Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha
هيثم الجندى

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

ربما يُقبل الذهب على فترة محفوفة بالمخاطر في ظل سحب البنوك المركزية للسيولة التحفيزية التي قادت أسواق الأسهم لمستويات قياسية مرتفعة.

فمع تسارع تعافي الاقتصاد العالمي، يقلص بنك الاحتياطي الفيدرالي محفظته من السندات ويرفع أسعار الفائدة، في حين يوشك البنك المركزي الأوروبي على تقليص مشتريات السندات. ويجعل هذا السيناريو من الصعب جدا على أصل لايدر فائدة مثل الذهب ان يبلي بلاءا حسنا، بحسب ما قاله تروي جايسكي من سكاي بريدج كابيتال، التي أدارت أصول بأكثر من 11 مليار دولار في نهاية أغسطس.

وقال جايسكي "نحن بعيدون جدا عن سوق صعودية للذهب". ومع ذلك، قد يكون الذهب قد بلغ بالفعل أدناه قبل عدة سنوات ويتداول عرضيا حتى ندخل دورة تيسير نقدي كبيرة أخرى، التي ستأتي عندما يزيد بشكل ملحوظ خطر الركود في الولايات المتحدة".

وبدأ الاحتياطي الفيدرالي أحدث دورة تشديد النقدي في ديسمبر 2015 بإجراء أربع زيادات لأسعار الفائدة حتى الأن ومن المتوقع على نطاق واسع زيادة أخرى الشهر القادم. وبينما ارتفع المعدن النفيس نحو 20% إلى 1273 دولار للاوقية، إلا أن أغلب تلك المكاسب عزت إلى ضعف الدولار وخطر نشوب حرب نووية مع كوريا الشمالية وإلى حد ما خروج بريطانيا الوشيك من الاتحاد الأوروبي. ومؤخرا فقط، أدى قلق بشأن تقدم إصلاحات ضريبيةأمريكية إلى تعثر صعود سوق الأسهم وجدد بعض العزوف عن المخاطر.

وبينما يبدأ الاحتياطي الفيدرالي تقليص محفظته من الأصول، تسير بعض البنوك المركزية الأخرى في نفس الطريق. وأعلن المركزي الأوروبي الشهر الماضي استمرار مشترياته للسندات حتى سبتمبر، لكن بوتيرة 30 مليار يورو شهريا بدءا من يناير، وهي نصف الوتيرة الحالية، بينما رفع بنك انجلترا أسعار الفائدة لأول مرة في أكثر من عشر سنوات في نوفمبر وربما يكثف البنك المركزي الصيني جهوده لتقليص تراكم قياسي للديون في النظام المالي.

وقال جون لافورج، رئيس قسم الأصول الحقيقية في معهد ويلز فارجو الاستثماري الذي مقره فلوريدا، "التحول لنظام نقدي عالمي طبيعي بشكل أكبر يعد سلبيا تماما للذهب". "الذهب، على غرار سلع أخرى كثيرة، يحقق أدائه الأفضل مع سياسات نقدية تيسرية، بما يشمل أسعار فائدة حقيقية منخفضة للغاية. وكلما أصبحت الأنظمة النقدية طبيعية بشكل أكبر، أو أقل تيسيرا، كلما كان من الأصعب على الذهب الصعود".

وبالنسبة لأخرين، هذا الرأي غير قاطع. فلا يوجد ضمان ان زيادات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة ستكبح صعود الذهب في ضوء استمرار غموض جيوسياسي حسبما قال سانديب بيسواس، المسؤول التنفيذي لشركة نيكريست للتعدين، أكبر شركة منتجة للذهب في استراليا، للصحفيين يوم الثلاثاء في ميلبورن.

وقال ماثيو تيرنر، المحلل في ماكواري جروب، "من الارخص إمتلاك أصل لايدر فائدة مثل الذهب عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة، بالتالي يُعتقد ان رفع أسعار الفائدة سلبيا للاسعار. "لكن في الواقع، صعد الذهب في أخر دورة تشديد نقدي، واستقر في الدورتين الاخرتين". وتابع قائلا إن التحليل التاريخي للذهب في دورة تشديد نقدي يظهر أنه "لا يوجد استنتاج أمن".

