Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

جونسون يحقق حلمه، وخطر "البريكست" بدون اتفاق يتزايد

By تموز/يوليو 23, 2019 537

فاز بوريس جونسون، واجهة حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بالسباق لخلافة تيريزا ماي كرئيس وزراء بريطانيا متوليا قيادة دولة تمر بأزمة وحكومة على شفا الإنهيار.

وبعد سباق على الزعامة إستمر لستة أسابيع، الذي قاده من البداية، هزم جونسون البالغ من العمر 55 عاما منافسه جيريمي هنت بأغلبية ساحقة في تصويت لحوالي 160 ألف عضو بحزب المحافظين.

وقال جونسون في خطاب قبوله "أقول لكل المشككين...سنرفع همة الدولة، وسننفذ البريكست يوم 31 أكتوبر، سنستغل كل الفرص التي ستجلب روح جديدة". وأضاف "مثل عملاق نائم سننهض ونتحرر من حبال التشكيك في الذات والسلبية".

وإنخفض الاسترليني للجلسة الثالثة على التوالي حيث أحيا الفوز الكاسح لجونسون القلق حول البريكست مع تحول تركيز السوق إلى التغيرات التي سيدخلها على الدائرة المقربة في الحكومة. وتمثل النتيجة نهاية معركة محتدمة على المنصب الأكبر في السياسة البريطانية وبداية ما يهدد ان يكون مرحلة جديدة قاسية في الحرب الأهلية داخل الحكومة حول البريكست.

وأمام رئيس الوزراء القادم 100 يوما فقط للتفاوض على اتفاق إنفصال جديد مع الاتحاد الأوروبي قبل الموعد المقرر ان تغادر فيه بريطانيا التكتل في نهاية أكتوبر.

ولابد ان يفعل ذلك رغم معارضة من الاتحاد الأوروبي وتمرد متزايد من زملائه، بما في ذلك مجموعة من الوزراء يستقيلون من الحكومة لأنه لا يمكنهم العمل لصالحه. وفي غضون دقائق من فوز جونسون، أكد وزير العدل ديفيد جوك إستقالته من الحكومة.

وبعد ساعة، أعلن أيضا وزير التنمية الدولية روري ستيوارت إستقالته. ويوم الأحد، قال فيليب هاموند إنه سيستقيل كوزير للمالية. ورفض هاموند إستبعاد التصويت لصالح إسقاط حكومة جونسون إذا كان هذا هو السبيل الوحيد لمنع بريكست بدون اتفاق.

ويتعهد المتمردون داخل الحزب الذي يقوده جونسون الأن بالتصدي لسياسته من مغادرة الاتحاد الأوروبي باتفاق أو بدونه بحلول المهلة الصارمة التي تنتهي يوم 31 أكتوبر. ويضاف لمشاكله غياب أغلبية تلقائية لحزب المحافظين في البرلمان—ويريد الحزب الديمقراطي الوحدوي، الحزب الأيرلندي الشمالي الصغير الذي يدعم حزب المحافظين، إعادة التفاوض على شروط مواصلة دعمه.

وحتى مع إستمرار دعم الحزب الديمقراطي الوحدوي، فإن أغلبية جونسون ضئيلة بشكل خطير بعد عدد من الإنشقاقات والهزائم. ويعتقد بعض النواب المحافظين ان إجراء انتخابات عامة أمر حتمي وإن فريق جونسون يدرس خياراته للدعوة لانتخابات مبكرة في الخريف.

ويعد الإنتصار فوزا شخصيا لجونسون، الذي إستقال من منصب مرموق كوزير للخارجية قبل  عام وإعتبره زملاء كثيرون، من بينهم بعض من أنصاره، سياسيا فاشلا قد إنتهى دوره.

وحاول جونسون ان يترشح لرئاسة الوزراء في 2016، عندما إستقال ديفيد كاميرون بعد ان خسر الإستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي. ولكن أُجهضت مساعيه للترشح قبل ان تنطلق عندما إستقال صديقه مايكل جوف كمدير لحملته وقرر الترشح كمنافس لأنه لم يعتقد ان جونسون أهل للمنصب.

وحصل وزير الخارجية الأسبق على فرصة ثانية عندما أقرت ماي في النهاية بفشل محاولتها الوفاء بنتيجة الإستفتاء وإستقالت. ولاقى اتفاق البريكست الذي أمضت ماي عامين تتفاوض عليه مع الاتحاد الأوروبي رفضا ثلاث مرات في البرلمان ولابد ان يجد جونسون  الأن سبيلا لتفادي مصيرها.

وأعلن إن اتفاق ماي للبريكست قد إنتهى وتعهد بتأمين شروط إنفصال أفضل بحلول مهلة يوم 31 أكتوبر للخروج من التكتل.

والهدف الرئيسي لجونسون هو التخلص من شبكة الأمان الخاصة بالحدود الأيرلندية "الباكستوب"، وهو بروتوكول مصمم ليضمن عدم ظهور حدود فاصلة مع نقاط تفتيش وحرس أمني على الحدود البرية بين جمهورية أيرلندا والمملكة المتحدة. وهذا ما يريده منه المتشددون المؤيدون للبريكست.

وقال ستيف بيكر، أحد أبرز المناهضين للاتحاد الأوروبي بحزب المحافظين، في مقابلة إنه "واثق تماما" من ان جونسون سيلتزم بتعهداته. وقال بيكر "أنا سعيد جدا له...أخيرا وضعنا رجلنا في المكان الذي نريده له".

وتكمن المشكلة في ان الاتحاد الأوروبي يرفض تماما تلك التعهدات قائلا ان أي اتفاق خروج لابد ان يشمل شبكة الأمان الخاصة بالحدود الأيرلندية. وإذا لم يتغير شيء، هذا يضع جونسون في طريقه نحو خروج بريطانيا من التكتل في نهاية أكتوبر بدون أي اتفاق على الإطلاق.  

وتعهد بتكثيف التحضيرات للبريكست بدون اتفاق، لضمان الحد من ضرر اقتصادي حتمي وتعطل للتجارة، بقدر الإمكان. ويؤثر الاحتمال المتزايد لحدوث إنفصال فوضوي من الاتحاد الأوروبي على الاسترليني في الأسابيع الأخيرة.

ومن المقرر ان يتولى جونسون من ماي كرئيس للوزراء يوم الاربعاء، عندما يزور الملكة إليزابيث الثانية في قصر بكينجهام لتعيينه رسميا في المنصب. وفي الساعات التي تلي ذلك، من المتوقع ان يعين حكومة جديدة قبل إلقاء خطاب أمام البرلمان حول خططه للبريكست يوم الخميس. وسيتعين عليه ان يقرر ما إذا كان سيمنح أكبر منافسيه جوف وهنت منصبين رفيعين.

وبينما انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي هو أكبر أولوية لجونسون، فإن لديه قضايا أخرى تشغل إهتمامه، من ضمنها تصاعد التوترات مع إيران حول إنهيار الاتفاق النووي وإحتجاز ناقلة نفط بريطانية في الخليج العربي.

وهو يتوارث اقتصادا أضعفه عدم اليقين الذي يثيره البريكست وتباطؤ الطلب دوليا. ولابد ان تعين حكومته أيضا خليفة لمحافظ بنك انجلترا مارك كارني، الذي من المقرر ان يترك منصبه في نهاية يناير.

وفي نفس الأثناء، سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تهنئة جونسون، الذي يعتبره صديق مماثل له في الفكر.

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.