Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

شراكة الصين وروسيا تتوج بخط أنابيب غاز يتحدى النفوذ الاقتصادي لواشنطن

By كانون1/ديسمبر 02, 2019 906

من المقرر ان يبدأ خط أنابيب بطول 1.800 ميلا توصيل الغاز الطبيعي الروسي إلى الصين يوم الاثنين. ويعد خط الأنابيب الذي تكلف 55 مليار دولار إنجازا للبنية التحتية في الطاقة وللإدارة السياسية.

وخط الأنابيب  المسمى"قوة سيبريا"، الذي هو مشروع الطاقة الأكبر لروسيا منذ إنهيار الاتحاد السوفيتي، هو ارتباط فعلي يقوي عهدا جديدا من التعاون بين قوتين عالميتين تتحديان على نحو منفصل الولايات المتحدة.

وتوسع بكين وموسكو، بعد سنوات من الخصومة والشكوك المتبادلة، شراكة اقتصادية وإستراتجية تؤثر على السياسة العالمية والتجارة وأسواق الطاقة. وفي نفس الأثناء، تخوض بكين حربا تجارية مع واشنطن، وتزداد العلاقات بين روسيا والغرب فتورا.

وقالت إيريكا داونز، الزميلة بجامعة كولومبيا والمحللة السابقة للطاقة بوكالة الاستخبارات المركزية (سي.أي.ايه)، "تكاتف روسيا  والصين يوجه رسالة بأن هناك بدائل للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة".

وسيقود الرئيسان فلاديمير بوتين وشي جين بينغ مراسم الإفتتاح عبر دائرة تلفزيونية مغلقة "الفيديو كونفرنس". ووصف شي الزعيم الروسي "بأقرب وأوثق صديق" بين أقرانه من الزعماء الأجانب.  

وتحتاج روسيا، التي لديها أكبر احتياطي مؤكد من الغاز في العالم، تدفقات نقدية حيث يرزح إقتصادها تحت وطأة عقوبات غربية. ومن جانبها، تريد الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، تلبية إحتياجاتها من الوقود وتريد إنهاء الإعتماد على الفحم.

وقال بوتين في أكتوبر "الصين تحتاج موارد طاقة، وروسيا لديها هذه الموارد". "هذه شراكة طبيعية تماما، وستستمر".

وإنطلق هذا التعاون بعد ان فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو بعد سيطرتها على شبه جزيرة القرم في أوكرانيا في 2014. وفي مواجهة عقوبات مؤلمة، توجه الكريملن إلى دول لن تتخلى عنه.

وضمت روسيا بشكل رسمي القرم في مارس 2014. وتمت تسوية اتفاق خط الأنابيب في مايو من ذلك العام، في إتفاقية توريد غاز بقيمة 400 مليار دولار وقعها بوتين وشي.

ومنذ حينها إمتد التعاون إلى العلاقات العسكرية. وفي سبتمبر 2018، شاركت القوات الصينية والروسية في مناورات مشتركة وكانت تلك أول مرة تدعو موسكو دولة خارج الحلقة المغلقة من الحلفاء السوفيتيين السابقين إلى أكبر مناورات عسكرية لها على الإطلاق.

ووصلت التجارة بين روسيا والصين إلى مستوى قياسي في ذلك العام إذ تخطت 100 مليار دولار، بحسب بيانات الحكومة الروسية.

وفي يونيو، أبرمت شركة هواوي تكنولوجيز الصينية إتفاقا مع شركة الاتصالات الروسية "أم.تي.إس" لتطوير شبكة إتصالات الجيل الخامس في روسيا، بينما هي مدرجة على قائمة سوداء لحظر التعامل معها في الولايات المتحدة.

وفي أوائل نوفمبر، صنفت لجنة الاتصالات الاتحادية الأمريكية هواوي وشركة زد.تي.اي الصينية "تهديدا للأمن القومي". ويحظر  القرار على الشركات الأمريكية إستخدام دعم إتحادي لشراء أو صيانة منتجات من هاتين الشركتين. وتعتزم هواوي الطعن على القرار، وقال مؤسسها هذا الشهر ان شركته "يمكنها مواصلة أعمالها بشكل جيد جدا بدون الولايات المتحدة".

وبينما تسعى موسكو إلى تقليص إعتماد اقتصادها على الدولار، أصبح اليوان الصيني الجزء الأكبر من احتياطي النقد الأجنبي لروسيا إذ زادت حصة العملة الصينية إلى 14.2 بالمئة في مارس من 5 بالمئة قبل عام، وفقا للبنك المركزي الروسي. ويساعد هذا التحول في تعزيز التجارة بدرجة أكبر حيث تتطلع روسيا إلى تعاملات أكبر مع الصين باليوان.

ولكن هذا التحالف له تحدياته. فمن الممكن ان يتضرر  هذا التعاون من تنافس على النفوذ في مناطق مثل أسيا الوسطى. هذا وشهد مؤخرا الشرق الأقصى لروسيا  إحتجاجات على مشاريع تمولها الصين، مثل مصنع لتعبئة المياه في منطقة بحيرة بايكال وتقطيع الأخشاب في غابات سيبريا. ووصف السكان المحليون تدفق الزائرين والمشاريع "بالغزو الصيني".

ويعطي الاقتصاد الصيني الأكبر حجما بكثير، ثماني أضعاف الاقتصاد الروسي، نفوذا أكبر لبكين في العلاقات التجارية، بينما ينظر البعض في روسيا للصين كالشريك الأصغر في العلاقة.

