
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تطارده التساؤلات حول علاقاته بالممول الفاسد والمدان بجرائم جنسية جيفري إبستين، توجّه يوم الجمعة إلى اسكتلندا في رحلة تجمع بين لعب الغولف والسياسة بعيدًا إلى حد كبير عن أعين العامة.
ويخطط ترامب لزيارة منتجع الغولف الذي يملكه في "ترنبيري" على الساحل الغربي لاسكتلندا، حيث سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الإثنين، قبل أن يتوجه إلى ممتلكاته الشاسعة في مجال الغولف قرب أبردين على بعد 320 كيلومترًا شرقًا.
وخلال الزيارة، سيفتتح ترامب ملعبًا ثانيًا للغولف يضم 18 حفرة في منتجع أبردين، يحمل اسم والدته، ماري آن ماكلاود، التي وُلدت ونشأت في إحدى الجزر الاسكتلندية قبل أن تهاجر إلى الولايات المتحدة.
وقبل مغادرته البيت الأبيض، قال ترامب للصحفيين إنه يتطلع للقاء ستارمر وكذلك الزعيم الاسكتلندي جون سويني، الذي سبق وأعرب علنًا عن دعمه للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024.
وقال ترامب: "لدينا الكثير من الأمور في اسكتلندا. لدي الكثير من المحبة هناك – والدتي وُلدت في اسكتلندا، وهو (سويني) رجل طيب. الزعيم الاسكتلندي رجل طيب، وأنا أتطلع للقائه".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، هذا الأسبوع إن الرحلة تهدف إلى أن تكون "زيارة عمل تشمل اجتماعًا ثنائيًا مع رئيس الوزراء ستارمر لصقل الاتفاق التجاري التاريخي بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".
وتأتي هذه الزيارة الخارجية في وقت يواجه فيه ترامب أكبر أزمة سياسية داخلية خلال ولايته الثانية، إذ يتعرض لانتقادات من الحلفاء والخصوم على حد سواء بشأن تعامل إدارته مع ملفات التحقيق المرتبطة باتهامات إبستين والظروف المحيطة بوفاته في السجن عام 2019.
وقد أدت هذه القضية إلى تصدّع نادر في علاقة ترامب ببعض من أكثر مؤيديه ولاءً ضمن حركة "اجعلوا أميركا عظيمة مجددًا"، وتشير استطلاعات رويترز/إبسوس إلى أن غالبية الأمريكيين، بمن فيهم الجمهوريون، يعتقدون أن الحكومة تخفي تفاصيل متعلقة بالقضية.
وقال مصدر مطّلع إن مسؤولي البيت الأبيض، الذين يشعرون بالإحباط من استمرار التركيز الإعلامي على قضية إبستين، يأملون أن تخف حدّة الجدل أثناء وجود ترامب خارج البلاد.
تعزيز العلاقات
وقد تم تقديم الزيارة في البداية على أنها "زيارة خاصة"، لكنها تمنح ترامب وستارمر فرصة لتعزيز علاقتهما الدافئة بالفعل، مع تصدّر عدد من القضايا الهامة جدول أعمال اللقاء، أبرزها وضع حد للحرب الروسية في أوكرانيا، بحسب مصادر بريطانية وأمريكية.
وقال مصدر بريطاني إن المسؤولين في لندن ارتاحوا لما وصفوه بأنه "تحول واضح" في لهجة ترامب في الأسابيع الأخيرة حول أوكرانيا وروسيا.
ومن المرجح أيضًا أن يُطرح الوضع المتدهور في غزة خلال المحادثات. وكان ستارمر قد صرّح يوم الخميس بأنه سيجري مكالمة طارئة مع فرنسا وألمانيا حول ما وصفه بـ"المعاناة التي لا تُوصف وغير المبررة" والمجاعة المنتشرة في القطاع، داعيًا إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وتقول سلطات الصحة في غزة إن أكثر من 100 شخص لقوا حتفهم جوعًا، معظمهم خلال الأسابيع الأخيرة. كما أفادت منظمات حقوقية أن المجاعة تنتشر على نطاق واسع، رغم وجود آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والإغاثية المتوقفة على حدود القطاع.
ومنذ انتخابه العام الماضي، أعطى ستارمر الأولوية لبناء علاقات جيدة مع ترامب، مؤكدًا على أهمية التحالف الدفاعي والأمني بين بريطانيا والولايات المتحدة، وحرص على تجنب توجيه انتقادات علنية لسياسات ترامب الحمائية المتعلقة بالرسوم الجمركية.
وقد ساعد هذا النهج بريطانيا على توقيع أول اتفاق لخفض الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة في مايو الماضي، أعاد التأكيد على الحصص ومعدلات الرسوم على السيارات البريطانية، وألغى الرسوم على قطاع الطيران البريطاني، لكنه أبقى على الرسوم المفروضة على الصلب.
ومن المتوقع أن يضغط ستارمر لخفض الرسوم المفروضة على الصلب، إلا أن مصادر قريبة من المحادثات أشارت إلى أن من غير الواضح ما إذا كان بالإمكان تحقيق أي اختراق خلال زيارة ترامب.
ويصف ترامب اسكتلندا بأنها "مكان مميز جدًا"، وكان قد قام بزيارة مشابهة لها في عام 2016 خلال حملته الرئاسية الأولى، لكنه قد لا يلقى ترحيبًا حارًا هذه المرة.
فقد أظهرت استطلاعات إبسوس في مارس أن 70% من الاسكتلنديين لديهم نظرة سلبية تجاه ترامب، مقابل 18% فقط يرون فيه شخصية إيجابية.
وتستعد شرطة اسكتلندا لمظاهرات احتجاجية يوم السبت في كل من أبردين والعاصمة إدنبرة.
ومن المقرر أن يعود ترامب إلى بريطانيا مجددًا في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر في زيارة دولة يستضيفها الملك تشارلز، ليُصبح بذلك أول زعيم دولة في العصر الحديث يقوم بزيارتين رسميتين للدولة البريطانية. وكانت الملكة إليزابيث الراحلة قد استضافته في قصر باكنغهام في زيارة دولة استمرت ثلاثة أيام في يونيو 2019.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.