هبط اليورو وارتفع الين يوم الاثنين (بتوقيت نيوزيلندا) وسط ضبابية كبيرة تكتنف السوق بعدما كشفت الدول الغربية في عطلة نهاية الأسبوع عن عقوبات قاسية على روسيا بسبب غزو أوكرانيا، بما في ذلك ضد بنكها المركزي.

وخسر اليورو أكثر من 1% مقابل الدولار جراء مخاوف بشأن مخاطر على الاقتصاد الاوروبي، بينما صعد الين—الملاذ الأمن التقليدي في أوقات الاضطراب—حوالي 0.2%. فيما تراجعت العملات المرتبطة بالسلع والاسترليني. ونزلت البيتكوين، أكبر عملة مشفرة في العالم، إلى دون 38 ألف دولار.

ويترقب المستثمرين بقلق بالغ بدء التداول في الأسهم والسندات والذهب والسلع مثل النفط، مع لازال إقتراب خام برنت من 100 دولار للبرميل.

وتعزل بشكل أكبر العقوبات الأشد حدة روسيا الغنية بالسلع عن التمويل العالمي بالسعي إلى منع بنكها المركزي من إستخدام احتياطياته من النقد الأجنبي في التغلب على أثر العقوبات. وتستبعد أيضا العقوبات بعض البنوك الروسية من نظام سويفت الذي يدعم معاملات مصرفية بتريليونات الدولارات.

وتزيد الخطوات ضد البنك المركزي الشكوك حول قدرته على دعم النظام المالي الروسي والروبل. كما ربما يترك الإقصاء من نظام سويفت فجوات في الأعمال المصرفية الدولية التي تتطلب من السلطات النقدية إمداد السوق بالدولار، وفق زولتان بوزار المحلل في كريدي سويس.

ويتسبب الصراع المتصاعد في أوكرانيا والعقوبات الغربية المتزايدة في هزات عبر الاقتصاد العالمي ويخيمان بظلالهما على الأسواق. وتثير الحرب خطر إشعال التضخم من خلال تهديد تدفقات موارد أساسية مثل القمح والطاقة والمعادن، بما يفاقم ضغوط الأسعار المرتفعة في زمن الجائحة والتي تطارد تعافي الاقتصاد العالمي.

ويتسطّح منحنى عائد السندات الأمريكية، في إشارة إلى أن المستثمرين يتوقعون نمو أبطأ وتضخم مستمر. والسؤال المهم هو كيف ربما يؤثر كل هذا على خطة الاحتياطي الفيدرالي لسلسلة من زيادات سعر الفائدة تبدأ في مارس. وكان إنحسار السيولة قد أثار تقلبات في الأسواق الرئيسية قبل أزمة أوكرانيا.

ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون أوكرانيون وروس على حدود بيلاروسيا، بعد ساعات من وضع الرئيس فلاديمير بوتين القوات النووية لروسيا في حالة تأهب قصوى. من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن شكوك حيال المحادثات.

وفي روسيا، إصطف المواطنون في طوابير عند ماكينات النقود حول البلاد لسحب نقد أجنبي، متخوفين من إنهيار الروبل. فيما خفضت وكالة اس اند بي للتصنيفات الدولية يوم الجمعة التصنيف الائتماني للسندات الروسية إلى دون الدرجة الاستثمارية.

في نفس الأثناء، تخارجت شركة بي.بي من حصتها في روسنيفت أكبر شركة نفط روسية ، الذي ربما يترتب عليه ضرر مالي يصل إلى 25 مليار دولار. بالإضافة لذلك، بدأت النرويج عملية تخارج من الأصول الروسية من صندوقها للثروة السيادي البالغ حجمه 1.3 تريليون دولار. كما يغلق الاتحاد الأوروبي مجاله الجوي في وجه الطائرات الروسية.

ويترقب المتعاملون شهادة في الكونجرس من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باويل هذا الأسبوع، وتصريحات من مسؤولين أخرين بالفيدرالي، حول توقعات السياسة النقدية.