وزير الدفاع خلوصي أكار الأسبوع الماضي إن عملا لازال جاريا لتقرير ما إذا كانت منظومة الأس-400 سيتم نشرها. وفي أبريل، قال أكار إن الأس-400 ربما يتم إستخدامها في الدفاع عن العاصمة أنقرة أو المركز التجاري إسطنبول أو قاعدة إنجرليك الجوية الجنوبية أو منشآة صناعية غير محددة. وقالت المصادر إن الموقع غير المعلن قد يكون أول محطةكهرباء نووية لتركيا، تشيدها روسيا في أكويو على ساحل البحر المتوسط.
وقال إيجو كورتوشينكو، رئيس مركز تحليل تجارة الأسلحة العالمية الذي مقره موسكو، " روسيا لم تضع أي شروط بشأن المكان الذي يجب ان تنشر فيه تركيا الصواريخ". وتابع "تركيا دولة ذات سيادة. أردوجان يمكنه نشرها أينما يريد".
وتملك منظومة صواريخ الأس-400، المعروفة أيضا داخل حلف الناتو باسم أس ايه-21 جراولر، رادارات متطورة ومصممة للدفاع عن المجال الجوي من طائرات تستخدمها دول في التحالف العسكري الغربي (الناتو). وأبرز المخاوف الأمريكية هو ان المنظومة الروسية قد تستخدم في جمع بيانات عن قدرات الطائرة المقاتلة من طراز أف-35.
ورفضت تركيا إلغاء إتفاقها مع موسكو وقد يثير نشر الأس-400 على البحر المتوسط قلق الدول الأخرى التي تستخدم الأف-35 في المنطقة، من بينهم بريطانيا وإسرائيل.
وسيمثل تنصيب الصواريخ في تركيا تقدما جديدا في جهود الرئيس فلاديمير بوتين لخلق دور روسي أكبر في الشرق الأوسط.
وبالنسبة لبعض القيادات العسكرية والمدنية في تركيا، يلعب التاريخ دورا مؤثرا أيضا. هم يتذكرون بمرارة حظر أسلحة أمريكي خانق تم فرضه بعد ان غزت تركيا الثلث الشمالي من قبرص في أعقاب محاولة إنقلاب لتوحيد الجزيرة مع اليونان في 1974.
وتم إكتشاف كميات كبيرة من الغاز الطبيعي قبالة سواحل مصر وإسرائيل وقبرص على مدى السنوات العشر الماضية، ومن بين الشركات المستكشفة إيكسون موبيل كورب، مما يعزز الآمال بمركز إقليمي للطاقة. ورغم ذلك، تكافح الشركات للتغلب على العقبات السياسية والقانونية القائمة منذ زمن طويل وإيجاد أسواق تصديرية مجدية.
ورخصت الحكومة المعترف بها دوليا لجمهورية قبرص عدد من الحقول البحرية، البعض منها في مياه متنازع عليها مما أثار تهديدات من تركيا التي تعترض على إستكشاف قبرص بدون إتفاق حول تقاسم حصيلة عائد أي إكتشافات. وتريد تركيا تثبيت حدود بحرية في المنطقة لضمان حقوقها، بالإضافة لحقوق لدولة القبارصة الأتراك التي تعترف بها أنقرة فقط.
وقال أكار للملحقين العسكريين الاجانب على متن فرقاطة تركية خلال مناورات بحرية كبيرة يوم 25 مايو "تركيا لديها أطول ساحل في شرق البحر المتوسط وتنتظر ان تحترم الدول في المنطقة وخارجها حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.