جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
يبدو أن ترشيد استهلاك الطاقة في أوروبا هذا الشتاء أمر لا مفر منه.
أصر المسؤولون الألمان اليوم السبت على أن أمن الإمدادات مضمون، على الأقل في الوقت الحالي، بعد أن اتخذت شركة غازبروم الروسية قرارًا في اللحظة الأخيرة بعدم إعادة تشغيل خط أنابيب "نورد ستريم" المهم بعد أعمال صيانة. وفي الواقع تمتليء منشآت التخزين ويتم تدبير مصادر جديدة للغاز.
إلا أن كلاوس مولر، رئيس وكالة الشبكة الفيدرالية وهي الهيئة المنظمة للطاقة في ألمانيا، حذر الشهر الماضي من أنه حتى مع وصول مستوى ملء مستودعات تخزين الغاز إلى 95٪، سيكون هذا كافيًا لمدة شهرين ونصف فقط إذا أوقفت روسيا التدفقات. ويبلغ مستوى التخزين في ألمانيا حاليًا حوالي 85٪.
من جانبه، قال تييري بروس، أستاذ الطاقة الدولية لدى جامعة ساينس بو في باريس "الاتحاد الأوروبي الآن في منطقة الخطر حيث يجب أن يحدث المزيد من تدمير الطلب"، حسبما نقلت عنه وكالة بلومبرج. وتشير تقديراته إلى أنه يجب خفض 3٪ إضافية من الطلب.
ووضع الاتحاد الأوروبي بالفعل هدفًا طوعيًا لخفض استهلاك الغاز بنسبة 15٪، مع خيار جعله إلزاميًا إذا إقتضت الحاجة. وفي الوقت الذي يستعد فيه وزراء الطاقة لاجتماع طارئ يوم التاسع من سبتمبر، من المرجح الآن أن يتم النظر في الخطوات التي بدت غير واردة من قبل، وفقًا لدبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي.
وألمانيا لديها خطة طوارئ خاصة بها تم وضعها. وتشمل المرحلة الأخيرة منها - التي لم يتم تفعيلها بعد - الترشيد.
وكان السياسيون في أوروبا يستعدون لاحتمال خفض الإمدادات منذ أسابيع، ويسارعون لإيجاد طرق لخفض الطلب. وتشهد الصناعة بالفعل حالات إغلاق واليورو آخذ في الانزلاق بسبب الضرر الاقتصادي الناجم عن حرب الطاقة التي تشنها موسكو. ومع مضي الشتاء، قد يخضع تصميم أوروبا على مواصلة دعم أوكرانيا ضد روسيا للاختبار.
ورغم أن خفض الطلب على الغاز بنسبة 15٪ الذي يضغط الاتحاد الأوروبي من أجله قد يسمح للتكتل بتجنب ترشيد الاستهلاك، فإن الحكومات حتى الآن كانت بطيئة في التحرك لتقليص الاستهلاك. وكانت المفوضية الأوروبية حذرت في يوليو أنه من شأن شتاء بارد غير معتاد أو انخفاض واردات الغاز من مصادر بديلة أن يفاقم خطر حدوث "مزيد من التخفيضات القاسية".
وكانت أسعار الغاز تنخفض الأسبوع الماضي حيث توقع التجار على نحو متزايد أن تعيد شركة غازبروم فتح خط توريد الغاز بعد إشارات من موسكو بأن إعادة الفتح وشيكة. ثم في خطوة في اللحظات الأخيرة، بعد ساعات فقط من موافقة مجموعة الدول السبع الصناعية على فرض سقف سعري على النفط الروسي، أعلنت غازبروم إن الرابط سيظل مغلقًا حيث تم اكتشاف عيب أثناء الصيانة.
ومن المتوقع أن تقفز الأسعار، التي هي عند أربعة أضعاف مستواها في العام الماضي، يوم الاثنين، مما يزيد الضغط على الصناعات والأسر - وعلى صانعي السياسة للتحرك.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.