وخلال دورة التشديد النقدي السابقة من يونيو 2004 حتى يونيو 2006، عندما ارتفعت تكاليف الإقتراض إلى 5.25%، قفز الذهب بأكثر من 50%. وقبل ذلك، ارتفع المعدن نحو 6% عندما قفزت أسعار الفائدة إلى 6.5% بين يونيو 1999 إلى مايو 2000.

وربما يكون هناك تفسيرا. ففي بداية أخر دورة تشديد نقدي، كان الذهب يبلغ حوالي 390 دولار. وقال جايسكي من سكاي بريدج كابيتال إن الاسعار حققت صعودا كبيرا لأنها كانت "الأصل المهمل" لعشر سنوات على الاقل. وأضاف أنه كان هناك أيضا مخاوف في ذلك الوقت من ان القطاع المصرفي يخرج عن السيطرة وان ضغوط التضخم باتت أكثر حدة. الوضع يختلف الأن.    

وأشار جايسكي "يبدو من غير المحتمل ان يرتفع التضخم بشكل قوي فوق 2% إلى 2.5% في أي وقت قريب". "وبينما يشدد الاحتياطي الفيدرالي بشكل أكبر، سترتفع أسعار الفائدة الحقيقية تدريجيا في الولايات المتحدة. بمرور الوقت، نعتقد انه طالما ظل التضخم تحت السيطرة، سنشهد على الاقل ارتفاع طفيف في أسعار الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة. ومن الصعب جدا ان نرى الذهب يحقق أداءا مبهرا في بيئة تتسم بالتشديد النقدي".  

تراجعت الأسهم الأمريكية يوم الثلاثاء بفعل انخفاض أسعار النفط الذي أضر أسهم شركات الطاقة ووسط غموض بشأن الخطط الضريبية للحزب الجمهوري.

وانخفضت أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي بعدما طغى ارتفاع في الإنتاج الأمريكي على بعض التفاؤل من ان تخفيضات الإنتاج التي تقودها منظمة أوبك ستقلص الفارق بين معروض الخام والطلب عليه.

ومع انتهاء موسم الأرباح الفصلية للشركات، تلتقط السوق أنفاسها بعد صعودها لمستويات قياسية الاسبوع الماضي.

ويترقب المستثمرون أي علامات على توافق بشأن السياسة الضريبية الأمريكية بعدما كشف نواب جمهوريون بمجلس الشيوخ النقاب عن خطة الاسبوع الماضي قد تخفض الضرائب على الشركات في موعد أبعد من مشروع قانون منافس لمجلس النواب.

وفي الساعة 1339 بتوقيت جرينتش، هبط مؤشر داو جونز الصناعي 60.85 نقطة أو ما يوازي 0.26% إلى 23.378.85 نقطة وتراجع مؤشر ستاندرد اند بور 9.31 نقطة أو 0.36% إلى 2.575.53 نقطة. وخسر مؤشر ناسدك المجمع 26.93 نقطة أو ما يعادل 0.4% مسجلا 6.730.66 نقطة.

استقر التضخم في بريطانيا عند أعلى مستوى في خمس سنوات ونصف في أكتوبر حيث انخفاض سعر الوقود أبطل أثر ارتفاع تكلفة الغذاء.

وقال مكتب الإحصاء الوطني إن أسعار المستهلكين ارتفعت 3% عن مستواها قبل عام. وكانت توقعات الخبراء الاقتصاديين تشير إلى تسارع التضخم إلى 3.1%.

وأعفى هذا محافظ بنك انجلترا مارك كارني من إرسال خطاب لوزير المالية فيليب هاموند يشرح فيه السبب وراء تجاوز التضخم المستوى المستهدف البالغ 2%، لكن يتوقع مسؤولون ان يتخطى المعدل مستواه الحالي قريبا.

ورفع صانعو السياسة سعر الفائدة الرئيسي لأول مرة في أكثر من عشر سنوات هذا الشهر لمعالجة ارتفاع تكلفة المعيشة.

