جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تترك الصين الباب مفتوحا أمام إتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، رغم إحتجاجها البالغ على توقيع الرئيس ترامب على مشروع قانون يدعم المتظاهرين المناهضين لبكين في هونج كونج.
ورغم تصريحات شديدة اللهجة تنتقد ما تصفه بكين بتدخل أمريكي في الشؤون الداخلية للصين، وإستدعاء ثان للسفير الأمريكي خلال أسبوع، لاتزال تريد الصين إتفاقا يساعد في تخفيف الضغط على اقتصادها الأخذ سريعا في التباطؤ. ويفضل ترامب أيضا تعزيز فرص إعادة إنتخابه.
وبعد أيام من إقرار مجلس الشيوخ الأمريكي قانون حقوق الإنسان والديمقراطية في هونج كونج الاسبوع الماضي، كانت حذرت بكين من إجراءات مضادة غير محددة إذا وقع ترامب على مشروع القانون، مما أثار المخاوف من ان الرئيس شي جين بينغ سينسف المحادثات التجارية ليبدو صارما تجاه الولايات المتحدة. وصرح ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع إن المحادثات في "مخاضها الأخير" وأن إتفاقا شبه مكتمل.
ولكن حدث توقيع ترامب يوم الاربعاء بدون أي تحرك حقيقي. وحول المسؤولون الصينيون في المقابل تركيزهم إلى ما إذا كان الرئيس الأمريكي سيطبق أي من الإجراءات التي يتضمنها مشروع القانون، وفقا لمسؤولين مشاركين في صناعة السياسات الاقتصادية. وإنتهزوا عبارة في بيان توقيع ترامب تؤكد على "صلاحياته الدستورية فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية".
وإختار ترامب أيضا وقت المساء قبل عطلة عيد الشكر لتوقيع القانون، وهو توقيت ضمن ألا يحظى ذلك بإهتمام كبير في الولايات المتحدة. ورغم ان توقيعه لازال يجعل المقترح قانونا، إلا ان توقيته يشير أنه يحاول التقليل من شأن التأثير السياسي في الداخل.
وعند سؤاله ما إذا كان توقيع مشروع القانون سيؤثر على المحادثات التجارية، لم يرد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ بشكل مباشر لكن طلب ألا تطبق الولايات المتحدة القانون لأنه يهدد "بتقويض علاقاتنا الثنائية وتعاوننا في مجالات مهمة".
ولم ترضخ حتى الأن بكين للرئيس الأمريكي، الذي كان أكثر تحفظا في دعم المتظاهرين في هونج كونج مقارنة بأعضاء الكونجرس. ويبدو أيضا أن الصين تآمل بقاء المحادثات التجارية في مسارها.
وتحاول بكين فصل القضايا الجيوسياسية عن المفاوضات التجارية. وقال مسؤولون صينيون إنه على الرغم من ان القانون الأمريكي الجديد يجعل من الأصعب من الناحية السياسية ان يوقع الرئيس شي على ما يعرف بإتفاق مرحلة أولى تجاري مع ترامب، إلا ان بيان البيت الأبيض يشير ان الرئيس الأمريكي قد يختار عدم تطبيق القانون إذا أراد ذلك من أجل إبرام اتفاق تجارة مع الصين، على سبيل المثال. وبنى شي صورته كرئيس قوي بتصديه للضغوط الخارجية.
وتشجع أيضا المسؤولون الصينيون بمساعي ترامب نحو التأكيد على إحترامه لشي. وقال ترامب في البيان "وقعت هذا القانون بدافع إحترام للرئيس شي والصين وشعب هونج كونج".
ويدخل التشريع، الذي أقره مجلس النواب ومجلس الشيوخ بتأييد شبه مطلق، تعديلات على قانون يعود لعام 1992. فيتطلب من وزارة الخارجية الأمريكية ان تشهد سنويا بأن هونج كونج تتمتع بحكم مستقل إلى درجة كافية عن بكين للإحتفاظ بمزاياها التجارية مع الولايات المتحدة—وهو تصنيف ساعد المستعمرة البريطانية السابقة ان تحتفظ بمكانتها كمركز مالي عالمي.
ويتفق بعض الخبراء في الخارج مع تأويل بكين انه بينما يعطي القانون الرئيس صلاحيات واسعة لفرض عقوبات وحظر سفر على أفراد يرتكبون إنتهاكات حقوق إنسان في هونج كونج، إلا ان الرئيس يملك بالفعل الكثير من الصلاحيات—ولازال لديه حرية التصرف بعدم تطبيق ذلك.
ويبقى مجهولا ما هي الإجراءات المضادة التي تدرسها الصين. وقال هيو شيجن، رئيس تحرير صحيفة جلوبال تايمز التي تديرها الدولة، على تويتر ان الصين تدرس منع المسؤولين عن صياغة القانون من دخول البر الرئيسي الصيني وهونهج كونج وماكاو. وبإستعارة عبارة ترامب، قال أن "بدافع الإحترام للرئيس ترامب والولايات المتحدة وشعبها".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.