جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
تتلاشى فرص حل الخلاف التجاري الأمريكي مع الصين بينما يضغط البيت الأبيض من أجل إتفاقية تجارة حرة معدلة لأمريكا الشمالية.
يرى مسؤولون أمريكيون إن النتيجتين متعلقتين ببضهما البعض لأن تخفيف التوترات التجارية مع المكسيك وكندا—بالإضافة لاتفاق تجاري مبدئي مع الاتحاد الأوروبي—يجعل من الأسهل تشكيل جبهة متعددة الأطراف لمعارضة الممارسات التجارية الصينية. وعقدت الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي واليابان اجتماعات حول مثل هذه الاستراتجية الشهر الماضي.
وتحد إنفراجة تجارية أيضا من انتقادات الكونجرس والصناعات الأمريكية بأن الإدارة أخطأت بإثارة الخلافات مع دول صديقة في نفس الوقت الذي تتصارع فيه مع الصين. وبالإضافة لذلك، يقول مسؤولون أمريكيون إن هذا يساعد في الإستعانة بحلفاء في منع الصادرات الصينية من التحايل على الرسوم الأمريكية بشحن سلعها إلى دول ثالثة، التي بعدها تصدر السلع إلى الولايات المتحدة.
وكثف ترامب يوم الجمعة الضغط على الصين قائلا إن الولايات المتحدة مستعدة لفرض جولة ثالثة من الرسوم الجمركية على سلع لها بقيمة 267 مليار دولار. وهذا سيكون إضافة لرسوم بنسبة 25% على صادرات صينية بقيمة 50 مليار دولار دخلت بالفعل حيز التنفيذ ورسوم على سلع أخرى بقيمة 200 مليار دولار تحضر الإدارة لفرضها.
وأضاف ترامب "لا أود قول ذلك، لكنه توجد إضافة لذلك رسوم أخرى على سلع بقيمة 267 مليار دولار جاهزة للتطبيق خلال وقت قصير، إن أردت". "هذا يغير المعادلة".
ويعتقد أخرون مطلعون على مناقشات الإدارة إن مكتب الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر قد لا يتحرك قبل أسابيع حتى يظهر ان المكتب درس بعناية التعليقات التي بلغ عددها أكثر من 4 ألاف تعليقا بحلول مهلة كانت نهايتها يوم الخميس. وكان المكتب قد إستغرق ثلاثة أسابيع بعد نهاية فترة التعليقات الأولى لإعلان الرسوم.
وفي مسار منفصل، عمل مسؤولون أمريكيون وكنديون يوم الجمعة على حل خلاف حول كيفية تعزيز دخول الولايات المتحدة إلى سوق منتجات الألبان المؤمن في كندا، الذي هو أحد عدة قضايا لازالت يجب حلها قبل ان يكون ممكنا توقيع اتفاق تجاري ثلاثي مع المكسيك. وقال ترامب يوم الجمعة "كندا تمضي في المفاوضات....سنرى ما سيحدث".
ويجعل الموقف الأكثر تشددا من البيت الأبيض حيال الصين من الأصعب محاولة التوصل لاتفاق خلال قمتين في نوفمبر مثلما كان يخطط مسؤولون صينيون وأمريكيون. وقال البيت الأبيض الشهر الماضي إن ترامب سيتغيب عن قمة التعاون الاقتصادي لدول أسيا والمحيط الهادي (أبك) في منتصف نوفمبر مما يترك فقط اجتماع مجموعة دول العشرين في نهاية هذا الشهر.
وقال ستيفن موري، الخبير الاقتصادي لدى هيرتتج فونديشن الذي يتشاور مع مسؤولين بالإدارة، "الإستراتجية الأساسية لترامب هي إنه لدينا تفوق ويجب ان نستغله".