وعزا تسارع التضخم إلى أسعار الاغذية التي ارتفعت 4.2% في العام حتى أكتوبر وهي أكبر زيادة في أربع سنوات. وارتفعت أسعار الأغذية 0.6% على أساس شهري. وتعكس تلك القفزة ارتفاع في أسعار الواردات ناتج عن انخفاض بنحو 12% في الاسترليني منذ الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي العام الماضي.

وتسجلت أيضا زيادة في أسعار الكهرباء بعدما رفع مرفق سنتريكا تعريفة الكهرباء بواقع 12.5%.

وجاءت الضغوط النزولية من انخفاض أسعار البنزين، لتتراجع تكلفة وقود السيارات 0.4% على أساس شهري مقارنة مع قفزة بلغت 2.3% قبل عام.

وتراجع الاسترليني بعد نشر البيانات ليضعف 0.3% إلى 1.3081 دولار في الساعة 9:32 بتوقيت لندن.

وربما يقترب التضخم من ذروته وقال البنك المركزي أنه يتنبأ بتباطؤ في الاشهر المقبلة وخلال 2018. وسيعطي هذا ارتياحا للمستهلكين البريطانيين الذين يشهدون تراجع قوتهم الشرائية مع فشل نمو الأجور في مواكبة التضخم.     

ارتفعت أسعار الجملة الأمريكية 0.4% في أكتوبر و2.8% مقارنة بالعام السابق مسجلة أكبر زيادة سنوية في أكثر من خمس سنوات في مؤشر على ان تحسن الاقتصاد ربما بدأ أخيرا يُحيي ضغوط التضخم.

وقالت وزارة العمل إن زيادة الشهر الماضي في مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس ضغوط التضخم قبل ان تصل للمستهلك، تطابق زيادة بلغت 04% في سبتمبر. وكان الارتفاع من أكتوبر 2016 هو الأكبر منذ فبراير 2012. وعزت الزيادة على مدى الاثنى عشر شهرا الماضية إلى قفزة بنسبة 7.6% في أسعار الطاقة.

لكن استقرت أسعار الطاقة من سبتمبر حتى أكتوبر. وارتفعت أسعار الغذاء 0.5% في أكتوبر وهي أكبر زيادة منذ يونيو. وعند استثناء أسعار الأغذية والطاقة المتقلبة، ارتفعت أسعار الجملة 0.3% في أكتوبر مقارنة بشهر سبتمبر.

وارتفعت أسعار المنتجين أكثر مما كان يتوقع الخبراء الاقتصاديون في أكتوبر. ومنذ أزمة الركود في 2008، بات التضخم أقل بشكل متواصل من المستهدف السنوي لبنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. لكن يتوقع اقتصاديون كثيرون ان ترتفع ضغوط الاسعار مع تحسن الاقتصاد. وجاء النمو الاقتصادي عند معدل سنوي قوي قدره 3% أو أعلى في كل من الفصلين السابقين، وتراجع معدل البطالة إلى 4.1% وهو أدنى مستوى في نحو 17 عاما.

 

 

تسارع نمو الاقتصاد الألماني في الربع الثالث مما يبقي أكبر اقتصاد أوروبي في طريقه نحو تحقيق أفضل أداء سنوي منذ 2011.

وقفز الناتج المحلي الاجمالي 0.8% في تسارع من الأشهر الثلاثة السابقة ومقارنة مع متوسط التوقعات في مسح بلومبرج عند 0.6%. وقادت الصادرات والاستثمار الرأسمالي هذا التوسع الاقتصادي، كما حقق صافي التجارة مساهمة إيجابية.

ويؤكد التقرير توقعات البنك المركزي الألماني "البوندسبنك" بأن يواصل الاقتصاد زخمه القوي من النمو للنصف الثاني من العام. ويلقى هذا النمو دعما من انتعاشة في منطقة اليورو ويعزز توقعات الاقتصاد العالمي، رغم أن هذا يعني أيضا ان ألمانيا ربما تستنفد طاقتها القصوى بما له من تداعيات على ضغوط التضخم.

