جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
أشار الرئيس دونالد ترامب إنه منفتح على القيام بتحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه إيران مقدما أكبر عرض له حتى الأن بالاجتماع مع الرئيس حسن روحاني وربما تخفيف القيود على الجمهورية الإسلامية حتى يتسنى لها إستخدام ثروتها النفطية في الحصول على ائتمان.
وشابهت تعليقات ترامب، في ختام قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في بياريتز بفرنسا يوم الاثنين مساعيه في البداية للتواصل مع كوريا الشمالية—الذي أسفر عن ثلاث اجتماعات مع كيم جونغ اون لكن بدون إتفاق يحدث إنفراجة. ولكن التحرك نحو محادثات مباشرة مع طهران سيكون محفوفا بمخاطر سياسية أكثر منه مع بيونج يانج.
وفي مؤتمر صحفي قبل التوجه من جديد إلى واشنطن، قال ترامب إنه سيجتمع مع روحاني "إذا سمحت الظروف" لمناقشة خلافهما حول الإتفاق النووي المبرم في 2015 والذي إنسحب منه الرئيس الأمريكي. ولم يقدم تفاصيل أكثر.
وقال ترامب "إيران دولة ذات إمكانات هائلة. لا نسعى لتغيير في القيادة، لا نسعى لهذا النوع من التغيير". "يمكننا فعل ذلك (الاجتماع) خلال فترة زمنية قصيرة، أؤمن حقا بأن إيران من الممكن ان تكون دولة عظيمة. أود ان أرى هذا يحدث، لكن لا يمكنهم إمتلاك أسلحة نووية".
وستكون محادثات مباشرة بين ترامب وروحاني أكثر تعقيدا بكثير من التي أجراها الرئيس مع الزعيم الكوري الشمالي. وعلى خلاف كيم، يواجه روحاني مشهدا سياسيا معقدا في الداخل، مع شعور الإيرانيين بالإحباط من تعثر الاقتصاد تحت وطأة العقوبات الأمريكية وإنقسام الساسة الكبار لأغلب الوقت حول ما إذا كانوا يتواصلون مع واشنطن.
وسيحتاج روحاني لدخول محادثات موافقة الزعيم الأعلى أية الله علي خامنئي، الذي لم يشر حتى الأن إلى رغبة في التفاوض مع ترامب. ويرى مستشارون كبار للرئيس الأمريكي، من بينهم وزير الخارجية مايكل بومبيو، ان خامنئي، وليس روحاني أو وزير الخارجية جواد ظريف، لابد ان يتعاطى مع مطالب أمريكية كي يكون التوصل لإتفاق دائم أمرا ممكنا.
وقال باول سوليفان، الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن، إن كوريا الشمالية "ليست دولة ذات أجهزة إدارية معقدة ومجموعات متنافسة، مثل إيران". "وإنما نظام حكم الرجل الواحد".
والإختلاف الرئيسي الأخر هو ان كوريا الشمالية تملك بالفعل أسلحة نووية مما يعطيها نفوذا في مفاوضات الأمر الذي تفتقر إليه إيران حتى الأن.
وعلى الرغم من ذلك، قد يكون عرض ترامب مبتكرا. فلم يجتمع رئيس أمريكي مع زعيم إيراني منذ أكثر من أربعة عقود، منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في 1979 وأزمة الرهائن الأمريكية التي تلت ذلك. وأصبح إنتقاد إيران جزءا أساسيا من السياسة الأمريكية منذ وقتها، وأي خطوة لتحسين العلاقات ستواجه أيضا معارضة كبيرة في الكونجرس وبين حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة مثل إسرائيل والسعودية.
ولكن لطالما أشار ترامب إلى إستعداده كسر التقليد السياسي حول مجموعة من القضايا، لكن من المبكر جدا معرفة ما إذا كانت تعليقاته حول إيران تعكس تغييرا حقيقيا أم إذا كان متشددون داخل إدارته، مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون، سيغرونه بالإبتعاد عن حديث الدبلوماسية.
وتصاعدت بحدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في الأشهر الأخيرة مع إعلان ترامب إنه ألغى ضربات عسكرية تستهدف الدولة في اللحظة الأخيرة في يوليو بعد إسقاط طهران طائرة مسيرة أمريكية فوق الخليج العربي.وإتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف خلف سلسلة من الهجمات على ناقلات نفط. وإحتجزت إيران أيضا سفينة بريطانية في رد إنتقامي واضح على إحتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية، والتي تم الإفراج عنها بعد ذلك.
وفرض ترامب عقوبات قاسية على إيران بعد ان تخلى عن الإتفاق النووي العام الماضي، مماأدى إلى إشعال التضخم وقوض الدعم الداخلي لحكومة روحاني. ووصف إتفاق 2015 "بإسوأ إتفاق على الإطلاق" جزئيا لأنه لم يحظر بشكل دائم برنامج إيران النووي وحتى خفف قيود الأمم المتحدة على برنامجها للصواريخ الباليستية.
وجاءت تعليقات الرئيس في ختام قمة فيها إلتف حوله زعماء أوروبيون راغبون في إيجاد حل عبر التفاوض للتوترات المتصاعدة مع طهران ولازالوا ملتزمين بإنقاذ إتفاق 2015. ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مضيف الحدث، إلى حد دعوة ظريف، وزير الخارجية الإيراني، إلى اجتماع على هامش قمة مجموعة الدول السبع. ولم يتلق ترامب وزعماء أجانب أخرون إخطارا مسبقا بهذه الزيارة.
وقبل ان يتحدث ترامب في فرنسا، أكد روحاني إستعدادا للتفاوض، قائلا في تعليقات متلفزة "يتعين علينا التفاوض، علينا ان نجد حلا، وعلينا ان نحل المشكلة".
وفي إشارة إلى رغبة أوروبية مستمرة في بناء زخم نحو تحقيق إنفراجة، قال ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب يوم الاثنين إنه يآمل ان يرتب لاجتماع بين ترامب وروحاني خلال أسابيع. وقد يكون الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر القادم في نيويورك فرصة لمثل هذا الاجتماع.
ولتأكيد الرسالة بأن فرنسا يمكنها العمل كوسيط لإدخال تحسينات على الإتفاق النووي المبرم في 2015، أعاد ماكرون للأذهان ان المفاوضين الفرنسيين "ترددوا جدا في التوقيع على هذا الإتفاق" لأنه تضمن "عيوبا وتنازلات". ووقتها إعترض مفاوضو إدارة أوباما، بقيادة وزير الخارجية جون كيري، على الإنتقادات الفرنسية.
وبالتطرق لقضية وهي العقوبات النفطية التي روج لها فريق ترامب على إنها من بين أكبر إنجازاته في الضغط على طهران، قال ترامب إنه سيؤيد تقديم ما وصفه "بخطاب ائتمان" إلى إيران، مضمونا بالنفط، لمساعدة الدولة على تلبية إلتزامات مالية في المدى القصير. وقال ترامب عن مقترح ماكرون "سيكون من دول عديدة...وسيرد دفعه على الفور".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.