جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نزعة لمحاولة ترهيب الشركاء التجاريين للولايات المتحدة من أجل كسب تنازلات على طاولة التفاوض. لكن في الصين، يواجه قوة عظمى صاعدة لديها ما يكفي من القوة الاقتصادية للتصدي لضغوطه.
وفي ثاني عام له كرئيس، تحرك ترامب للوفاء بتعهدات انتخابية بالتضييق على الدول التي يتهمها بممارسات تجارية غير عادلة. وفرضت الولايات المتحدة رسوما على واردات الصلب وأعادت التفاوض على اتفاقها التجاري مع كوريا الجنوبية وإقترحت رسوما شاملة على المنتجات الصينية. وأثار هذا التحول المتشدد مخاوف المستثمرين من حرب تجارية متصاعدة تقوض نموا عالميا هو الأوسع نطاقا منذ سنوات.
ولكن يشير سجل ترامب حتى الأن أنه قد يستغل شبح الرسوم التجارية ضد الصين فقط لكسب ورقة مساومة—وهي استراتجية كشف عنها في كتاب ألفه عام 1987 مع الصحفي تومي شاورتز عنوانه "فن إبرام الصفقات". وفي أول خطواته التجارية الكبيرة، وجه الرئيس تهديدات جريئة قبل ان يتراجع عنها ويقبل بتنازلات أكثر تواضعا.
والسؤال هو كيف سيرد الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي ليس بوسعه قبول تراجعا مزعزع للاستقرار في التجارة أو إحرجا على الساحة الدولية. وخطاب شي يوم الثلاثاء خلال مؤتمر اقتصادي في المدينة الصينية الاستوائية "باواو" ربما يسلط بعض الضوء على خططه.
وقال سكوت كينيدي، الخبير المختص بالصين في مركز الدراسات الاستراتجية والدولية في واشنطن "الصين لابد ان تعمل على توقع ان ترامب يريد في النهاية إبرام اتفاق، وأنه أول من سيقدم تنازلات". وأضاف "لابد ان يشعروا ان إدارة ترامب ليس لديها الكثير من التحمل لمواصلة الضغط".
وبينما تكتيكات ترامب معروفة جيدا إلا إن رغبته في تصعيد الأمور بشكل متكرر مع الصين تثير قلق الأسواق وصرح يوم الجمعة أنه مستعد لقبول "ألم قليل" من أجل التوصل لاتفاق أفضل. وطلب ترامب من الصين خفض فائضها التجاري مع الولايات المتحدة بواقع 100 مليار دولار وأصدر توجيهات لوزارة الخزانة لإعداد قيود جديدة على الاستثمار الصيني لاسيما في القطاعات عالية التقنية.
وحتى الأن، يتضح ان أفعال ترامب أقل سوءا من تصريحاته في الصراعات التجارية.
فتحركت الإدارة يوم الأول من مارس لفرض رسوم بنسبة 25% على الصلب المستورد و10% على الألمونيوم على أساس ان هذه الواردات تهدد الأمن القومي الأمريكي. لكن منحت أوامر رسمية للرئيس استثناءات مؤقتة لكندا والاتحاد الأوروبي والمكسيك ، وألمح ترامب إلى احتمال ان تكون الاستثناءات دائمة بعد المفاوضات.
وقبلت الولايات المتحدة في نفس الأثناء بأقل من المتوقع الشهر الماضي في محادثات مع كوريا الجنوبية لتعديل اتفاق تجاري بين الحليفين، كان ترامب قد رفضه وصفه "بالكارثة". ووصف الخبراء الاقتصاديون والخبراء التجاريون مكاسب الولايات المتحدة، بما يشمل دخول أكبر لسوق السيارات في الدولة، بالمتواضعة.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.