جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
قالت إدارة الرئيس دونالد ترامب إن الولايات المتحدة لن تتدخل عندما يشن الجيش التركي عملية عسكرية ضد حلفاء الولايات المتحدة من الأكراد في سوريا، في تحول كبير في السياسة الأمريكية يثير تساؤلات حول مصير الألاف من السجناء التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد حليفا وثيقا للولايات المتحدة في القتال لدحر تنظيم الدولة. ولكن تعتبر تركيا المسلحين الأكراد في سوريا تهديدا على أمنها القومي وقال الرئيس رجب طيب أردوجان ان قواته مستعدة لبدء قريبا عملية عسكرية ضدهم في شمالي شرق سوريا.
ويمثل القرار تحولا مفاجئا في السياسة الأمريكية، التي وفرت في 2015 دعما جويا للميليشيات الكردية لإستعادة بلدة كوباني المهمة من تنظيم الدولة وبعدها إستخدمت المقاتلين الأكراد كقوات برية في الحملة لتطهير سوريا من التنظيم.
وقد يلقي هذا التحول بظلال أكبر من الشك حول إمكانية الوثوق بالولايات المتحدة في المنطقة، في أعقاب تحولات في السياسة من ضمنها الإنسحاب من اتفاق إيران النووي المبرم في 2015 الذي جرى التفاوض عليه بعناء شديد مع حلفاء لازالوا ملتزمين بالاتفاق.
ودافع ترامب يوم الاثنين عن رغبته إنهاء ما وصفه "بحروب لا تنتهي" للولايات المتحدة، قائلا ان دولته ستحارب فقط من أجل مصلحتها. ولاقت هذه الرغبة ترحيبا من البعض، بينما تركت الحلفاء الذين يعتمدون على مظلة أمنية أمريكية يشعرون بالقلق والتهديد. ويسمح أيضا إنعزال الولايات المتحدة بشكل متزايد لخصوم من بينهم إيران وروسيا تنفيذ سياسات خارجية أكثر عداءا وتوسيع نفوذهم عبر الشرق الأوسط.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد في يناير الماضي تركيا بدمار اقتصادي إذا هاجمت القوات الكردية بعد إنسحاب مخطط له للقوات الأمريكية. وقبلها بشهر، أعلن ترامب بشكل مفاجيء نيته سحب كل القوات الأمريكية من سوريا مما أثار إرتباكا بين الحلفاء وحتى المسؤولين الأمريكيين.
وأدان أحد أشد المؤيدين لترامب، السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، القرار ووصفه بأنه " غير مسؤول وقصير النظر" ووصفه السيناتور ماركو روبيو، وهو نائب جمهوري أخر، "بخطأ جسيم ستكون له تداعيات تتجاوز سوريا".
وقال جراهام لشبكة فوكس نيوز في مكالمة هاتفية "هذا سيؤدي إلى عودة ظهور داعش، والفائز الأكبر من كل هذا هو الإيرانيون، وذلك أمر سيئ جدا".
ويهدف الهجوم الذي يخطط له أردوجان إلى إنتزاع السيطرة على مناطق من ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا وخلق منطقة عازلة داخل سوريا فيها يهدف إلى توطين العديد من 3.7 مليون لاجئا سوريا يعيشون حاليا في تركيا.
ويطلب الرئيس أكثر من 26 مليار دولاركمساعدة لبناء منازل لحوالي مليوني لاجئا سوريا يآمل بإعادة توطينهم. وهذا سيخفف العبء عن الاقتصاد التركي—والإنتقادات التي يواجهها أردوجان في الداخل—في وقت يثير فيه هجوم محتمل من الحكومة السورية على أخر معقل للمعارضة في محافظة إدلب المخاوف من موجة جديدة من نزوح لاجئين إلى الشمال.