وتدرس اتحادات تجارية مقاضاة الممثل التجاري الأمريكي لمنع فرض رسوم أمريكية إضافية على سلع صينية زاعمة أن الإدارة تجاوزت سلطتها القانونية وتتصرف بشكل تعسفي. وقال ستيفن كهو، المحامي في شركة أكين جامب والذي كان مسؤولا تجاريا في عهد جورج دبليو بوش "هناك قلق بشأن نطاق سلطة الرئيس في المضي قدما" في فرض رسوم إضافية.
ومن جانبها، تنتهج بكين الأن مسارا مزدوجا، بحسب ما يرى أكاديميون ومسؤولون صينيون. من ناحية، يحاول المسؤولون الصينيون طمأنة الأسواق بالتشديد على ان الجانبين مستمران في التباحث منذ مفاوضات تجارية غير ناجحة نهاية الشهر الماضي في واشنطن.
ومن الناحية الأخرى، قليل من يتوقع في بكين تحسنا كبيرا قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي. وهذا لا يترك وقتا كافيا لإبرام اتفاق في نوفمبر قبل قمة مجموعة العشرين. ويعتقد مسؤولون صينيون إنه إذا حقق الجمهوريون نتيجة سيئة في الانتخابات سيكون الرئيس أضعف في المحادثات مع الصين.
وقال يو يونجدينج، العضو بمؤسسة بحوث صينية تقدم المشورة لصناع السياسة في الصين، :ترامب مشغول جدا الأن بالسياسة الداخلية". "الصين لديها الصبر ويمكنها التحمل لفترة".
وربما ليس أمام الصينيين خيار. فكشفت محادثات أغسطس فجوات بين واشنطن وبكين. وقال أشخاص مطلعون على المحادثات إن المفاوضين الصينيين ركزوا على جهودهم الرامية إلى الوفاء بإلتزامات منظمة التجارة العالمية، وقدموا أفكار "نظرية" من أجل اتفاق. لكن كانت إدارة ترامب تبحث عن عروض ملموسة بشكل أكبر.
وحتى في إدارة منقسمة حول القضايا التجارية، كان الجانب الأمريكي في تلك المرة متحدا نسبيا بحسب ما قاله مسؤولون أمريكيون. فتحول الموقف الأمريكي بشكل أكبر نحو وجهة نظر لايتهايزر، الذي يضغط من أجل تغيرات عميقة في الاقتصاد الصيني، بما في ذلك خفض الدعم والسياسات الصناعية الأخرى التي تعطي أفضلية للشركات المحلية.
وكانت المفاوضات السابقة تركز أكثر على زيادة واردات الصين من السلع الأمريكية.
لكن التغيرات الهيكلية هي الأصعب على الصين. وتنفي بكين إنها تضغط على الشركات الأمريكية لتسليم التكنولوجيا للشركات الصينية مثلما تزعم واشنطن. ويستشهد مسؤولون صينيون بأسباب سياسية وتخص الأمن القومي في معارضة مطالب أمريكية أخرى مثل السماح لشركات الحوسبة السحابية الامريكية بالعمل بحرية أكبر.
وأشار مسؤولون صينيون إن خُمس أو أكثر المطالب الأمريكية قابل للتفاوض.
وتعتقد الإدارة الأمريكية وحلفائها إن الصينيين يخطئون قراءة السياسة الأمريكية.
وقال ستيف بانون المستشار الاستراتيجي السابق للبيت الأبيض، إن الصينيين "يعتقدون أنه لوقف مواجهة ترامب معهم لابد من وقفه في الصندوق الانتخابي". "هم لا يفقهون إنه سيكون بلا هوادة، بغض النظر عن النتيجة".
وفي الولايات المتحدة، ينظر المعارضون للرسوم التجارية إلى انتخابات التجديد النصفي كورقة ضغط. وتحضر اتحادات تجارية حملات شعبية معارضة للرسوم بالتركيز على الجمهوريين الأقل حظوظا. وتشير استطلاعات رأي أجرته شبكة ان.بي.سي مؤخرا في بنسلفانيا وتكساس وإلينوي إن الناخبين هناك يعتقدون إن الرسوم ستضر الاقتصاد.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.