جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تقفز أسعار القمح من الولايات المتحدة إلى روسيا، لتصل إلى مستوى قياسي في أوروبا وتتسبب في زيادة تكاليف الخبز في جميع أنحاء العالم. وربما لن تهدأ الأسعار بدرجة تذكر في المدى القريب.
وقد تضرر محصول القمح—الذي يتم زراعته على مساحة أراضي أكبر من أي محصول أخر—من حالات جفاف وصقيع وأمطار غزيرة هذا العام في دول مصدرة رئيسية. وهذا كبح الإمدادات المستخدمة في كل شيء من مقرمشات البيتزا والخبز الفرنسي "الباغيت" إلى النودلز الأسيوية والكسكسي الشمال أفريقي، مما وصل بالأسعار القياسية في بورصة شيكاغو إلى أعلى مستوى منذ نحو ثماني سنوات.
وهذا ليس فقط يهدد برفع فاتورة سلع البقالة –بل يسبب للبنوك المركزية صداعاً أكبر من التضخم ويثير خطر أن تزداد سوءاً معدلات الجوع العالمي التي هي بالفعل عند أعلى مستوى منذ سنوات عديدة. ويكمن مبعث القلق في أن محاصيل كبيرة منتظرة في الأرجنتين واستراليا لن تخفف بالكامل نقص المعروض، وأن الحقول في دول أخرى يبدأ فقط زراعتها.
من جانبه، قال كارلوس ميرا، رئيس أبحاث سوق السلع الزراعية في رابو بنك بلندن، "ربما نشهد مزيداً من الصعود". "كلما ارتفع السعر، كلما زاد الخوف في السوق وزاد الشراء المذعور".
وارتفع القمح 1.1% إلى 8,0575 دولار للبوشل في بورصة شيكاغو يوم الثلاثاء، بعدما لامس أعلى مستوى منذ ديسمبر 2012، بينما وصلت العقود الاجلة في باريس إلى مستوى قياسي 297 يورو (345 مليون دولار) للطن.
وبينما لدى العالم كميات كبيرة من القمح، فإن الكثير منه مخزن في دول مثل الصين، التي تصدر القليل منه للخارج. ومن المتوقع أن تنكمش المخزونات في أكبر سبع دول مصدرة—وهو مقياس أفضل للمعروض المتاح—إلى أدنى مستوى منذ ثماني سنوات. وبدأت للتو الأرجنتين واستراليا حصد المحصول، لكن سيستغرق الأمر أشهر طويلة قبل إعادة تزويد صوامع نصف الكرة الشمالي بإمدادات من المحصول القادم.
إجراءات حماية تجارية
وبدأت روسيا—أكبر مصدر للقمح الموسم الماضي—فرض ضريبة على الصادرات هذا العام لتأمين إمدادات وكبح التكاليف في الداخل، وأشارت إلى احتمال اللجوء إلى تحديد حصة مبيعات للخارج. وساعد ذلك على إبطاء الشحنات ودعم الأسعار في أماكن أخرى، بينما أعطى موردين منافسين فرصة للإستحواذ على حصة أكبر من السوق.
احتياجات الاستيراد
على الرغم من أن مصر أكبر بلد مستورد للقمح أحجمت بشكل مؤقت عن قبول أسعار مرتفعة الشهر الماضي، إلا أن الشهية من المستوردين تبقى قوية، مع حجز السعودية أكثر من ضعف الكمية المتوقعة في أحدث مناقصاتها. وتخزن عادة الدول إمدادات تكفي لبضعة أشهر، لكن لا يمكن للحكومات أن تجازف بإستنزاف مخزوناتها قبل مواسم الحصاد الرئيسية القادمة.
ويصبح ارتفاع الأسعار تحدياً أكبر. فألقى الرئيس التركي باللوم على سلاسل المحال التجارية في حدوث قفزة في تكاليف الغذاء، فيما تستعد مصر لزيادة أسعار الخبز الذي تدعمه لمواطنيها ولا تتوقع تونس أي تراجع في تكاليف القمح الصلب (الدوروم) حتى حصاد العام القادم.
ارتفاع تكاليف الأسمدة
وبينما صعود سعر القمح يعد خبراً ساراً للمزارعين، إلا أن التكاليف التي يتحملوها ترتفع أيضا. فتقفز أسعار الأسمدة من أوروبا إلى أمريكا الشمالية بفعل نقص في الإنتاج، مما يهدد بالإضرار بحصاد الموسم القادم.
ويمثل القمح الشتوي أغلب الإمدادات عبر نصف الكرة الشمالي، وبينما إنتهت إلى حد كبير زراعة البذور، فإن المزارعين يحتاجون لتخزين المواد المغذية للنباتات الأن لتحسين ناتج المحصول والجودة في الربيع.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.