
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
محت تقريباً القفزة التي سجلتها أسعار الجملة في الولايات المتحدة الشهر الماضي احتمال إقدام بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض كبير للفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في سبتمبر، رغم بقاء التوقعات قائمة بخفض بمقدار ربع نقطة مئوية الشهر المقبل، يتبعه خفض آخر في أكتوبر.
وقالت وزارة العمل الأمريكية، عبر مكتب إحصاءات العمل، يوم الخميس، إن أسعار المنتجين في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 0.9% في يوليو وسط قفزة في تكاليف السلع وكذلك الخدمات مثل تجارة الجملة للآلات والمعدات. هذه الزيادة، التي تجاوزت توقعات الاقتصاديين بشكل كبير، قد تنتقل إلى المستهلكين الذين لم يشعروا حتى الآن بزيادة قوية في الأسعار بشكل عام، رغم أن إدارة ترامب صعّدت من الرسوم الجمركية على الواردات.
وقال بن آيرز، كبير الاقتصاديين في شركة "نيشنوايد": "نتوقع انتقال تأثير الرسوم الجمركية بشكل أكبر إلى أسعار المستهلكين في الأشهر المقبلة، مع احتمال ارتفاع التضخم بشكل طفيف خلال النصف الثاني من عام 2025".
وسيكون ارتفاع تضخم الخدمات مصدر قلق خاص لصانعي السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي مثل أوستن جولسبي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، الذي قال الأربعاء إنه يراقب عن كثب مؤشرات تدل على تسرب التضخم إلى الأسعار خارج نطاق السلع المتأثرة مباشرة بالرسوم الجمركية. وأضاف أن ارتفاع تضخم الخدمات، الذي ظهر أيضاً في بيانات أسعار المستهلكين الصادرة يوم الثلاثاء، يشير إلى أن التضخم قد يتحول إلى مشكلة أكثر استدامة.
أما وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، الذي يقود عملية البحث عن بديل لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، فقد كان يدفع نحو خفض أكبر للفائدة الشهر المقبل، مستشهداً باعتدال التضخم، لكنه قال الخميس إن البنك المركزي الأمريكي قد يبدأ بخفض بمقدار ربع نقطة مئوية.
وقبل صدور البيانات، كان المتعاملون يرون احتمالية تبلغ نحو 3% لخفض الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، مع تركيز معظم الرهانات على خفض بمقدار ربع نقطة مئوية. وبعد صدور البيانات، ألغى المتعاملون رهاناتهم على خفض بمقدار 50 نقطة أساس.
وقالت ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، والتي أشارت في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أنها أصبحت أكثر انفتاحاً على فكرة خفض أسعار الفائدة في ظل ضعف سوق العمل، لصحيفة وول ستريت جورنال في تقرير نُشر يوم الخميس، إن خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس سيبعث برسالة بوجود حاجة ملحة بشأن سوق العمل، وهو ما لا تشعر به حالياً.
وقال سوافومير سوروتشينسكي، رئيس قسم الدخل الثابت في شركة كراون إيجنتس إنفستمنت مانجمنت، بعد صدور البيانات: "لقد كان الأمر أشبه بسكب دلو من الماء البارد جداً على رؤوس المطالبين بخفض بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر".
وقفزت عوائد السندات الأمريكية لأجل عامين، التي تتأثر بأسعار الفائدة، بأكثر من خمس نقاط أساس بعد صدور البيانات، وسجلت في آخر التعاملات 3.722%، أي بزيادة تفوق ثلاث نقاط أساس مقارنة بيوم الأربعاء. كما ارتفعت عوائد السندات القياسية لأجل عشر سنوات بنحو نقطتين أساس خلال اليوم لتسجل 4.264%.
وقال كريس زاكرلي، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة نورلايت أسيت مانجمنت: "الارتفاع الكبير في مؤشر أسعار المنتجين هذا الصباح يظهر أن التضخم يتدفق عبر الاقتصاد، حتى وإن لم يشعر به المستهلكون بعد".
وأضاف في مذكرة: "بالنظر إلى أرقام مؤشر أسعار المستهلكين المعتدلة يوم الثلاثاء، فإن هذه الزيادة المفاجئة وغير المرحب بها على الإطلاق من المرجح أن تقوّض بعض التفاؤل بخصوص خفض الفائدة المؤكد تقريباً الشهر المقبل".
ومن المقرر أن يحصل الاحتياطي الفيدرالي على جولة أخرى من بيانات التضخم وتقرير وظائف جديد قبل اجتماعه المقرر يومي 16 و17 سبتمبر.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.