جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تزداد أزمة القطاع الصناعي في ألمانيا سوءا بينما يواجه الاقتصاد هناك خطر الركود وتعني مجموعة من المشاكل المتفاقمة إن فرصة حدوث تحول في المدى القريب تتلاشى.
وقد تراكمت توترات تجارية بجانب ضعف في الطلب الخارجي ومتاعب في صناعة السيارات على مدى الاشهر الاثنى عشر الماضية لتترك أثرها على محرك الاقتصاد الأوروبي. كما قادت قطاع التصنيع للدخول إلى أشد ركود منذ سبع سنوات، وإضطرت بعض كبرى الشركات في الدولة مثل "بي.ايه.أي.أف" و"دايملر" و"كونتيننتال ايه.جي" ان تعترف بهذا الواقع الجديد لنشاط عملها.
وكواحدة من أكبر المصدرين في العالم، تدفع ألمانيا ثمنا غاليا للتباطؤ في التجارة العالمية. ومن المتوقع ان ينمو الاقتصاد بأقل وتيرة منذ ست سنوات في 2019، ولا يرى البنك المركزي الألماني "البوندسبنك" أي علامة على تعافي في الصادرات ويقول حتى البعض إنه يوجد خطر من حدوث ركود.
وينعكس كل هذا عبر الشركات التي تتضطر لتخفيض توقعاتها وسط ضغوط على أنشطة البيع. وقال شركة الأعمال الهندسية Duerr يوم الاثنين انها تواجه "أوضاع اقتصاد كلي أكثر صعوبة". وقالت شركة الكيماويات العملاقة " بي.ايه.أي.اف" في وقت سابق من هذا الشهر ان الصراعات التجارية قوضت النمو العالمي، بالإضافة لنشاط عملها.
وبعيدا عن قطاع التصنيع، تضررت صورة ألمانيا من جراء المشاكل في دويتشة بنك، الذي يستغني عن الألاف من الوظائف، وحذر يوم الاربعاء من إن تدهور نشاطه الخاص بالتداولات يزداد سوءا.
وداخل الصناعة، يتركز أغلب الضعف في قطاع السيارات، الذي فيه ضعف الطلب يضر شركات تصنيع السيارات ومورديها وهو يتزامن مع تحول باهظ التكلفة نحو عالم السيارات الكهربائية. وإستشهدت شركة تصنيع الصلب والفلزات Kloecker يوم الاثنين بصناعة السيارات، بالإضافة "لضعف أكبر في توقعات التطور الاقتصادي العام" عندما خفضت توقعاتها للأرباح.
ويخيم أيضا بظلاله على الصناعة تهديد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم على صادرات الاتحاد الأوروبي من السيارات. وزاد الاتحاد الأوروبي قيمة السلع الأمريكية التي قد يستهدفها برسوم إنتقامية إذا نفذ ترامب تهديده إلى 35 مليار دولار. وبينما السيناريو الأسوأ لازال ممكنا تفاديه، بيد ان التهديد يحدث أثره على معنويات المديرين التنفيذيين.
وقال أندريو بوسومورث المحلل لدى بيمكو في ميونيخ "الغموض حول التجارة هو القوة المهيمنة، وهذا يؤثر بالأخص على دولة مثل ألمانيا. ولكن توجد أيضا جيوب أخرى لعدم اليقين خاصة بأوروبا، مثل المفاوضات على البريكست". "ولدينا دورة نمو اقتصادي وصلت إلى مراحل متقدمة جدا".
والسؤال لألمانيا هو إلى أي مدى سيزداد سوءا التباطؤ، الذي كان متوقعا في السابق ان يكون مؤقتا. وهذا له تداعيات على منطقة اليورو، وصانعي سياسة البنك المركزي الأوروبي الذين بدأوا بالفعل التمهيد لإضافة تحفيز جديد. ومن المتوقع ان يلمحوا بتخفيضات في أسعار الفائدة خلال اجتماعهم في فرانكفورت يوم الخميس.
ودفع القلق حول الاقتصاد، بالإضافة لتوقع تيسير نقدي من المركزي الأوروبي، عائد السندات الألمانية لآجل عشر سنوات للانخفاض صوب سالب 0.37%.
وظهرت علامات مقلقة أيضا لقطاع التصنيع الفرنسي يوم الاربعاء حيث تراجع مؤشر مديري الشراء بقطاع المصانع في يوليو وينبيء الأن بركود. ويبلغ مؤشر منطقة اليورو لقطاع التصنيع أضعف مستوى في ست سنوات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.