جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
سيخضع تقرير الوظائف الأمريكية المقرر نشره يوم الجمعة لتدقيق خاص من الخبراء الاقتصاديين والمستثمرين ومسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بحثا عن علامات على نقاط ضعف في سوق العمل حيث تلقي التوترات التجارية بثقلها على الاقتصاد وتحفز المراهنات على تخفيضات قادمة في أسعار الفائدة.
ومن المتوقع ان تظهر بيانات وزارة العمل ان نمو الوظائف تباطأ في مايو إلى معدل لازال قويا قدره 175 ألف، بينما ربما إستقر معدل البطالة عند أدنى مستوى في 49 عاما عند 3.6% وصمد نمو الأجور. وهذا سيعطي بعض الارتياح بعدما أظهرت مبيعات التجزئة وإنتاج المصانع ومشتريات المنازل إن الاقتصاد يكافح هذا الربع السنوي بعد نمو أفضل من المتوقع في أول ثلاثة أشهر من العام.
لكن حتى إذا كانت بيانات الوظائف قوية، فإن المستثمرين ربما لازالوا يتوقعون ان يتدهور الوضع مع تأثر المستهكلين بالحرب التجارية المتصاعدة للرئيس دونالد ترامب مع الصين وبعد تهديده بفرض رسوم على السلع القادمة من المكسيك. وأعطت بيانات للقطاع الخاص يوم الاربعاء إشارات متضاربة قبل بيانات الوظائف، فأظهر تقرير أضعف نمو للوظائف في تسع سنوات وأشار تقرير أخر إلى قوة في التوظيف لدى قطاع الخدمات.
وكشف تقرير لوزارة العمل يوم الخميس إن طلبات إعانة البطالة إستقرت دون تغيير الاسبوع الماضي، لتبقى عند مستويات منخفضة نسبيا لكن ترتفع من أدنى مستوى في خمسة عقود الذي تسجل مؤخرا. وفي نفس الأثناء، أشارت بيانات لوزارة التجارة إلى انخفاض حاد في الصادرات والواردات في أبريل مما يسلط الضوء على تأثير التوترات التجارية على الاقتصاد.
وينظر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي للاقتصاد على أنه قوي، لكنهم يقتربون من التفكير في تخفيض أسعار الفائدة وسط بعض بيانات أضعف من المتوقع وتوترات تجارية متصاعدة. وأشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باويل إلى إنفتاحه على تخفيض أسعار الفائدة إن لزم الأمر في خطاب يوم الثلاثاء، بعد ان أصبح جيمز بولارد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سنت لويس أول صانع سياسة يشير إلى تأييده لتخفيض أسعار الفائدة.
وستقيم سوق السندات الأمريكية القراءة الأحدث لسوق العمل في وقت تستقر فيه عوائد السندات القياسية لآجل عشر سنوات أعلى طفيفا من 2%. وتنخفض بحدة عوائد السندات بينما تتصاعد التوترات التجارية ويراهن المتعاملون بشكل متزايد على تيسير الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية في 2019. ويتوقع المتعاملون في العقود الاجلة للأموال الاتحادية تخفيض أسعار الفائدة بأكثر من نصف بالمئة بحلول نهاية العام.
وتواجه عوائد السندات الأمريكية خطر الإنزلاق بشكل أكبر إذا خيبت بيانات الوظائف التوقعات لأن متعاملين كثيرين يعتقدون ان سوق العمل لم تشعر حتى الأن بالتأثير الكامل للرسوم الجمركية.
وفي نفس الأثناء، إختلف خبراء الأسهم حول ما إذا كان تقرير ضعيف سيؤدي إلى تراجعات في الأسهم على قلق بشأن تباطؤ الاقتصاد، أم سيؤدي إلى مكاسب وسط تفاؤل بأن الاحتياطي الفيدرالي سيضيف تحفيزا نقديا.
وسيركز المحللون على ما سيظهره التقرير حول ما إذا كان الضعف العالمي يمتد إلى التوظيف الأمريكي. وحتى الأن، ظل التدهور الناتج عن تباطؤ النمو العالمي والرسوم مقتصرا على القطاع المنتج للسلع.
وإنخفض مؤشر معهد إدارة التوريد لقطاع الصناعات التحويلية إلى أدنى مستوى منذ 2016 في مايو، وتراجعت طلبيات شراء معدات الشركات في أبريل لأول مرة هذا العام. وبلغ متوسط نمو الوظائف في قطاع التصنيع 7 ألاف وظيفة شهريا هذا العام، انخفاضا من 22 ألف في 2018. ويتوقع خبراء اقتصاديون زيادة 3.000 في مايو.
وكان تسارع نمو الأجور على مدى العام الماضي علامة أخرى على قوة سوق العمل. ومن المتوقع ان يستقر نمو الأجر في الساعة عند 3.2% على أساس سنوي، قرب أفضل وتيرة خلال دورة النمو الاقتصادي، بينما يزيد على أساس شهري إلى 0.3%.
ورغم قوة مستمرة عبر مؤشرات رئيسية في سوق العمل، زادت تهديدات ترامب ضد الصين والمكسيك—أكبر شريكين تجاريين—منذ ان تم جمع بيانات الوظائف في مايو. ومن المتوقع ان يتباطأ نمو الوظائف، وهو مؤشر يتأثر بشكل متأخر، هذا العام حيث ان زيادة الرسوم يثير حالة من عدم اليقين لدى الشركات والأسر الأمريكية.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.