جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
صنفت إدارة ترامب رسميا الصين كمتلاعب بالعملة لتصعد بشكل أكبر حربها التجارية مع بكين بعد ان سمح البنك المركزي للدولة ان ينخفض اليوان كرد إنتقامي على رسوم أمريكية جديدة.
وبينما قرار وزارة الخزانةالأمريكية رمزي إلى حد كبير، حيث ان العقوبات المحتملة لا تضاهي في حدتها الخطوات التي إتخذها ترامب بالفعل ضد الصين، إلا انه يسلط الضوء على تدهور سريع في العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم. وأحدث القرار هزة على الفور في الأسواق لتهبط العقود الاجلة لمؤشر اس اند بي 500 أكثر من 1% في أوائل التعاملات الأسيوية.
وبموجب التصنيف، قالت وزارة الخزانة في بيان إن "وزير الخزانة ستيفن منوتشن سيتواصل مع صندوق النقد الدولي لإنهاء التفوق التنافسي غير العادل الذي خلقته الإجراءات الأخيرة من الصين".
ووصف ترامب هبوط اليوان لأكثر من المستوى النفسي الهام 7 يوان للدولار "كتلاعب بالعملة" في تغريدة نشرها في وقت سابق يوم الاثنين. وأشار إنه يود ان يرد بنك الاحتياطي الفيدرالي على تلك الخطوة.
وصعدت الدولتان حربهما التجارية بعد ان عاد منوتشن والممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر من اجتماعات مع نظرائهما في شنغهاي الاسبوع الماضي بدون تقدم نحو اتفاق يعالج الشكاوي الأمريكية بشأن الممارسات الاقتصادية للصين. وأمر ترامب بفرض رسوم 10% على واردات من الصين بقيمة حوالي 300 مليار دولار بدءا من يوم الأول من سبتمبر، باستثناء حدوث إنفراجة في المفاوضات.
وردت الصين في وقت سابق يوم الاثنين سامحةلليوان ان ينخفض وأعلنت إنها ستتوقف عن شراء سلع زراعية أمريكية.
ويأتي تصنيف الدولة كمتلاعب بالعملة بدون عقوبات عاجلة لكن قد يحدث هزة في الأسواق المالية. وتعلن وزارة الخزانة بالفعل تصنيفاتها في تقارير نصف سنوية ترسلها إلى الكونجرس، لكن يأتي إجراء يوم الاثنين خارج إطار هذه العملية، والخطوة التالية منتظر ان تكون في أكتوبر.
ورسميا، يتطلب التصنيف ان تسعى الحكومة الأمريكية إلى مفاوضات مع الحكومة المتهمة بالتلاعب. ولكن شارك بالفعل مسؤولون في بكين وواشنطن في محادثات تجارية لأكثر من عام. وإذا لم يتحقق تقدم بعد عام من التصنيف، قد تواجه الصين عقوبات محتملة من بينها حظر شركاتها من المنافسة على عقود تطرح الحكومة الأمريكية مناقصات عليها.
ويقول مراقبون صينيون ان التحرك الأمريكي سيجعل التوصل إلى حل وسط أمر أصعب للجانب الصيني. ومن المتوقع ان يدخل رئيس الدولة، شي جين بينغ، في مؤتمر سنوي غير رسمي للحزب الشيوعي في منتجع "بيدايخه" المطل على البحر.
وقال بوني جليسر، مدير مشروع سلطة الصين لدى مركز الدراسات الاستراتجية والدولية في واشنطن "التوقيت لا يمكن ان يكون أسوأ من ذلك". وتابع "إمكانية التوصل إلى حل وسط قد إنقضت. يتعنت الجانبان ويهتم الزعيمان في المقام الأول بجمهورهما الداخلي. فالسياسة تأتي في المقدمة".
وقال يي جانغ محافظ البنك المركزي الصيني يوم الاثنين إن الدولة لن تستخدم سعر الصرف كأداة في النزاع المتصاعد. ورغم تطمينات جانغ، تراجع اليوان الصيني في المعاملات الخارجية يوم الثلاثاء إلى مستوى قياسي جديد منخفضا 0.2% إلى 7.1143 للدولار.
وصعد الين مقابل الدولار حيث أقبل المتعاملون على العملة اليابانية كملاذ أمن.
وقال هاري هارهاران، المدير التنفيذي لشركة ان.دبليو.أي مانجمنت التي مقرها نيويورك، إنه إذا إستمر العداء بين واشنطن وبكين، قد تهبط الأسهم الأمريكية 8% إضافية.
وبينما تعهد ترامب بإعلان الصين متلاعب بالعملة خلال حملته الرئاسية في 2016، إلا ان وزارة الخزانة كانت تحجم حتى الأن عن إتخاذ تلك الخطوة. ولم تُصنف الدولة رسميا كمتلاعب منذ 1998.
وقال إيسوار براساد، الخبير الاقتصادي لدى جامعة كورنيل الذي عمل في قسم الصين بصندوق النقد الدولي، إن الصين لازال لا ينطبق عليها معايير وزارة الخزانة للتلاعب. ويقاس تلاعب الدول بالعملة بناء على مستوياتها من العجز التجاري مع الولايات المتحدة وتاريخ التدخل في سوق العملة وموازينها من المعاملات الجارية.
وقال منوتشن في يونيو إن الصين تتدخل في أسواق العملة لدعم اليوان، وحذر إنه قد يصنفها كمتلاعب إذا لم تتوقف. وقال يوم الثامن من يونيو بعد اجتماع مجموعة العشرين في فوكويوكا باليابان "ليست مصادفة في ذهني ان العملة تحركت من تقريبا 6.30 إلى 6.90" مقابل الدولار.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.