Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

Create an account

Fields marked with an asterisk (*) are required.
Name *
Username *
Password *
Verify password *
Email *
Verify email *
Captcha *
Reload Captcha

مشتريات الأجانب من السندات الأمريكية تنحسر وتثير اضطرابات بالأسواق

By تشرين1/أكتوير 23, 2018 438

يشتري المستثمرون الأجانب والبنوك المركزية كميات أقل من السندات الأمريكية في نقطة تحول محتملة للسوق البالغ حجمها 15 تريليون دولار التي تدخل في صميم التمويل الدولي والاقتصاد العالمي.

وزاد الأجانب حيازاتهم من السندات الأمريكية بمقدار 78 مليار دولار في أول ثمانية أشهر من عام 2018 وهذا تقريبا نصف مشترياتهم خلال نفس الفترة العام الماضي ويمثل حصة أقل بكثير من إصدارات السندات الأمريكية في وقت تكثف فيه الحكومة حجم عطاءات السندات المنتظمة لسد عجز متزايد في الميزانية الأمريكية.

وبحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية، يملك المشترون الأجانب الأن 41% من السندات الأمريكية القائمة وهي أقل حصة في 15 عاما وانخفاضا من 50% في عام 2013.

وحتى الأن، تبقى عوائد السندات الأمريكية منخفضة بحسب المقاييس التاريخية ويبقى تمويل الدين متاحا إلى حد كبير ويحتفظ مشترون أجانب كثيرون بحصص كبيرة. فلازالت الصين واليابان تملك كل منهما أكثر من تريليون دولار من الدين الأمريكي، وفقا للبيانات الأمريكية، وتوجد علامات قليلة على ان السندات الأمريكية تفقد جاذبيتها كأكثر الأوراق المالية تداولا وآمانا في العالم. وتعد عوائد السندات الأمريكية سعرا إسترشاديا للرهون العقارية وقروض الشركات وتكاليف إقتراض أخرى.

ولكن من الواضح ان تراجع مشتريات الأجانب ساعد في إثارة موجة بيع في السندات هذا الخريف التي وصلت بالعائد على السندات لآجل عشر سنوات إلى 3.15% مؤخرا وأحدثت هزة في دورة صعود مستمرة منذ تسع سنوات في الأسهم الأمريكية، ومن شأن إنحسار أكبر في شهية الأجانب ان يثير المزيد من الاضطرابات في الأسواق المالية. وعادة ما يؤدي ارتفاع عوائد السندات إلى إضرار الأسهم برفع تكاليف إقتراض الشركات والمستثمرين والحد من جاذبية الأسهم التي تقدم توزيعات نقدية.

وكان مبعث القلق الرئيسي للمستثمرين هو عجز الميزانية الأمريكية، الذي يبلغ أعلى مستوياته في ست سنوات في أعقاب تخفيضات ضريبية وإجراءات تحفيز مالي أخرى أقرها البيت الأبيض في عام 2017. وتتوقع وكالة موديز لخدمات المستثمرين ان ينمو عجز الميزانية إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2028، من دون 4% حاليا بما يضعف بشكل أكبر الوضع المالي للولايات المتحدة.

وفيما يضيف للنبرة السلبية حول السندات الأمريكية، ربما تتخلى بعض البنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية والمستثمرين الدوليين عن الدولار حيث يحاولون تنويع حيازاتهم بينما ربما يعتبر أخرون ان احتياطياتهم الدولارية كافية لتحمل خطر اضطرابات اقتصادية.

وأظهرت بيانات من صندوق النقد الدولي إن حصة الدولار من احتياطيات النقد الاجنبي في العالم انخفضت إلى 62.5% في الربع الثاني وهو أدنى مستوى في خمس سنوات. وتشير تقديرات لبنك جولدمان ساكس إن البنك المركزي الروسي وحده ربما باع ما يصل إلى 85 مليار دولار من الأصول المقومة بالدولار في خطوة أثارها من المحتمل مخاوف من عقوبات أمريكية.

والعامل الرئيسي الذي يثني المشترين الأجانب للسندات الأمريكية هو ارتفاع تكلفة الحد من خطورة حيازة الأصول الأمريكية وهو ما يعرف بالتحوط.

وتدر السندات الأمريكية لآجل عشر سنوات عائدا يزيد بنحو 2.7% عن الديون الألمانية ذات نفس آجل الإستحقاق، وهو هامش كبير على غير المعتاد. لكن يتوقع مستثمرون في سوق العملة ان يرتفع اليورو مقابل الدولار حيث سيبدأ البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة العام القادم بما يجعل اليورو أكثر جاذبية للباحثين عن عائد.

وعلى النقيض، يعتقد كثيرون ان قيمة الدولار تعكس إلى حد كبير توقعات السياسة النقدية في الولايات المتحدة حيث رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثماني مرات منذ 2015 ويتنبأ مسؤولو البنك بأربع زيادات إضافية قبل نهاية 2019.

وكنتيجة لذلك بات التحوط من الدولار باهظا حيث لابد ان يدفع المستثمرون الأجانب 3% على أساس سنوي للتحوط من تقلبات الدولار بما يجعل هذا المعاملة غير مربحة لكثيرين.

وقد تتسع تكلفة التحوط إذا أصبح المستثمرون يتوقعون ان الاحتياطي الفيدرالي قد يشدد السياسة النقدية أكثر من المتوقع أو إذا خفض البنك المركزي الاوروبي توقعاته.

ويرى محللون إن تراجع الطلب على السندات الأمريكية يؤدي أيضا إلى الحد من مكاسب الدولار بما يتعارض مع توقعات أخرين بأن ارتفاع العائد سيجعل الأصول المقومة بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن دخل. ورغم ان قوة الدولار مرغوبة للمستهلكين الأمريكية لأنها تعزز قوتهم الشرائية، إلا أنها تثير أيضا مخاوف المستثمرين بشأن إستدامة الدين لدول الأسواق الناشئة التي إقترضت بشكل مكثف في العملة مثل تركيا.  

وقال جيرمي لوسون، رئيس معهد أبيردين ستاندرد لبحوث الاستثمار، الذي يدير أصول بقيمة 730 مليار دولار، إن فريق الدخل الثابت يراهن ان أسعار السندات ستنخفض حيث تصدر الحكومة الأمريكية المزيد من السندات بينما يقلص الاحتياطي الفيدرالي حيازاته من السندات الأمريكية.

هيثم الجندى

خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية 

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.