وتعطي أيضا الإستفادة الجديدة من الغاز الطبيعي الروسي نفوذا لبكين في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة بجعل الصين أقل إعتمادا على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي الأغلى سعرا بشكل عام. وكانت شحنات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي تنمو سريعا قبل ان تفرض الصين رسوم إستيراد بنسبة 10 بالمئة العام الماضي. وبعد ان زادت بكين الرسوم إلى 25 بالمئة في مايو، توقفت شحنات الغاز الطبيعي إلى الولايات المتحدة.

وقال هو كيجون، رئيس بيترو تشينا، أكبر شركة منتجة للنفط والغاز في الصين، في أغسطس وفقا لصحيفة ساوث تشينا بوست "لولا الحرب التجارية، كانت ستصبح الولايات المتحدة مصدر نمو واعد جدا في توريد الغاز للصين". وتزيد الشركة استثمارها في مشاريع غاز روسية، بحسب ما أضاف هو.

وعند سؤاله عن تجارة الطاقة بين الصين وروسيا، قال المتحدث باسم الشركة إنه "من المنطقي ان يشتري الغاز بناء على الطلب الفعلي وتكاليف الشراء".

وسيظل دخول الصين إلى سوق الغاز الصينية عقبة رئيسية أمام منتجي الغاز الطبيعي المسال الأمريكيين حتى إذا توصلت واشنطن وبكين إلى إتفاق تجاري وخفضا رسوم إستيراد الطاقة.

وقالت أنا ميلكوسا، محللة الطاقة في معهد بيكر للسياسة العامة التابع لجامعة رايس، "بمجرد ان تمد خط أنابيب، هذه حرفيا تكلفة غارقة (بمعنى ان ما تم إنفاقه لا يمكن استعادته)". "هذا سيغلق بعض الأبواب في وجه الغاز الطبيعي المسال الأمريكي".

وسيربط مشروع قوة سيبريا، الذي شيدته وتشغله في روسيا شركة جازبروم المملوكة للدولة، حقول غاز سيبريا بالمراكز الصناعية الشمالية للصين، ممتدا عبر تضاريس صعبة—مستنقعات وجبال وأراض دائمة التجمد في درجات حرارة تصل إلى سالب 80 درجة فهرنهايت.

وفي محطة ضغط أتامانسكايا، التي فيها سيتم ضغط الغاز قبل دخوله إلى الصين بمسافة 90 ميلا، سار المهندس بافيل فيسنين بين عشرات من الصمامات والصنابير وأشار إلى علامة باللون الأبيض على الأرض تشير إلى أنبوب بطول 4 أقدام وقطره 9 بوصات يمر تحتها.

وتابع "خط الأنابيب كبير جدا إلى درجة أنه يمكنني السير داخله بدون تقريبا ان أحني ظهري".

 ويعظم التعاون في قطاع الطاقة مع روسيا نفوذ بكين في القطب الشمالي، الذي فيه تتنافس الولايات المتحدة وكندا وأخرون على طرق شحن وموارد. وأصبح الأن للصين، التي ليس لديها حدود في القطب الشمالي، مقعدا على الطاولة.

 وإستثمرت بكين مليارات الدولارات في مشاريع غاز كبيرة لموسكو في القطب الشمالي عند شمالي خط أنابيب قوة سيبريا. ودخلت كوسكو للشحن القابضة، أكبر شركة صينية للسفن القادرة على الإبحار في المحيطات، في مشروع مشترك مع نظيرتها المملوكة للدولة في روسيا "بي.ايه.أو سوفكومفلوت"، لتشغيل أسطول ناقلات غاز كاسحة للجليد.

ولسنوات، كانت الشراكة في قطاع الطاقة بين روسيا والصين واحدة من الإمكانات غير المستغلة يقوضها تاريخ من الشكوك والخصومة حول اختلافات في الأيدولوجية وتنافس على ريادة العالم الشيوعي. وشمل هذا إشتباكات على الحدود وإنقطاع العلاقات خلال الحرب الباردة.

وإنطلق أخيرا خط أنابيب نفط، كان مطروحا للنقاش منذ السبعينيات، في 2009. وكان أيضا التقدم في خط الغاز بطيئا ليعوقه بشكل متكرر خلافات حول التسعير وغياب بنية تحتية.

ومنذ إتفاق الغاز في 2014، تزيد موسكو أيضا صادراتها من النفط إلى الصين إلى حد كافي لتحدي السعودية كأكبر مورد خام للدولة.

وسيبدأ مشروع قوة سيبريا بتصدير 5 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي هذا العام ويزيد تدريجيا إلى 38 مليار متر مكعب بحلول 2025، ما يعادل إستهلاك الغاز السنوي للبرازيل.

ومن المتوقع ان تصبح الصين أكبر مستورد للغاز الطبيعي في العالم العام القادم وتمثل أكثر من 40 في المئة من نمو الطلب العالمي على الغاز حتى عام 2024، وفقا لوكالة الطاقة الدولية. ومع مشروع قوة سيبريا، قد تلبي روسيا نحو 10 بالمئة من طلب الصين على الغاز بحلول 2024، وفقا لبيانات وكالة الطاقة الدولية.

وتناقش الحكومتان بالفعل مشروعا أخر وهو خط أنابيب غاز يمر عبر منغوليا. وقال ألكسندر جابوف، العضو البارز بمؤسسة الأبحاث مركز كارنيجي موسكو، أن شراكة الطاقة علامة على توافق جيوسياسي أوسع نطاقا.

وأضاف "الطاقة تحقق مكسبا متكافئا لروسيا والصين، من الناحية الاقتصادية والناحية الاستراتجية".

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.