وقال ولفانجو بيكولي، الرئيس المشترك لينيو انتليجنس، يوم الاثنين في رسالة بحثية "مشروع الإسكان التي تتصوره السلطات التركية هو كنز محتمل لشركات المقاولات التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم".
وكانت ردة فعل السوق على الأخبار في تركيا متباينة. فإنخفضت الليرة 1.1% مقابل الدولار وتراجعت السندات وارتفعت تكلفة تأمين الدين التركي من خطر التعثر، بينما زادت الأسهم 1.5%. وإتجهت أسهم شركة تصنيع الأسمنت "ماردين سيمنتو" نحو تحقيق أكبر مكسب خلال يومين منذ نحو 20 عاما. ويُنظر للشركة كمستفيد محتمل مع أي مساعي إعادة إعمار تقودها تركيا.
وقالت إدارة ترامب ان تركيا ستتولى مسؤولية أي من المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة الذين قُبض عليهم في المنطقة خلال العامين المنصرمين. ولم تقدم تفاصيل ولم يتضح على الفور ما هي الخطة، إن وجدت، التي إتفق عليها الحليفان للتعامل مع المحتجزين أو كيف سيتم وضعهم تحت حراسة تركيا.
وقال البيت الأبيض في البيان الصادر في وقت متأخر يوم الأحد بعد ان تحدث ترامب مع أردوجان عبر الهاتف "القوات المسلحة الأمريكية لن تدعم ولن تشارك في العملية، والقوات الأمريكية، بعد هزيمة (خلافة) داعش، لن تكون بعد الأن في المنطقة القريبة".
وبالنسبة لأنقرة، تعد وحدات حماية الشعب الكردية عدوا لدودا بسبب صلاتها بحركة إنفصالية تركية أخرى تحاربها تركيا منذ أكثر من ثلاثة عقود. وقال قوات سوريا الديمقراطية، التي وحدات الشعب الكردية مكون رئيسي لها، عبر تويتر ان توغل تركيا "سيجهض المسعى الناجح لدحر" تنظيم الدولة. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن حوالي 12 ألف مقاتلا تابعا لتنظيم الدولة ونحو 70 ألف من أفراد أسرهم، الذين يقبعون حاليا في سجون أو معسكرات، ربما تحررهم "خلايا تابعة لداعش".
وقال أردوجان إن القوات الامريكية بدأت في الإنسحاب من المنطقة الحدودية بعد مكالمته الهاتفية مع ترامب. وقال متحدثا في مطار أنقرة أثناء سفره إلى صربيا ان العدد المعلن للمشتبه بإنتمائهم لتنظيم الدولة في السجون، الذين من بينهم أجانب من ألمانيا وفرنسا، "مبالغ فيه" وأشار إن دراسة جارية لتحديد خطوات لتولي سريعا أمرهم. ولم يخض في تفاصيل.
ويصف ترامب الحملة العسكرية الأمريكية في سوريا بإنتصار كامل، ويروج لذلك بإستمرار في حملة إعادة انتخابه في 2020. وفي نفس الأثناء، يصر على ان الولايات المتحدة لن تتحمل مسؤولية أي من محتجزي تنظيم الدولة ووصل إلى حد التهديد بالإفراج عن هؤلاء المقاتلين للعودة إلى دولهم، التي تشمل عدة دول أوروبية ترفض حكومتهم إستعادتهم.
وذكر بيان البيت الأبيض "الحكومة الأمريكية ضغطت على فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، منهم جاء الكثير من المقاتلين المحتجزين التابعين لتنظيم الدولة، من أجل إستعادتهم، لكنهم لم يقبلوا ورفضوا". "الولايات المتحدة لن تحتجزهم لما قد يكون سنوات طويلة وبتكلفة كبيرة على دافع الضرائب الأمريكي".
وقال بريت ماجورك، المبعوث الأمريكي السابق للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، على تويتر ان بيان البيت الأبيض "يظهر غياب فهم كامل لأي شيء يحدث على الأرض".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.