جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
هاجم الرئيس دونالد ترامب يوم الاثنين خطة السعودية تخفيض إنتاج النفط ليضفي توترا جديدا على تحالف مضطرب بالفعل تخيم عليه مخاوف أمريكية حول قتل الصحفي جمال خاشقجي والصراع الدائر في اليمن.
وتهدد جهود ترامب للتأثير على إنتاج النفط بأن توتر بشكل أكبر العلاقات بين الحليفين التاريخيين في وقت لازالت فيه إدارته تصف السعوديين بالشريك الأساسي في محاولة التصدي سويا للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.
لكن يرغب الرئيس الأمريكي—الذي يواجه ضغوطا بعد خسائر الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس—في الحد من التهديدات على الاقتصاد، بما يشمل ارتفاع أسعار البنزين. وفي سلسلة من التغريدات، أرجع ترامب موجة بيع في سوق الأسهم إلى إنتصار الحزب الديمقراطي وفي نفس الوقت يضغط على السعوديين ومنظمة أوبك لإبقاء إنتاج النفط عند المستويات الحالية.
وقال ترامب على تويتر "أتمنى ألا تخفض السعودية أو أوبك إنتاج النفط. أسعار النفط يجب ان تكون أقل بكثير بناء على المعروض".
ونشر ترامب الرسالة بعد ساعات من تصريح وزير الطاقة السعودي إن أوبك وشركائها يجب ان يلغوا نحو نصف الزيادة في إنتاج النفط التي قاموا بها في وقت سابق من هذا العام. وكانت العقود الاجلة لخام برنت قد ارتفعت 2.4% وزاد الخام الأمريكي 1.8% عقب التصريح السعودي.
ونزلت العقود الاجلة للنفط في بورصة نيويورك 0.4% يوم الاثنين مواصلة ترجعاتها لليوم الحادي عشر على التوالي لتنهي الجلسة عند 59.93 دولار للبرميل.
ويخاطر ترامب بإختبار صبر السعودية—أو حتى إثارة غضب المملكة—في لحظة حرجة إذ أن القرار الأمريكي بإعادة فرض العقوبات على إيران يهدد بزيادة الأسعار. وكانت الإدارة تعول على السعودية لضمان إمدادات كافية من النفط لمنع زيادة في الأسعار.
وتوترت العلاقة أيضا بين الدولتين حول مقتل الصحفي المقيم في الولايات المتحدة جمال خاشقجي في أكتوبر داخل القنصلية السعودية في إسطنبول مع أنباء ان إدارة ترامب تدرس فرض عقوبات على بعض المسؤولين السعوديين نتيجة لذلك. وفي مطلع الأسبوع، توقفت الولايات المتحدة عن إعادة تزويد طائرات التحالف الذي تقوده السعودية ويحارب المتمردين الحوثيين في اليمن بالوقود.
وقال السعوديون في بيان ان قرار إنهاء إعادة تزويد الطائرات بالوقود كان قرارا مشتركا، وإن المملكة "عززت قدرتها على ان تجري بشكل مستقل إعادة تزويد الطائرات بالوقود في اليمن". وليس من المتوقع ان يفرض ترامب عقوبات قاسية حول قتل خاشقجي، قائلا في وقت سابق من هذا الشهر أنه لا يشعر "بالخيانة" من هذا المخطط وأكد رغبته في تجنب العواقب التي قد تضر الاقتصاد الأمريكي.
ومع ذلك يدرك الرئيس على الأرجح ان بيانه قد يغضب القيادة السعودية. ونشرت تغريدته بعد دقائق فحسب من فقرة على شبكة فوكس بيزنس فيها قال محلل الطاقة فيل فلين إن قادة أوبك غاضبون من ان ترامب "خدعهم" بزيادة الإنتاج قبل العقوبات الإيرانية.
وقد تصبح التغيرات في موقف إدارة ترامب، التي كانت في السابق تعطي الرياض الضوء الأخضر في مجموعة من القضايا الدولية، مصدر توتر في علاقة طورها الرئيس وصهره جاريد كوشنر بعناية. ويثير التدخل في شؤون النفط خطر التمادي في علاقة إستغلها ترامب لصالحه في الماضي.
وفي يونيو، أقنعت السعودية منتجي النفط بإنهاء تخفيضات في الإنتاج إستمرت 18 شهرا وضخ المزيد من الخام ردا على انخفاض الإنتاج في فنزويلا وإيران. وأوضح قادة أوبك ان تصريحات ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي كانت محفزا لتغيرات الإنتاج، الذي أبقى اسعار النفط منخفضة قبل انتخابات التجديد النصفي والتحرك المتوقع من ترامب بإعادة فرض العقوبات على إيران.
وقال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو في وقت سابق من هذا العام "كنا في اجتماع في الرياض، عندما قرأنا التغريدة". "أعتقد أن سمو الوزير خالد الفالح حثني على انه ربما توجد حاجة الأن للتجاوب، نحن في أوبك نعتز دوما بأننا أصدقاء للولايات المتحدة".
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح يوم الاثنين في دبي إن المنتجين بحاجة لخفض نحو مليون برميل يوميا من مستويات إنتاج أكتوبر. وأضاف إن المملكة ستخفض صادراتها بنحو نصف مليون برميل يوميا الشهر القادم.
تلك المرة، تحث السعودية حلفائها على التركيز على خطر ارتفاع مخزونات النفط والتوقعات بنمو ضخم في إمدادات منافسة العام القادم، بما في ذلك النفط الصخري الأمريكي. وهذا قلق يساور أيضا باركيندو، الذي قال يوم الاثنين إن توازن السوق مهدد بفائض في الإمدادات وتراجع الطلب.
ويهدد تخفيض السعودية لصادراتها النفطية—أو زيادة في أسعار النفط—بتقديم دوافع سياسية للديمقراطيين الممكنين حديثا الذين لطالما أبدوا تشكيكهم في منظمة أوبك.
وكان زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك تشومر، الديمقراطي من ولاية نيويورك، أيد في السابق قانونا سيرفع حصانة قائمة للمنظمة وشركات النفط الوطنية للدول الأعضاء من المقاضاة بموجب قانون أمريكي لمكافحة الإحتكار. ومن الممكن ان يعطي إنقسام أكبر بين إدارة ترامب والسعودية زخما لهذا المسعى، الذي فشل بعد ان هدد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش بإستخدام الفيتو ضده.
وربما يجد أيضا ترامب حليفا مألوفا في مسعاه للضغط على السعوديين ألا وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتزعم روسيا إن فائض معروض النفط قصير الآجل وتعارض تخفيضات الإنتاج مما يضعها في خلاف مع السعوديين في صناعة تهيمن على اقتصادي الدولتين.
وإجتمع الرئيسان الروسي والأمريكي لوقت وجيز في حفل غداء يوم الأحد في باريس وهناك جرى مناقشة القضايا الخاصة بالسعودية بحسب السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة ساندرز. ومن المتوقع ان يجتمع الزعيمان مجددا في نهاية الشهر في قمة مجموعة دول العشرين في الأرجنتين.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.