ولطالما كانت ألمانيا محركا للنمو في منطقة اليورو بفضل قوة الطلب الداخلي وانتعاش الصادرات لكن تلحق بقية دول المنطقة بركبها. وتقلصت الفوارق بين الدول الأعضاء إلى أدناها في تاريخ المنطقة، وقالت المفوضية الأوروبية الاسبوع الماضي إن المنطقة المؤلفة من 19 دولة ستنمو هذا العام بأسرع وتيرة في عشر سنوات.

وزاد الناتج المحلي الاجمالي في التكتل 0.6% في الربع الثالث بحسب تقدير مبدئي لمكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات".

ويرجع الفضل للبنك المركزي الأوروبي في نهوض الاقتصاد من جديد على أقدامه بعدما أسفرت أزمة دين سيادي عن بطالة قياسية وشبه إنكماش في الأسعار، وهددت بقاء الاتحاد النقدي. وقال فيتور كونستانسيو نائب رئيس المركزي الأوروبي يوم الاثنين إن صانعي السياسة النقدية كانوا "ناجحين جدا" في إنعاش الاقتصاد من خلال تخفيضات في أسعار الفائدة وبرامج تحفيزية. 

وزعم زميله بالمجلس التنفيذي للبنك بينوا كوير ان انتعاشة المنطقة هو ربما الأقوى في نحو عقدين من حيث "القوة والتوازن"، مما يخلق مجالا لتطبيق إصلاحات هيكلية في الوقت الذي يقلص فيه صانعو السياسة تحفيزهم النقدي.

والرغبة في تلك الإجراءات يتم اختبارها حاليا في ألمانيا، التي فيها دخلت المستشارة أنجيلا ميركيل الشوط الأخير من محادثات مبدئية لتشكيل حكومة جديدة مع استمرار تباعد مواقف الأحزاب المشاركة في مفاوضات معقدة متعددة الأطراف.

ومن شأن أي قرارات يتخذها شركاء حكومة ائتلافية في المستقبل حول ما إذا كانوا يخفضون الضرائب أو يخصصون مزيدا من التمويل للتعليم والبنية الأساسية الرقمية ان يؤثر على أفاق نمو ألمانيا. ويبدو ان معدل النمو الاقتصادي على مدى العامين القادمين سيتجاوز الوتيرة محتملة الاستمرار على المدى الطويل. 

انخفضت حيازات الأجانب من أذون الخزانة المصرية لأول مرة منذ ان عومت الدولة الجنيه قبل عام حيث تجاوز حجم السندات المستحق آجالها حجم المشتريات الجديدة في مؤشر محتمل على ان الطلب على الديون المصرية مرتفعة العائد قد بلغ ذروته.

وقال سامي خلاف، رئيس قسم الدين العام في وزارة المالية، عبر الهاتف لوكالة بلومبرج إن المستثمرين الأجانب يمتلكون 330.9 مليار جنيه (18.8 مليار دولار) قيمة أذون خزانة اعتبارا من السابع من نوفمبر مقابل 333.6 مليار جنيه قبل أسبوع. وأشار ان تدفق الأموال الجديدة والرغبة قد تجديد السندات المستحق آجالها ربما ينحسران بسبب عوامل موسمية.

وقال خلاف "مازلنا نشهد مشتريات من المستثمرين الأجانب، لكن آجال الاستحقاق هذا الربع السنوي أكبر من الربع السابق". "نحن ندخل أيضا على موسم عطلات لذلك من الطبيعي ان نرى نشاطا أقل من الصناديق الاجنبية".

ويشير هذا التباطؤ ان بعض المستثمرين خصصوا كل ما في مقدورهم لمصر. واستقبلت الدولة أكثر من 18 مليار دولار في سوقها للسندات منذ ان رفعت السلطات أغلب القيود على العملة وخفضت الدعم لتحصل على قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي في نوفمبر 2016.

ومنذ حينها، فقد الجنيه حوالي 50% من قيمته مقابل الدولار مما أدى إلى صعود التضخم لأكثر من 30% وهو أعلى مستوى منذ عقود. ورد البنك المركزي برفع أسعار الفائدة 700 نقطة أساس ليصل العائد على أذون الخزانة لأكثر من 22%.

