
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
ارتفعت أسهم شركة Advanced Micro Devices (AMD) بشكل حاد بعد أن وقّعت الشركة اتفاقًا مع "أوبن ايه آي" OpenAI لتوفير بنية تحتية للذكاء الاصطناعي، في صفقة قد تدرّ على AMD عشرات المليارات من الدولارات من الإيرادات الجديدة.
ووفقًا لبيان مشترك صدر يوم الاثنين، فقد وقّعت الشركتان اتفاقًا نهائيًا تستعين بموجبه OpenAI بما يعادل 6 غيغاواط من وحدات المعالجة الرسومية (GPU) التابعة لـ AMD على مدى عدة سنوات.
كما منحت AMD شركة OpenAI حق شراء ما يصل إلى 160 مليون سهم بسعر رمزي يبلغ سنتًا واحدًا للسهم، أي ما يعادل نحو 10% من إجمالي أسهمها القائمة، على أن تُستحق هذه الأسهم تدريجيًا عند تحقيق مراحل معينة من الأداء. وتشمل تلك المراحل أهدافًا تتطلّب استمرار ارتفاع سعر سهم AMD، إذ ترتبط إحدى الشرائح بسعر سهم يبلغ 600 دولار، بينما أُغلق السهم يوم الجمعة الماضي عند 164.67 دولارًا.
وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة AMD، ليزا سو، في اتصال هاتفي يوم الاثنين: "على OpenAI أن تبذل جهدًا كبيرًا لضمان نجاح عمليات الاستعانة (بالرقائق) الخاصة بنا. أردنا التأكد من أن لديهم الحافز الكافي لنجاح AMD أيضًا. فكلما وسّعت OpenAI استخدام تقنياتنا، ازدادت إيراداتنا، وفي المقابل يشاركوننا المكاسب."
قفزت أسهم AMD بنسبة 38% لتصل إلى 226.71 دولارًا في تداولات نيويورك، وهو أكبر ارتفاع يومي للسهم منذ أكثر من تسع سنوات، في حين تراجعت أسهم Nvidia بنسبة 2.3%.
تُعد هذه الصفقة أحدث اتفاق ضخم لمراكز البيانات توقعه OpenAI، في إطار سعيها لتوسيع قدراتها الحاسوبية، وسط رهان غير مسبوق من قطاع التكنولوجيا على أن الطلب المتسارع على أدوات الذكاء الاصطناعي عالية الاستهلاك للطاقة سيستمر دون توقف. ففي سبتمبر الماضي، أعلنت انفيديا عن استثمار يصل إلى 100 مليار دولار في OpenAI لبناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي ومراكز بيانات بقدرة 10 غيغاواط، أي ما يعادل ذروة استهلاك الكهرباء في مدينة نيويورك.
ولا يزال من غير الواضح كيف ستموّل OpenAI التكاليف الهائلة المرتبطة بشراء الشرائح وبناء مراكز البيانات اللازمة لتشغيل أنظمتها المتقدمة. وقبل شهرين، قال الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان إنه يعتزم إنفاق “تريليونات” الدولارات على البنية التحتية لتأمين الموارد الحاسوبية التي يراها ضرورية لخدمات الذكاء الاصطناعي، مضيفًا أن شركته تعمل على ابتكار “أداة مالية جديدة” لتمويل هذا الطموح، دون الخوض في التفاصيل.
وتزايدت المخاوف في وول ستريت من تشكل فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي قد تضاهي فقاعة الإنترنت في أواخر التسعينيات، التي انتهت بانهيار مدوٍ وموجة إفلاسات واسعة. فصفقات البنية التحتية والرقائق بمليارات الدولارات تنتشر عالميًا، وتموَّل بمزيج من رأس المال المغامر، والديون، وأحيانًا ترتيبات مالية غير تقليدية أثارت القلق بين المستثمرين.
