جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
شددت روسيا الضغط على أكبر زبائنها من الغاز في أوروبا، واضعة القارة في حالة تأهب قصوى لنقص الوقود، فيما اتهمت بروكسل الكرملين بالابتزاز.
وقد ارتفعت أسعار الغاز وبدأت أوروبا في الاستعانة بالاحتياطيات التي كانت تدخرها لفصل الشتاء حيث كبحت شركة غازبروم الروسية الشحنات إلى كبار المشترين في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا. وتشدد موسكو الخناق تزامناً مع ذهاب زعماء الدول الثلاث إلى كييف في زيارة ذات دلالة رمزية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومع توصية المفوضية الأوروبية بمنح أوكرانيا صفة مرشح للإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال أكبر مشتر للغاز الروسي في القارة – شركة الطاقة الألمانية العملاقة "يونيبر"- إنه يتلقى كميات من الغاز أقل بنسبة 60٪ من المتعاقد عليه مع روسيا بعد أن حدت موسكو من الإمدادات عبر أكبر خط أنابيب لها إلى أوروبا. وتعتمد "يونيبر" على روسيا للحصول على أكثر من نصف الغاز الطبيعي الذي تحتاجه بموجب عقود طويلة الأجل، ينتهي سريان بعضها في العقد الثالث من القرن الحالي. وقالت الشركة إنها تقوم حاليًا باستبدال الكميات المفقودة بغاز من مصادر أخرى.
وستختبر صدمات الطاقة ما يسمى بمبدأ التضامن في التكتل الأوروبي، وهي آلية لم يتم تفعيلها بعد ومصممة لمنع أي دولة من حجب الصادرات وترك عضو آخر يواجه نقصًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإمدادات للأسر.
وقال جوناثان ستيرن، الباحث البارز في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة "هذه بداية لإمداد إجمالي غير كافٍ، الأمر الذي سيختبر أمن تنظيم التوريد في أوروبا".
وتعمل روسيا على تكثيف استخدام الطاقة كسلاح، حيث قطعت أولاً إمدادات الغاز عن مشترين صغار مثل بلغاريا وبولندا والدنمارك وهولندا. لكن الدولة - التي تفاخرت بكونها شريكًا موثوقًا به لأوروبا حتى أثناء الحرب الباردة - بدأت في قطع الشحنات حتى للدول التي إنصاعت لمطلب الرئيس فلاديمير بوتين بدفع ثمن الغاز بالروبل.
وخفضت روسيا بحدة الإمدادات إلى ألمانيا وفرنسا والنمسا وإيطاليا، مما أدى إلى قفزة في أسعار الغاز بلغت 63% هذا الأسبوع. وتزيد العقود الآجلة القياسية الهولندية بأكثر من ثلاثة أضعاف المستويات المعتادة لهذا الوقت من العام.
وانخفضت التدفقات عبر خط أنابيب نورد ستريم الهام بنسبة 60٪، كما قالت شركة إيني الإيطالية وشركة إنجي الفرنسية إنهما تتلقيان أيضا كميات أقل من الغاز.
وقالت غازبروم إنها ستورد 50 بالمئة فقط من الغاز الذي طلبته إيطاليا اليوم الجمعة. وقد تفّعل إيطاليا خطتها الطارئة للغاز الأسبوع المقبل إذا استمرت روسيا في تقييد الإمدادات، وهي خطوة قد تشمل مطالبة الشركات بالحد بشكل طوعي من استهلاك الطاقة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الوضع.
وتعمل أوروبا، التي تعتمد على روسيا في حوالي 40٪ من احتياجاتها من الغاز، على الحد من اعتمادها على روسيا منذ غزو أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام. هذا وتستورد القارة كميات قياسية من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة كما استعانت بإمدادات من النرويج ووقعت اتفاقيات لزيادة واردات الغاز من الجزائر وإسرائيل.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك في مقطع فيديو نُشر يوم الأربعاء على تويتر "نسيان أن هناك حربًا في أوكرانيا والاعتقاد بأننا نستطيع الاستمتاع بصيف طبيعي يمكن أن يكون أمرًا واهمًا".
"نحن بحاجة إلى أن نكون يقظين، وفوق كل شيء لا يمكننا السماح لأنفسنا بالانقسام، لأن هذه هي خطة بوتين".
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.