جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
هبطت عوائد السندات الأكثر آمانا في أوروبا دون سعر فائدة الودائع لدى البنك المركزي الأوروبي لأول مرة حيث يراهن المستثمرون على تيسير السياسة النقدية.
ونزل عائد السندات الالمانية دون سعر الفائدة البالغ سالب 0.4% الذي يدفعه البنك المركزي على الأموال المودعه لديه (هذه الفائدة السلبية تعني ان البنوك هي من تدفع للبنك المركزي وليس العكس). وهذا يدفع المستثمرين للتوجه إلى الأصول التي تنطوي على مخاطرة مثل السندات الإيطالية واليونانية الذي يؤدي إلى صعود في أسعار السندات الأوروبية هذا الأسبوع. وتنتهز الحكومات هذه الفرصة لتطرح إسبانيا وفرنسا عطاءات ديون بتكاليف إقتراض منخفضة إلى حد قياسي يوم الخميس.
ويدعم الإقبال على عوائد سلبية للغاية وجهة النظر ان أوروبا ربما تسير على خطى اليابان في مواجهة صعوبات لإنعاش معدلات التضخم والنمو الضعيفة. ويتنبأ المحللون إن عوائد السندات ستواصل تراجعاتها على قناعة بأن كريستين لاجارد، التي ستخلف ماريو دراغي كرئيس للبنك المركزي الأوروبي، ستزيد التحفيز سواء من خلال تخفيضات لأسعار الفائدة أو تيسير كمي.
وقالت مارلين واتسون، الرئيس الدولي لإستراتجية أصول الدخل الثابت لدى بلاكروك، لتلفزيون بلومبرج "الأسواق تقول حقا أننا نتوقع المزيد من البنك المركزي الأوروبي". وتابعت "نتوقع لازال ان تنخفض عوائد السندات بشكل أكبر".
وتنضم ألمانيا إلى الولايات المتحدة واليابان وكندا والمملكة المتحدة في انخفاض عوائد سنداتها القياسية دون سعر الفائدة الرئيسي مما يزيد الضغط على البنوك المركزية لضخ سيولة أكبر في الاقتصاد. وهذا ربما يحفز الحكومات على زيادة الإنفاق المالي إذا كانوا يتقاضون فعليا أموالا نظير الإقتراض.
وهبط عائد السندات الألمانية القياسية لآجل عشر سنوات ثماني نقاط أساس هذا الأسبوع إلى مستوى قياسي منخفض عند سالب 0.41%. وتفوقت السندات الإيطالية على نظيرتها الألمانية في الصعود لينحسر الفارق بين الاثنين إلى أقل من 200 نقطة أساس يوم الاربعاء وهو الأقل منذ مايو 2018.
وإنضمت بالفعل السندات القاسية لآجل عشر سنوات في بلجيكا وفرنسا وهولندا إلى نادي أصول الدخل الثابت التي تدر عائدا دون الصفر ، مما يضاف إلى ركام عالمي من الديون سلبية العائد بقيمة 13 تريليون دولار. وباعت فرنسا سندات لآجل 10 سنوات و5 سنوات بإجمالي 10 مليار يورو وبلغ العائد مستويات قياسية منخفضة، بينما باعت إسبانيا ديون قيمتها 3.5 مليار يورو بآجال إستحقاق مختلفة.
ويشتري البنك المركزي الأوروبي حاليا سندات تدر عائدا أقل من سعر فائدة الودائع، لكن الأولوية تعطى للسندات التي لازالت تقدم عائدا حقيقيا. وفي ألمانيا، تتبقى سندات قليلة ضمن تلك الفئة حيث ان عائد السندات لآجل 20 عاما أصبح أيضا يدر عائدا سلبيا هذا الأسبوع، لكن ألمح دراغي إن المركزي الأوروبي قد يعدل القواعد حول مستوى الدين الذي يمكن للبنك إمتلاكها.
وربما تشعر أيضا أسواق السندات بارتياح ان رئيس البنك المركزي الألماني ينز فايدمان لم يحصل على منصب رئاسة المركزي الأوروبي، في ضوء معارضته السابقة للتيسير الكمي. وفي المقابل لاجارد، التي كانت مؤيدا مبكرا للتيسير الكمي لمنطقة اليورو، لديها الخبرة السياسية لأن تبلي بلاء حسنا.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.