بالنسبة لـ AMD، يُبقي هذا الاتفاق تقنياتها في دائرة المنافسة بينما تتدفق المليارات على بناء قدرات الذكاء الاصطناعي. ورغم أن الشركة لا تزال بعيدة عن انفيديا في سوق ما يعرف بالشرائح المسرّعة، إلا أن الإيرادات المتوقعة من رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها تبلغ 6.55 مليار دولار هذا العام. وترى AMD أن شراكتها مع OpenAI ستصبح مربحة بدءًا من العام المقبل، على أن تتسارع وتيرتها في عام 2027، مشيرةً إلى أنها قد تمهّد الطريق لانتشار أوسع لتقنياتها قد يرفع إيراداتها من هذا القطاع إلى أكثر من 100 مليار دولار، دون تحديد إطار زمني لذلك.
في بيان حول الاتفاق الجديد، قالت ليزا سو إن شركة AMD "متحمّسة للغاية للشراكة مع OpenAI لتوفير قدرات حوسبة الذكاء الاصطناعي على نطاق هائل."
من جانبه، وصف الرئيس التنفيذي لـ OpenAI سام ألتمان الشراكة بأنها "خطوة كبيرة نحو بناء القدرة الحاسوبية اللازمة لتحقيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي"، مضيفًا أن "ريادة AMD في مجال الشرائح عالية الأداء" ستساعد OpenAI على نشر تقنياتها إلى عدد أكبر من المستخدمين بوتيرة أسرع.
بالنسبة لشركة OpenAI الناشئة، قد تساهم التزاماتها تجاه AMD في تعزيز بديل أقوى لهيمنة تقنيات انفيديا شبه المطلقة على السوق. فـ OpenAI ومشغّلو مراكز البيانات ينفقون جزءًا ضخمًا من ميزانياتهم المخصصة للبنية التحتية على تقنيات من انفيديا، التي تُعد قسم مراكز بياناتها وحده أكثر ربحية من إجمالي إيرادات أي شركة رقائق أخرى بالكامل.
ففي سنتها المالية الأخيرة، تضاعفت مبيعات هذا القسم لتصل إلى 115 مليار دولار، ويتجه لتحقيق نمو مماثل في العام الجاري.
أما بالنسبة لـ AMD، فقد ساعدتها مكاسبها في مجال المعالجات الحاسوبية على حساب إنتل، إلى جانب توسّعها المحدود لكن الناجح في الرقائق المخصصة للذكاء الاصطناعي، على كسب ثقة المستثمرين ورفع قيمتها السوقية إلى مستويات قياسية تاريخية. وقد منح ذلك القيادة التنفيذية للشركة مرونة مالية غير مسبوقة لتوظيفها في تعزيز فرص النمو المستقبلية.
وقالت المديرة المالية لـ AMD، جان هو (Jean Hu)، في بيان: "من المتوقع أن تدر شراكتنا مع OpenAI عشرات المليارات من الدولارات من الإيرادات لصالح AMD، بينما تسرّع في الوقت ذاته من بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي لدى OpenAI."
وأضافت أن الاتفاق يخلق تناغمًا استراتيجيًا عميقًا بين الشركتين، وسيؤدي أيضًا إلى زيادة ربحية السهم الواحد (EPS) لدى AMD.
ومع ذلك، فإن هذه الشراكة تدفع AMD إلى قلب الجدل الدائر داخل صناعة التكنولوجيا حول كيفية استرداد الاستثمارات الضخمة التي تُضخ في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وما إذا كان معدل التوسع الحالي مستدامًا على المدى الطويل.
وبحسب ما أعلنت الشركتان، فإن الدفعة الأولى من الأسهم الممنوحة (warrants) ستُستحق عند تشغيل أول غيغاواط من القدرة الحاسوبية، وهو ما سيبدأ في النصف الثاني من العام المقبل، باستخدام رقائق AMD Instinct MI450. وستُمنح دفعات إضافية مع التوسّع في تنصيب المزيد من الهارد وير.
أما انفيديا، أكبر شركة متداولة في العالم، فهي رائدة سوق وحدات المعالجة الرسومية (GPU) — النوع من الرقائق الذي أصبح حجر الأساس في تدريب وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي. وقد كرّست الشركة اعتماد الصناعة على تقنياتها من خلال مجموعة من البرمجيات والحلول الحاسوبية والشبكية التي تجعل نشر بنية تحتية ضخمة لمراكز البيانات أسرع وأكثر كفاءة.
وفي المقابل، تسارع AMD إلى إضافة قدرات جديدة في محاولة لمضاهاة اتساع منظومة انفيديا والمنافسة على دور أكبر في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.