ويوم الجمعة، رفعت وكالة ستاندرد اند بورز نظرتها المستقبلية لتصنيف مصر إلى "إيجابية" من "مستقرة" مما يعكس إمكانية رفع التصنيف الائتماني للدولة  إذا إلتزمت بخطتها من الإصلاحات. وتصنف الوكالة حاليا مصر عند درجة "بي سالب"، أقل بست مستويات من الدرجة الاستثمارية.

وقال خلاف ان المستثمرين كانوا مشترين في عطاءات السندات يومي الأحد والخميس، لكن رفض الكشف عن أرقام. وارتفع العائد على أذون الخزانة لآجل 3 أشهر و9 أشهر هذا الاسبوع إلى 18.47% و17.83% على الترتيب مقابل 18.39% و17.71% الاسبوع الماضي.

ومن المزمع ان يعلن البنك المركزي المصري قراره بشأن أسعار الفائدة الرئيسية يوم الخميس. ويتوقع كافة الخبراء الاقتصاديين الستة الذين استطلعت بلومبرج أرائهم ان يبقى سعر الفائدة دون تغيير عند 18.75%.

قال طارق عامر محافظ البنك المركزي يوم الاثنين إن تدفقات العملات الأجنبية على البنوك المصرية وصلت إلى 80 مليار دولار منذ ان حرر البنك المركزي سعر صرف الجنيه العام الماضي.

وتخلى البنك المركزي عن ربط الجنيه بالدولار عند 8.8 جنيه في نوفمبر 2016 في إطار اتفاق للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي يهدف إلى إنعاش الاقتصاد.

وكانت الغاية من هذا الإجراء جذب تدفقات من العملة الاجنبية والقضاء على سوق سوداء للدولار إمتصت العملة الصعبة من القطاع المصرفي.

أشاد فيتور كونستانسيو بالبرنامج التحفيزي للبنك المركزي الأوروبي قائلا إن صانعي السياسة كانوا "ناجحين للغاية" في إنعاش اقتصاد منطقة اليورو وفي نفس الوقت حذر من ان المهمة لم تنته بعد.

وقال نائب رئيس المركزي الأوروبي في كلمة له في فرانكفورت يوم الاثنين "اقتصاد منطقة اليورو يشهد تعافيا قويا ومتماسكا وواسع النطاق". "لكن نعلم ان تلك العملية مازالت تعتمد على دعم سياستنا النقدية. هذا التعافي لا يعتمد على نفسه حتى الأن وبالتالي لابد من التحلي بالصبر".

وتتجه منطقة العملة الموحدة التي تضم 19 دولة نحو تحقيق أسرع توسع اقتصادي في عشر سنوات والفوارق في معدلات النمو  بين الدول الأعضاء هي الأقل في تاريخ المنطقة. ولكن في نفس الوقت، يبقى التضخم أقل كثيرا من مستهدف المركزي الأوروبي وهو السبب وراء تقرير صناع السياسة الشهر الماضي تمديد برنامجهم لشراء السندات حتى سبتمبر على الأقل.

وقال كونستانسيو ان تقديرات المركزي الأوروبي تشير ان إجراءاته الخاصة بالسياسة النقدية ستعزز الناتج الاقتصادي لمنطقة اليورو بحوالي 1.7 نقطة مئوية من 2016 حتى 2019. وقال أن هذا أعلى مما حققه البنك المركزي في دورات تعافي اقتصادي سابقة.

وحتى مع بقاء أسعار الفائدة دون الصفر واقتراب مشتريات السندات من 2.5 تريليون يورو (2.9 تريليون دولار)، قال نائب رئيس البنك المركزي أنه لا توجد علامات تذكر على أثار جانبية سلبية واسعة النطاق على الاقتصاد. وأشار إلى مخاوف أقل حدة، مثل أسعار المنازل في بعض المدن الكبرى في ألمانيا، لكن رأى ان المركزي الأوروبي كان محقاً في الخطوات التي إتخذها.

تراجع الاسترليني لأدنى مستوى في أسبوع مقابل الدولار يوم الاثنين متضررا من مخاوف سياسية تجعله يتجه نحو تسجيل أكبر خسارة يومية في أحد عشر يوما.

وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" ان 40 نائبا من حزب المحافظين الذي تتزعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي اتفقوا على التوقيع على خطاب يدعو لحجب الثقة عن ماي وهذا أقل بثمانية فقط من العدد المطلوب لإجراء انتخابات على زعامة الحزب.

ويرى محللون إن هذا التحرك من المتوقع ان يضعف موقف ماي في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وانخفض الاسترليني 0.56% إلى 1.3114 دولار بعد نزوله في تعاملات سابقة إلى 1.3188 دولار وهو أدنى مستوى منذ السادس من نوفمبر. وتراجع أيضا دون متوسط تحركه في 100 يوم وهو مستوى فني مهم.

وارتفع الدولار طفيفا مقابل سلة من العملات الرئيسية اليوم معوضا بعض خسائره بعد الانخفاض 0.6% الاسبوع الماضي.

وتفرض مؤخرا المخاوف من احتمال تأجيل تخفيض مقترح للضريبة على الشركات حتى 2019 ضغوطا على الدولار لكن تماسكت العملة الخضرراء اليوم قبل نشر بيانات اقتصادية محلية مهمة، تشمل أرقام التضخم ومبيعات التجزئة، في وقت لاحق من هذا الاسبوع.

ولم يسجل اليورو تغيرا يذكر مع ترقب المستثمرين مؤتمرا يوم الثلاثاء ربما يكشف فيه رؤساء بنوك مركزية رئيسية رؤيتهم بشأن الاقتصاد العالمي.

وسيشكل رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي ورئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين ومحافظ بنك اليابان هاروهيكو كورودا ورئيس بنك انجلترا مارك كارني حلقة نقاش في المؤتمر الذي يستضيفه المركزي الأوروبي في فرانكفورت.

وتراجع الدولار الكندي أمام نظيره الأمريكي ليقلص بعض المكاسب التي حققها في الاونة الاخيرة.

أوروبا لم تعد الحلقة الأضعف في الاقتصاد العالمي.

تحظى بالفعل منطقة اليورو التي تضم 19 دولة بأقوى معدل نمو في عشر سنوات ويعلن الأن خبراء اقتصاديون في كريدي سويس جروب وأوكسفورد ايكونوميكس أن المنطقة تتجه نحو فترة ذهبية من التوسع الاقتصادي المصحوب بتضخم منخفض.

ويعد هذا التحول مذهلا لمنطقة خرجت من الأزمة المالية العالمية لتسقط في أزمة دين سيادي وبطالة قياسية وشبه إنكماش في الاسعار هدد بقاء الاتحاد النقدي. وبينما لم تعوض المنطقة حتى الأن أغلب ما فقدته خلال تلك السنوات المظلمة ومازال نمو الإنتاجية لديها ضعيفا، إلا ان الانتعاشة الاقتصادية تحافظ على الأقل على الأمل ببدء تلاشي بعض الأثار السلبية.

وقال ناثان شيتس، الخبير الاقتصادي الدولي السابق في بنك الاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة الأمريكية، "نمو منطقة اليورو في أحسن حالاته". "أصدقائنا في القارة يجب ان يتمتعوا بذلك، بعد مجاعة طويلة".

وقال أنجيل تالافيرا، الخبير الاقتصادي لدى أوكسفورد ايكونوميكس في لندن، إن هذا التحسن أمامه مجال واسع للاستمرار. ورفعت المفوضية الأوروبية الاسبوع الماضي توقعاتها للنمو في 2017 إلى 2.2% من 1.7% قدرته في مايو.

وفي تقرير يوم الاثنين، قال صندوق النقد الدولي إن النمو عبر المنطقة الأوروبية—التي تشمل منطقة اليورو بالإضافة للاقتصادات النامية في وسط وشرق أوروبا—يحمل تأثيرا إيجابيا على بقية دول العالم. وقال الصندوق أيضا ان تلك التوقعات الأكثر تفاؤلا تمثل أغلب التعديل الصعودي لتقديراته الخاصة بالاقتصاد العالمي المعلنة في أكتوبر.

