جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه منفتح على مناقشة قضية صادرات الحبوب مع الرئيس التركي رجب طيب أرودغان، الذي يضغط من أجل إحياء إتفاق سيسمح لأوكرانيا بشحن محصولها عبر البحر الأسود وتهدئة المخاوف بشأن أمن الغذاء العالمي.
ويزور أردوغان بوتين في منتجع سوتشي الروسي، على أمل التوصل إلى إطار عمل جديد للمفاوضات يمكن أن يقدمه إلى القادة الدوليين في قمة مجموعة العشرين في الهند في وقت لاحق من الأسبوع.
وقال الزعيم التركي إنه يتوقع أن تثمر محادثات الاثنين عن رسالة "مهمة جداً" للبلدان الإفريقية القلقة من أن ترتفع مجدداً أسعار الحبوب. لكن لم يتضح إذا كان الإعلان سيتضمن ممراً آمناً جديداً عبر البحر الأسود من أوكرانيا أم خطة منفصلة لشحن كمية أصغر بكثير من روسيا نفسها.
وساهم عدم اليقين بشأن مستقبل الإمدادات من أحد كبار مصدري الحبوب في العالم في تقلبات على مدى أسابيع في أسعار القمح العالمية، كما تسبب أيضاً في زيادة حادة في الأعمال العدائية داخل وحول البحر الأسود.
وشنت روسيا موجات من الهجمات بالمسيرات على منطقة أوديسا الجنوبية في الفترة قبل المحادثات، مما أتلف منشآت تخزين وأخرى صناعية بالإضافة إلى معدات زراعية. كما إستهدفت أيضاً مينائين مطلين على نهر الدانوب يشكلان طريقي التصدير البديلين الرئيسيين للبحر الأسود.
وكانت تركيا، القوة متوسطة الحجم التي حافظت على علاقات قوية مع كل من بوتين والغرب، قد توسطت في لإتفاقية الأصلية لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود في يوليو 2022، والتي سمحت بعودة الشحنات الأوكرانية إلى الأسواق العالمية المضطربة بفعل الغزو الروسي.
لكن كان الترتيب، الذي يعد نجاحاً دبلوماسياً نادراً وسط حرب طاحنة، هشاً من البداية وتعطلت صادرات الحبوب الأوكرانية في أكثر من مرة سواء لتباطؤ أعمال تفتيش السفن أو توترات سياسية.
وإنسحبت روسيا من الإتفاقية وأغلقت الممر الآمن في يوليو، مشتكية من ان مطالبها بشروط تجارية أفضل تم تجاهلها.
وقال نائب كبير موظفي الرئيس فولدومير زيلينسكي لتلفزيون بلومبرج يوم الاثنين ان بلاده تعتمد على تركيا لدعم عودة إتفاقية الحبوب وأنها مستعدة للتصدير إلى البدان الفقيرة في إفريقيا وآسيا.
وقال إيهور زوفكا "المحاصيل في وكرانيا هذا العام جيدة جداً. بالتالي نحن مستعدون". "العالم يعاني عندما تستخدم روسيا أدوات عدوانية في مجال الأمن الغذائي".
وكل هذا يزيد من أهمية أحدث مسعى دبلوماسي للرئيس أردوغان، وهو مسعى يعقده أكثر العقوبات الأمريكية والأوروبية.
المطالب الروسية
وتطلب روسيا إزالة العقبات أمام صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، التي البعض منها تضرر على الفور بعد إندلاع الحرب حيث تجنبت البنوك وشركات التأمين والشحن السلع الروسية وتوقفت دول البلطيق عن إستقبال الشحنات الروسية عبر موانئها. وهذا لم يمنع روسيا من تصدير كميات قياسية من القمح ، كما أن صادراتها من الأسمدة تتعافى ايضاً إلى مستويات ما قبل الحرب.
كذلك تريد روسيا إعادة فتح خط أنابيب لنقل الأمونيا والذي يمر عبر أوكرانيا وإعادة ربط البنك الزراعي الروسي المملوك للدولة بنظام سويفت للمدفوعات الدولية. وقال إنها لن تعيد الممر التجاري ما لم تتحقق هذه الشروط.
وعملت الأمم المتحدة، التي لعبت دوراً فعالاً في التوصل إلى الإتفاق الأصلي، عن كثب مع بنوك وشركات تأمين في القطاع الخاص في محاولة معالجة مخاوف روسيا. وأرسل مؤخراً أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى موسكو مقترحاً معدلاً قال أنه قد يشكل أساساً لإتفاق جديد.
ولم يتضح ما إذا كانت الشروط الجديدة ستكون كافية لكسر الجمود.
وقال غوتيريش للصحفيين في نيويورك يوم الخميس "لا يمكن أن تكون لدينا مبادرة خاصة بالبحر الأسود تنتقل من أزمة لأخرى، ومن توقف لآخر". "نحتاج إلى شيء يكون فعالاً ويعمل لصالح الجميع".
مقترح تموله قطر
ولازال ستصل المحاصيل الأوكرانية إلى السوق إذا إستعصى إحياء إتفاق البحر الأسود على أردوغان، لكن ارتفاع تكاليف النقل قد يضعف زراعة الحبوب للموسم القادم والذي سيبدأ قريباً—مما يقلص الإمدادات العالمية على المدى الأطول.
في نفس الاثناء، إقترحت روسيا ترتيباً يتضمن بيع مليون طناً من الحبوب الروسية بسعر تفضيلي إلى تركيا، المشتري الرئيسي بالفعل من روسيا، حيث يتم تصنيعه وشحنه إلى بلدان محتاجة أخرى. وجرت مناقشة هذا الإتفاق، الذي سيأتي بعرض إضافي من الدعم المالي من قطر، في اجتماع مؤخراً بين وزيري الخارجية الروسي والتركي.
لكن مليون طناً قدر ضئيل مقارنة بإجمالي صادرات روسيا، والتي من المتوقع أن تبلغ حوالي 48 مليون طناً هذا الموسم، بحسب الشركة الاستشارية سوفإيكون SovEcon. كما أنه ضئيل جداً مقارنة بأحجام الحبوب الأوكرانية التي تم شحنها في السابق عبر موانيء البحر الأسود حتى أدى إنسحاب روسيا من إتفاقية الحبوب إلى إجبار أوكرانيا على التصدير عبر طرق بديلة.
وحذرت وزارة الخارجية الأوكرانية من أي إتفاق يسهل شحن الصادرات الروسية بدون تسهيل الوصول البحري لأوكرانيا، قائلة أن هذا سيشجع فقط "موسكو على مواصلة أفعالها العدائية".
وهذا يترك أمام أرردوغان الكثير ليتعامل معه في اجتماعه مع بوتين، الذي ليس منتظراً حضوره قمة مجموعة العشرين. وإحتفظ الرجلان باتصالات ممتدة منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 2022 إذ تعاونا حول خطط لتوسيع واردات الغاز وتعاون في الطاقة النووية.
وقال أردوغان في تعليقات إفتتاحية أنه يأمل أن تكون هناك "خطوة" بشأن طموحات تركيا بناء محطة طاقة نووية ثانية في سينوب على ساحل البحر الأسود.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.