
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
هبطت أسهم شركات التقنية بشكل حاد بعدما فرضت الحكومة الأمريكية قيودًا جديدة على تصدير رقائق شركة انفيديا إلى الصين، إلى جانب تقرير أرباح مخيب للآمال من شركة ASML الهولندية لمعدات صناعة الرقائق، الأمر الذي أضعف التوقعات المستقبلية لقطاع أشباه الموصلات، وتسبب في محو أكثر من 180 مليار دولار من القيمة السوقية للشركتين وحدهما.
وانخفض سهم انفيديا بنسبة بلغت 7.5% بعدما حذرت الشركة من أنها ستسجل حوالي 5.5 مليار دولار من التكاليف المرتبطة بذلك في الربع الأول من سنتها المالية. كما تراجعت أسهم ASML بنسبة 5.9%. ويُذكر أن عمليات البيع المكثفة في أسهم شركات أشباه الموصلات على مدار الأشهر الثلاثة الماضية تسببت بالفعل في خسارة نحو تريليوني دولار من القيمة السوقية.
وقامت إدارة الرئيس دونالد ترامب بحظر تصدير رقائق H20 من انفيديا إلى الصين، في تصعيد جديد لمعركة التكنولوجيا بين واشنطن وبكين. كما أعلنت شركة ادفنست مايكرو ديفيسيز Advanced Micro Devices (AMD) أن قيود التصدير تنطبق كذلك على منتجاتها MI308، وقدّرت أن هذا القرار سيؤثر عليها بنحو 800 مليون دولار. وتهاوى سهم AMD بنسبة 8.1%.
وفي وقت لاحق زادت ASML من قلق المستثمرين بعدما سجلت طلبات شراء أقل من التوقعات، وأشارت إلى أنها لا تستطيع تقدير تأثير الرسوم الجمركية الجديدة بشكل دقيق.
وقال بن بارينغر، محلل قطاع التكنولوجيا لدى شركة Quilter Cheviot رغم أن ASML سجلت أداءً جيدًا على صعيد الإيرادات، إلا أن نتائج الطلبات جاءت مخيبة للآمال في وقتٍ تعاقب فيه الأسواق هذا النوع من الأداء تحت وطأة حالة عدم اليقين"، وأضاف: "ومع القيود الجديدة على رقائق انفيديا، يتفاقم المشهد المعقد الذي يواجهه رؤساء شركات التكنولوجيا حاليًا، دون مؤشرات على انفراجة قريبة."
وتعكس هذه التطورات كيف باتت الرسوم الجمركية تؤثر سلبًا بالفعل على كبرى الشركات العالمية. حيث تراجع مؤشر ناسدك 100بنسبة 1.3% يوم الأربعاء، فيما هبط مؤشر فيلادلفيا لقطاع أشباه الموصلات بنسبة 3%.
كما دفعت حرب ترامب التجارية المحللين الاقتصاديين إلى خفض توقعاتهم لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مما زاد من حالة الضبابية بشأن مستقبل الطلب على كل شيء من الهواتف الذكية إلى الحوسبة.
وكانت الشكوك تحوم حتى قبل فرض واشنطن رسوماً إضافية — والتي سرعان ما تراجعت عنها لاحقًا — حول ما إذا كانت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وميتا ستواصل شراء رقائق انفيديا بنفس الوتيرة خلال 2025.
وجاء تراجع حجوزات الشراء لدى ASML أكبر من المتوقع ليزيد المخاوف بشأن تباطؤ محتمل في الطلب على الذكاء الاصطناعي. وستتجه أنظار المستثمرين إلى نتائج شركة TSMC التايوانية يوم الخميس.
ورغم تأكيد إدارة ASML تفاؤلها طويل الأجل، قال جاكوب فالكنكرون، رئيس استراتيجيات الاستثمار العالمية في ساكسو إن "خيبة الأمل في الطلبات فجرت جدلًا جديدًا حول ما إذا كان الإنفاق المحموم على الذكاء الاصطناعي من عمالقة مثل جوجل وانفيديا ومايكروسوفت بدأ يهدأ."
وتعرضت شركات أشباه الموصلات — الحساسة بطبيعتها للدورات الاقتصادية — لأكبر الأضرار ضمن السوق هذا العام. حيث انخفض مؤشر مصنعي الرقائق بنسبة 22% في 2025، مقارنة بتراجع نسبته 9.1% في مؤشر اس آند بي 500.
وتُعد القيود الجديدة على صادرات انفيديا إلى الصين بمثابة ضربة إضافية لصناعة تعاني بالفعل من توترات جيوسياسية واضطرابات في سلاسل الإمداد.
وقال تومو كينوشيتا، استراتيجي الأسواق العالمية لدى انفيسكو أسيت مانجمنت، إن هذه القيود مدفوعة بالقلق الأمريكي من صعود الصين في قطاع الإلكترونيات، ومن المرجح أن تتحول إلى سياسة دائمة". وأضاف: "ومن المتوقع أن يكون لها تأثير سلبي كبير على سلسلة توريد أشباه الموصلات."
ومن بين موردي انفيديا في آسيا، تراجعت أسهم شركة SK Hynix الكورية بنسبة 3.7%، وانخفضت أسهم TSMC التايوانية بنسبة 2.7%، كما هبطت أسهم شركة Advantest اليابانية لمعدات الرقائق بنسبة 6.6%.
وعلى الجانب الآخر، أثارت القيود الواسعة مخاوف في الصين من مزيد من التضييق على وصولها إلى معدات التكنولوجية العالمية. إذ تحظر واشنطن بالفعل تصدير الرقائق والمعدات الأحدث إلى بكين، فيما تُعد رقاقة H20 إصدارًا مخففًا صُمم خصيصًا ليكون أقل قوة من النماذج الرائدة.
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في KCM Trade سيدني: "هذه القيود تذكرنا بمدى هشاشة أسهم التكنولوجيا أمام العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة والصين فيما يتعلق بأشباه الموصلات". وأضاف: "هناك اعتماد كبير على رقاقة H20 من قبل كبار اللاعبين في قطاع التكنولوجيا الآسيوي، وأي تحركات قد تؤثر على المعروض ستضغط على أداء القطاع بأكمله."
وانخفضت أسهم شركات التكنولوجيا الصينية المدرجة في الولايات المتحدة خلال تعاملات ما قبل الافتتاح، حيث تراجعت أسهم علي بابا بنسبة 3.5%، وبايدو بنسبة 1.1%.
في المقابل، واصلت الصين مساعيها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع التكنولوجيا، رغم أن شركاتها لا تزال متأخرة كثيرًا عن قادة الصناعة العالميين أمثال انفيديا.
ومن بين أسهم شركات الأجهزة الصينية التي خالفت اتجاه الهبوط في آسيا يوم الأربعاء، ارتفعت أسهم Hua Hong Semiconductor بنسبة 0.6% في هونغ كونغ، وصعدت أسهم Advanced Micro-Fabrication Equipment بنسبة 2.5% في شنغهاي.
وقال فيي-سرن لينغ، العضو المنتدب في Union Bancaire Privée: "ابتكار الذكاء الاصطناعي في الصين يشهد طفرة، وقرار حظر H20 لن يوقفه — بل قد يُسرّع من الاعتماد على الرقائق المحلية". وأضاف: "صحيح أن رقائق الذكاء الاصطناعي المحلية لا تضاهي أداء H20 من انفيديا، لكن هذا ليس هو لبّ القضية. فقد تمكنت الصين من تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مبتكرة رغم القيود الأمريكية."
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.