وبالنسبة لمنطقة اليورو، رفع خبراء اقتصاديون استطلعت وكالة بلومبرج أرائهم توقعاتهم للنمو ثماني مرات هذا العام. ومن المتوقع ان تظهر بيانات مقرر نشرها يوم الثلاثاء ان المنطقة إكتسبت المزيد من الزخم في الربع الثالث بالتوسع 0.6% وهي وتيرة أسرع من متوسطها طويل الأمد بحسب "بلومبرج ايكونوميكس".

وقال تالافيرا، بعد أكثر من أربع سنوات من التوسع الاقتصادي ، تشير أغلب المؤشرات ان اقتصاد منطقة اليورو مازال في منتصف دورته". "ومع غياب صدمة مفاجئة، نتوقع سنوات أكثر من النمو الاقتصادي".

وذهب بينوا كوير صانع السياسة بالبنك المركزي الأوروبي الاسبوع الماضي إلى حد أبعد بقوله انه من حيث التوازن والقوة، الاقتصاد في أفضل حالاته منذ مولد اليورو في 1999 على الرغم من أنه دعا الحكومات لتطبيق المزيد من الإصلاحات لتدعيم الاقتصاد.

وكان البنك المركزي الأوروبي هو الداعم الرئيسي لتلك الحلقة المثمرة بتصديه لأزمة الديون وإنخراطه في سياسة نقدية بالغة التحفيز، ونفذتها الشركات والأسر في القارة. فقد فاقت أرباح الشركات التوقعات وبلغت ثقة المستهلك أعلى مستوى منذ 2001.

وتتناقض تلك التوقعات المشرقة لمنطقة اليورو مع توقعات بريطانيا التي فيها الغموض المحيط بالانفصال الوشيك عن الاتحاد الأوروبي يخنق الاستثمار ويضعف الاسترليني. وإنكمش الفارق بين السندات الحكومية لآجل 10 أعوام ولآجل عامين إلى حوالي 80 نقطة أساس هذا العام في بريطانيا، بينما توسع لأكثر من 110 نقطة أساس في ألمانيا في مؤشر على مستوى الثقة في أكبر اقتصاد أوروبي.

لكن لازالت أثار سلبية تترسخ في منطقة اليورو. فنمو الإنتاجية أبعد ما يكون عن المستويات التي تسجلت في بداية الألفية وربع الشباب لا يجدون وظيفة والبطالة في دول الأطراف للمنطقة مازالت تتخطى ال 10%. وحتى مع الوتيرة الحالية، ربما سيبقى النمو  هناك أقل منه في الولايات المتحدة.  ويبقى التضخم عند 1.4% في سبتمبر دون مستهدف المركزي الأوروبي عند أقل قليلا فحسب من 2%.

ولم يصل تأييد العملة الموحدة—رغم صعودها—لأعلى مستوياته الذي تسجل في 2007 وتتقدم أحزاب سياسية مشككة في المشروع الأوروبي. فأصبح حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض لليورو ثالث أكبر حزب في البرلمان الألماني بعد انتخابات جرت في سبتمبر. ويكتسب الحزب الشعبوي "حركة الخمس نجوم" في إيطاليا قوة قبل انتخابات عامة العام القادم.

وربما تسبب صدمات سياسية أخرى، مثل محاولة إقليم كاتالونيا الاستقلال عن إسبانيا، في اضطرابات جديدة. وقد أشار رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراغي إن الصدمات الجيوسياسية الدولية هي مصدر تهديد رئيسي.

ولتحصين الاقتصاد، أعلن المركزي الأوروبي في أكتوبر أنه سيواصل شراء ديون القطاعين العام والخاص لأغلب العام القادم ولن يرفع أسعار الفائدة لفترة طويلة بعدها ليوفر بذلك سياسية نقدية توسعية.

وفي ظل غياب علامات تذكر على تسارع نمو الاسعار، قال نورديا بنك الاربعاء الماضي أنه لا يتوقع أي زيادات في أسعار الفائدة قبل ديسمبر 2019 بعد ان ينهي دراغي فترته.