جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
سجل الجنيه الاسترليني أدنى مستوياته منذ أواخر 2023 يوم الخميس، تحت ضغط من موجة بيع في أسواق السندات العالمية والتي دفعت تكاليف اقتراض الحكومة البريطانية إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 16 عاماً، مما أذكى مجدداً القلق حول ماليات بريطانيا.
انخفض الاسترليني في أحدث تعاملات 0.5% إلى 1.2305 دولار، بعد نزوله 1.6% في تعاملات سابقة إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2023، في حين قفزت تكلفة التحوط من تقلبات سعرية أكبر خلال الشهر المقبل إلى أعلى مستوى منذ الأزمة المصرفية التي وقعت في مارس 2023.
ترتفع بحدة عوائد السندات عالمياً هذا الأسبوع على خلفية قلق من ارتفاع التضخم وانحسار فرص تخفيض أسعار الفائدة وعدم يقين حول السياسة الخارجية أو الاقتصادية التي سيتبعها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب واحتمالية إصدار ديون إضافية بتريليونات الدولارات.
وتضررت السوق البريطانية بشكل خاص حيث قفزت عوائد السندات البريطانية لأجل عشر سنوات بربع نقطة مئوية هذا الأسبوع وحده إلى أعلى مستوى منذ 2008 حيث تتدهور الثقة في التوقعات المالية لبريطانيا. وبحلول الظهيرة في لندن يوم الخميس، انحسرت بعض ضغوط البيع، تاركة عوائد السندات دون تغيير خلال اليوم عند حوالي 4.81%.
وتواجه وزيرة المالية راشيل ريفز أول اختبار رئيسي لها حيث قد تجبرها الاضطرابات في سوق السندات على خفض الإنفاق في المستقبل.
وفي الطبيعي، يدعم ارتفاع عوائد السندات البريطانية الاسترليني، لكن في الوقت الحالي، انهارت هذه العلاقة، بما يعكس قلق المستثمرين بشأن الوضع المالي للبلاد.
كان الاسترليني أحد العملات الأفضل أداء أمام الدولار في آخر عامين، وهو ما عزي بشكل كبير إلى سياسة بنك انجلترا من إبقاء أسعار الفائدة البريطانية مرتفعة لفترة أطول من بنوك مركزية رئيسية أخرى، والذي يخلق حافزاً للمستثمرين الأجانب لكسب عائد مرتفع من حيازة الأصول البريطانية.
وتهدد سياسات ترمب المقترحة حول الرسوم التجارية والهجرة بإشعال ضغوط التضخم الأمريكية، وبالتالي تحد من قدرة الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة، وهو ما يقود الدولار للصعود بقوة أمام كل عملة أخرى فعلياً.
وتظهر سوق المشتقات أن المتداولين يعتقدون أن الاحتياطي الفيدرالي سيجري خفضاً واحداً لسعر الفائدة هذا العام، حيث لا يسعرون بشكل كامل فرصة خفض ثان. في الوقت ذاته، تظهر السوق في بريطانيا توقعات مماثلة تقريباً لبنك انجلترا.
لكن بريطانيا تكافح تباطؤاً في النمو واستمراراً للتضخم وتدهوراً في سوق العمل، متخلفة في الأداء عن الولايات المتحدة، التي تظهر صموداً في كل قطاع تقريباً.
وسجل العائد على السندات البريطانية لأجل 30 عاماً أعلى مستوياته منذ 1998 فوق 5.3% هذا الأسبوع، تماشياً مع الصعود في عوائد السندات طويلة الآجل عالمياً.
كانت بريطانيا في عين العاصفة آخر مرة في سبتمبر 2022، عندما كشفت رئيسة الوزراء آنذاك ليز ترس عن خطط ميزانية تضمنت تخفيضات ضريبية غير ممولة بالمليارات والتي دفعت السندات البريطانية للتهاوي وعصفت بالاسترليني وأجبرت بنك انجلترا على التدخل لإعادة الاستقرار
للسوق.
والتحرك هذا الأسبوع لا يضاهي على الإطلاق أواخر 2022 عندما قفزت عوائد السندات لأجل عشر سنوات نقطة مئوية كاملة في أسبوع وسجل الاسترليني مستويات قياسية منخفضة أمام الدولار.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.