جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
ربما لم يتفاجأ أحد بسماع ان الصين إتصلت بإدارة الرئيس دونالد ترامب لإستئناف المحادثات التجارية أكثر من الحكومة في بكين نفسها.
وبعد إشارات متضاربة خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال مسؤولون صينيون لوكالة بلومبرج إن مصداقية ترامب أصبحت عقبة رئيسية أمام الصين للتوصل إلى إتفاق دائم مع الولايات المتحدة. وأشاروا إن مفاوضين قليلين فقط في بكين الذين يرون ان اتفاقا ممكن التوصل إليه قبل الانتخابات الأمريكية في 2020، وهو ما يرجع جزئيا إلى إنه من الخطير لأي مسؤول ان ينصح الرئيس شي جين بينغ بتوقيع إتفاق ربما يضرب به ترامب عرض الحائط في النهاية.
وفي تعليقات إرتجالية للصحفيين في قمة مجموعة الدول السبع في فرنسا يوم الاثنين، زعم ترامب ان المسؤولين الصينيين إتصلوا "بمفاوضينا التجاريين" وقالوا "دعونا نعود إلى طاولة التفاوض". وفي مرات ظهور تالية صور هذا المساعي للتواصل كدليل على ان الصين راغبة في إبرام إتفاق: "هم تضرروا بشدة، لكنهم يتفهمون الأن ان هذا الأمر المناسب فعله".
وكل هذا تصدر عناوين الصحف وعزز بشكل مؤقت الأسهم، لكن لم يبد ان المسؤولين في بكين على علم بما يتحدث عنه. والأسوأ من ذلك، أكدت جهوده تصوير الصين على أنها راضخة في المفاوضات بعض أسوأ مخاوفهم حول ترامب: أنه لا يمكن الوثوق فيه لإبرام إتفاق.
وقال تاو دونغ، نائب رئيس مجلس إدارة لدى كريدي سويس في هونج كونج، "التحول في موقف ترامب وسع فجوة الثقة...وهذا يجعل التوصل إلى حل سريع أمرا مستحيلا تقريبا".
وشبه مسؤولان صينيان نهج الولايات المتحدة بما كانت تفعله واشنطن خلال الحرب الكورية، قائلا إنه تضمن قتالا وفي نفس الاثناء تفاوض، وإستخدام المعارك في تسريع المحادثات. وقال ثلاثة مسؤولين إن الصين أعدت خططا طارئة في سيناريو عدم التوصل إلى اتفاق، بما في ذلك وضع شركات أمريكية على قائمتها من الكيانات غير الموثوق فيها وتحفيز الاقتصاد.
وقالت مجددا وزارة الخارجية الصينية يوم الثلاثاء إنه لا علم لها بالمكالمات الهاتفية التي ذكرها ترامب، مكررة تصريح أدلت بها فور تعليقاته. وكان أول من شكك في رواية ترامب هو "هو تشي جين"، رئيس تحرير صحيفة جلوبال تايمز التي يدعمها الحزب الشيوعي، الذي قال يوم الاثنين ان الرئيس الأمريكي يبالغ في أهمية محادثات على مستوى منخفض وإن موقف الصين لم يتغير.
وبينما لازال المسؤولين في بكين مستعدون للدخول في محادثات تجارية، إلا أنهم يستعدون حاليا لإنفصال عن أكبر اقتصاد في العالم—وهو مسعى أصبح أكثر إلحاحا عندما آمر ترامب الشركات الأمريكية عبر تويتر بحثا عن بدائل للصين. وبعد ان إنهارت المحادثات التجارية في مايو، جدد شي دعواته للصين بالسعي نحو "الإعتماد على الذات" في التقنيات الرئيسية وحتى دعا المواطنين للإنضمام إلى "مسيرة طويلة جديدة".
وقال تيم ستراتفورد، رئيس الغرفة التجارية الأمريكية في الصين والمساعد السابق للمثل التجاري الأمريكي، "إنفصال تدريجي يحدث فعليا لأن الشركات يتعين عليها إعداد خطط بديلة عندما يوجد غموض كبير".
وألحق الصراع ضررا بالصين مما فاقم أبطأ نمو الاقتصادي منذ نحو ثلاثة عقود حيث تسعى السلطات أيضا لكبح مخاطر الدين والاستقرار المالي. ومع ذلك، يوجد مجال لدى المسؤولين لتيسير السياسة النقدية بشكل أكبر حيث كشف البنك المركزي الاسبوع الماضي عن إصلاح كبير يهدف إلى خفض تكاليف الإقتراض، وتدرس الحكومة السماح للأقاليم بإصدار مزيد من السندات من أجل استثمار البنية التحتية.
وسياسيا، أصبح المتشددون في الصين أكثر جراءة في كل مرة حطم فيها ترامب هدنة مؤقتة وإستهدف الصين بشكل أكبر، من زيادة الرسوم إلى إدراج شركة التكنولوجيا الرائدة هواوي تكنولوجيز على قائمة سوداء.
وبينما كانت الصين منفتحة على إتفاق يشمل مشتريات أكبر للسلع الزراعية الأمريكية، إلا إنه من غير الممكن سياسيا التوقيع على إتفاق يترك الرسوم العقابية قائمة. ولا يمكنه أيضا الإتفاق على خصخصة أجزاء من الاقتصاد تعد حيوية لسيطرة الحزب الشيوعي على السلطة، مثل شركات معينة مملوكة للدولة.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.